اخرج قائمة أهدافك من تحت السرير وضعها في سلة القمامة!
في هذه الحياة لم تعد قوائم الأهداف تجدي نفعا . بل هي على الأغلب مجرد مصدر من مصادر التعاسة . ومن الأفضل لك ألا تمتلك واحدة منها .
add تابِعني remove_red_eye 277
ربما لا يكون الآن وقتًا مناسبًا للحديث عن وضع الخطط والأهداف، فنحن لَسْنا في بداية السنة الميلادية (ولا حتى الهجرية بالمناسبة) ولا حتى في نهايتها بل نحن في المنتصف تقريبا. لكني هنا فقط أسألك: ماذا حَلّ بقائمة الأهداف التي وضعتها في بداية السنة؟
يبدو أنك قطعت أكثر من (60%) للوصول إلى أهدافك أليس كذلك؟ نعم! هَلْ أنت جادُّ؟ لم تُحقق منها شيئًا ولم تستطع الاستمرار أيضا!! لا، هذا سيئ جدًّا. يجب عليك أن تقتل نفسك. وعليك أن تختبئ داخل الخزانة طوال عمرك. لماذا أنت بليد إلى هذه الدرجة؟
هل تريد أن أخبرك عن حالتك الحقيقية وكيف أنظر إليك الآن بكل صدق؟
أنا أنظر إليك الآن على أنك شخص طبيعي جدًّا جدًّا. وليس فيك أيّ خطأ ولا عيب ولا مشكلة وحتى لو لم تستطع تحقيق أهدافك، وحتى لو كانت قائمة الأهداف نائمة تحت السرير منذ اليوم الثاني.
تريد أن أخبرك أكثر؟
أنت إنسان طبيعي جِدًّا تريد فقط أن تغيِّر حياتك للأفضل، حتى لو لم تضع أهدافًا. وسأخبرك بِسِرٍّ آخَر: أغلب الحمقى الذين يتشدقون فوق رأسك بأهمية وضع الخطط وأنك في خطر ما لم تتدارك نفسك وتخطف لك خمسين أو ستين هدفًا سنويًّا. بالتأكيد أنت الآن تتذكر عشرة منهم على الأقل، صدقني هم الآن لم يحققوا شيئًا مما كتبوه. وأكاد أجزم أنهم نَسُوا أصْلًا أهدافهم وستجدهم الآن يجلسون أمام اليوتيوب وفي يدهم بعض المقرمشات على الأغلب.
حسنًا ماذا عنك الآن، هل تشعر بتحسن؟ هذا جيِّد. دَعْنِي أسألك وأخبرك عن السبب الذي يجعلك لم تحقق أهدافك بَعْدُ. السبب أيها الإنسان الطبيعي أنك وضعت أهدافًا عظيمة أنت لا تستطيع تحقيقها.
-بهذه البساطة؟ -نعم، إنها بهذه البساطة فعليًّا.
مشكلتك –وأنا كنت كذلك من قبلك– أنك وضعت العديد من الأهداف، التي تريد تحقيقها في وقت قصير. والسبب أننا للتوّ شاهدنا مقاطع تحفيزية لعينة ليس منها أيّ فائدة أشعرتنا بأننا أقوياء جِدًّا ونستطيع فعل كل شيء، ثم مع هذا الحماس قررنا أننا نريد أن تكون هذه السنة سَنة التغيير العظيمة التي سنُنْهي فيها مشكلة الفقر في أفريقيا، وسنقوم بحَلّ النزاعات بين قبائل الهنود الحُمر، وسنُزَوِّج الفهدَ للأسد.
ثم قمنا بوضع قائمة من الأهداف تبدأ بالغرفة وتنتهي بالمطبخ. وهذا لا يمكن أبدًا أن يتحقق وستأتي السنة القادمة وستشاهد نفس المقاطع وستضع نفس الأهداف بنفس المدة ولن تستطيع تحقيقها مرة أخرى وستستمر على هذه القائمة اللعينة لسنوات وبلا فائدة. انتظر لحظة، أنت لست سوبرمان، حتى سوبرمان ينتهي مفعوله مع نهاية الفيلم .
- الانضباط الذاتي وأهميته لتحقيق الأهداف
- 6 طرق مهمة لتحقيق الأهداف
- 37 مثالا على الأهداف الشخصية التي يمكن أن تحددها لـ2020
إذا ما الحَلّ؟
الحَلّ هو ألا تشاهد هذه المقاطع نهائيًّا. هذا أوَّلًا
ثانيًا
ضع هدفًا واحدًا أو اثنين تريد تحقيقهما فعلا. كل فترة وليس كل سنة. وأقول كل فترة لأنك لست مُجْبرًا أن تدخل للسنة الجديدة بأهداف جديدة.
مَن قال: إِنّ عليك أن تضع أهدافًا جديدة كل سنة؟
سأُعْطِيك مثالًا. إذا كنت تريد تعلم لغة جديدة. هل ستقول سأتعلمها خلال ستة أشهر فقط؟ بالله عليك كن واقعيًّا أرجوك. قل سأتعلمها خلال سنتين أو أكثر. لماذا ليس في ستة أشهر؟ لأنك إنسان طبيعي لديك عمل قبيح تريد أن تذهب إليه كل صباح. ولديك معام وواجبات حياتية أخرى عليك القيام بها كالنوم والاستحمام والأكل وغيره. وعليك أن تقوم بواجباتك تجاه والديك، وأسرتك إن كنت متزَوِّجًا.
