ليسَ عَليك أن تخسر شيئًا لتعرف قيمته بعد فقدانه
هل قدّرنا الموجود؟ وشكرنا الواهب على ما أعطى وتفضّل به علينا؟ أم لربما أشحنا النظر عن مانملك.. وركزنا على ما لا نملك!
هل قدّرنا الموجود؟ وشكرنا الواهب على ما أعطى وتفضّل به علينا؟ أم لربما أشحنا النظر عن مانملك.. وركزنا على ما لا نملك!
add تابِعني remove_red_eye 25,478
خذ دفتر ملاحظاتٍ صغير واكتب فيه كل ما يجعلك سعيدًا! نعم.. اكتب كل ما يجعلك تبتسم من حولك وكل ماله تأثيرًا إيجابيًا عليك، افتح عينيك جيدًا على كل ما تملك ولا تؤجل الفرصة ابتغاء مستقبلٍ غيبي قد لا يأتي أبدًا! وفي الأخير تذكر شيئًا مُهمًا جدًا، ليس عليك أن تخسر شيئًا لتعرف قيمته في النهاية.. فالحاضر هو وقتك الحقيقي لتستمتع بالأشياء، لذا لا تنتظر أن تكون شاكرًا لما تملك بعد وقتٍ طويل!
استمتع بما تملك قدر ما تستطيع وقت ما تملك، واستشعر في الحياة أن كل يوم هو مناسبة جديدة! استمتع بكل النعم والفضائل المُحيطة بك من غير تأجيل أو تسويف، قدِّر ذلك واستمتع به حقًا، لأنني أأسفُ لقولِ ذلك: ولكن.. الأشخاص الذين تحبهم ستفارقهم يومًا وأصدقائك لن يُصبحوا أصدقائك، وأطفالك سيبدئون حياتهم بعيدًا عنك عندما يكبرون.. وعملُك سينتهي وستتقاعد مُستقبلًا.
لاشيء يدوم للأبد، وهكذا هي الحياة كما نعرفها! إذن.. ومن الآن اعزم على جعل كل حياتك الآنية تُستحق أَن تعاش بكل حذافيرِها، واحتفظ بكلّ تلك الذكريات في ذاكرتك للأبد. ولاتنتظر فقدان شيئًا ما لتدرك كم كان عزيزٌ وقيّمٌ بالنسبة لك. “لاتنتظر… لتخسر شيئًا حتى تدرك أخيرًا مدى قيمتهُ بالنسبة لك!”
هذا هو السحر الذي يطلقون عليه الناس السعادة: أنت لا تحتاج لشيءٍ مُميز أو استثنائي للغاية، فقط تحتاج للاسترخاء وإراحة أعصابك قليلًا وتعيش كل لحظاتك الحاضرة هنا والآن، صحيح أنه من الممكن أننا غالبًا نقوم بتكرار ما نفعل كل يوم، ونقابل نفس الأشخاص وبنفس المزاج والطاقة، ولكن هذا لا يعني أن لا نقدِّر تلك الأمور ولا نعطيها أي اهتمام.
“عندما تقدّر ما تملك، فأنت تزيد من تقديره أكثر في الحقيقة” -جورج بوساي
اذهب لسريرك كل ليلة مُستشعرًا طعم اللذة والسعادة من يومك الذي عشته بكل تفاصيله، مُستشعرًا فضائل الرضا والقناعة الداخلية. مُستغلًا كل لحظاتك اليومية والبسيطة بكل جدارة! وممتنًا لله على شيء. مهما بدا لك بسيطًا أو صغيرًا، فبتلك الطريقة صدقني لستَ مُحتاجًا لتفقد شيئًا ما لتشعر بقيمته الحقيقية! لأنه لا توجد طريقة أفضل من تقديرك لما تمتلكه الآن واستمتاعك فيه قدر ما تستطيع، ورغبتك في مواصلة السعي والارتقاء.
قُل أحبك الآف المرات لكل شخصٍ تحبه وتقدّره، واقضِ وقتًا ممتعًا مع أسرتك وأحبابك ما أمكنك ذلك وقدِّر ذلك من كلّ قلبك، أحِب من قلبك واستمتع بالموجود قدر ما تستطيع.. ليس غدًا، بلِ اليوم.
داوم على الاستمتاع بحاضرك ولا تهدره وأيضًا لا تهتم بآراء الآخرين عنك لأنها لن تضرك طالما أنك -ومن المهم- لم تفعل شيئًا خاطئًا لتستمتع. “قدِّر من تُحب واعتنِ جيدًا بخياراتك في الحياة ”– جورج بوساي
باعتقادك أن ما حولك سيدوم للأبد وأنت تشطب على أيام الأسبوع في التقويم ومتغافلًا كذلك عن مُضي الوقت السريع وأنه لن يتوقف، ومُعتقدًا أن كل ما تمتلكه اليوم سوف يكون بحوزتك غدًا! سينتهي بِك المطاف في النهاية ناسيًا ما هو الشيء الأكثر ضرورةً في الحقيقة، وهي تلك الأمور الصغيرة التي من حولك، وكذلك الأشخاص الذين هُم من حولك كل يوم، قد تخسرهم يومًا ولن يكُن ذلك في حسبانك أن يحدث لأنك كنت تعتقد مسبقًا أنك المُتحكم على ظروف الحياة من حولك، ولكن تلك ليست الحقيقة.
أغربُ شيء أننا نقوم بتوديع من هم حولنا كل يوم ولا نعرف متى ستكون آخر مرة نتلقي بهم، بل نادرًا أن نجلس مع ذواتنا لنعي قليلًا ونفكر ماذا يعنون بالنسبة لنا ؟ أو مَاهي أهميتهم لدينا.
ندفن ألمنا ولكن نرى أثره ينعكس على تصرفاتنا اليومية وحياتنا المكتظة، ونسوِّف التعامل مع ذلك الألم فنقول الآن ليس بالوقت المناسب، وبالطبع لن يحين الوقت المناسب أبدًا! بل بالعادة نمتنع عن كشف حقيقة ما نُعانيه من الآلام على الرغم من أننا نعاني من آثارها المتجلجلة بدواخلنا والتي بالتالي تظهر بطريقة سيئة أمام الآخرين.
أعود وأقول خُذ قلمًا ودفتر واكتب كل ما لديك الآن وماتمتلكه.. يوجد سبب معين لفعل هذا: لأن السعادة تكمن في طريقة الإدراك والتفكير وبتقديرك لقيمة الأشياء من حولك من شأنه أن يزيد من فرصة استمتاعك وسعادتك بها على نحوٍ أفضل، ويصنع من ذلك ذكرياتٍ جميلة في واقعك