ولاحظ أن هذا الهدف مستمر لسنتين. ماذا لو كنت فعليًّا بحاجة لأن تضع لك أكثر من هدف كأن تتعلم اللغة الإنجليزية وتخفض من وزنك وتحافظ على الصلاة في وقتها. صحيح أنه لا تعارض بينها لكن أيها الإنسان الجميل حاول أن تركز على واحد منها فقط وتتخذ من الباقي أسلوب حياة. أعلم أن هذا الكلام تكرَّر على مسامعك آلاف المرات ولكن هذا هو الواقع.
ثالثًا
عليك أن تعرف أن المسألة ليست سهلة وأن عليك أن تقاتل فعلًا. والقتال هنا بالاستمرار. ولا شيء آخر. وإن كنت تريد الطريق الأسهل، فالطريق الأسهل هو ألا تصنع شيئًا على الإطلاق. لكن صدقني عدم القيام بالمحاولة لم يَعُد خيارًا مطروحًا بعد الآن. أنت لا تملك إلا خيارًا المحاولة والإنكسار ألف مرة.
حاول أن تستمر مهما حصل حتى ولو لم تقم إلا بنصف واجبك فهو أفضل من ألا تقوم بشيء. وسيمر عليك أوقات من الملل والإحباط واليأس، أرجوك لا تتوقف ولو بالعمل على جزء صغير جدًّا. المهم ألا تتوقف. وحتى لو انقطعت وتوقفت بعد كل هذا اليأس، عد بكل بساطة. دون التفكير بالفترة التي مرت دون فائدة مهما كانت طويلة. لأن الذي يمنعنا عادة من الرجوع هو التفكير بالوقت الكثير الذي فرطنا به.
رابعًا
يجب أن تعرف أنه لا يهم مدى (سلحفاتيتك) في التقدم (أي أن تتقدم بسرعة السلحفاة). إنما المهم هو ألا تقف أبدًا.
خامسًا
لا تخبر أحدًا بهدفك وإذا سألك أحدهم اكذب نعم اكذب. قل: أنا بلا أهداف هذه السنة. أعدك لن تكون مذنبا بهذه الكذبة؛ لأنك إنسان بسيط يحاول أن يداري على مشاعره، ولا أظنك بحاجة لشخص يتندر بك ويخبرك أن أهدافك سخيفة وأنه لا فائدة منها. فهذا ما كان ينقصك، وإن كنت تريد مني أن أخبرك بأسوأ الناس الذين يجب عليك فعليًّا أن تتجنب إخبارهم بشيء فسأقول لك: الوالدان، الإخوة، الأصدقاء.
بالله عليك ما الفائدة من إخبار الآخرين بأهدافك؟
حياتك شيء يخصك أنت وحدك. أرجوك أبقها سِريَّةً قدر المستطاع. لا تصدق الأشخاص الذين يقولون أخبر الجميع بأهدافك حتى تلزم نفسك بها. هذا كلام فارغ، أنت فقط تجعل من نفسك أضحوكة في حال لم تستطع القيام بما وعدت.
سادسًا
كفى مقارنة، لا تقارن نفسك بأي أحد كائنًا من كان؛ لأنك في العادة عندما تقارن فأنت تقارن أجمل ما عند الشخص الآخر بأسوأ ما عندك، وستكون الطرف الخاسر دائما. بالله عليك ما الفائدة من المقارنة؟ هي فقط تشعرك بالحزن وتزيد من كراهيتك لنفسك، وتشعرك أنك شخص بلا فائدة. إذا كنت بلا فائدة إذا لماذا خلقك الله؟ المقارنة هي بالضبط كأن تقارن بين كأس وكنبة.
ليس هنالك وجهٌ للمقارنة، أيها الإنسان الطبيعي المحترم. عليك أن تعرف أنك كائن مستقلٌّ لك ظروف مختلفة ووضع مختلف. وتربية مختلفة ووالدان مختلفان. وكل شيء مختلف.
سابعًا
أيها الإنسان الطبيعي المحترم:
عليك أن تعرف أن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه. عليك أن تساعد نفسك فأنت المسئول عن نفسك مسئولية تامة أمام نفسك. تخيّل نفسك بعد عشر سنوات هل تريد أن تكون نفس الشخص؟
المشكلة أنك بعد عشر سنوات لن تكون نفس الشخص بل ستكون أسوأ. الحياة بهذا الشكل إما أن تتقدم أو تتراجع. لا وجود للوقوف في نفس المكان. لا يوجد إنسان عاقل يريد أن يكون في وضع أسوأ مما هو فيها حاليًا بعد عشر سنوات. إذًا عليك أن تترك عنك الكسل وتتوكل على الله وتبدأ. دون انتظار بداية السنة الجديدة.
add تابِعني remove_red_eye 277
هذا المقال ليس نتيجة تجربة شخصية لا تتخيل أني أملك تاريخا طويلا من الخزي والعار النفسي .
link https://ziid.net/?p=55234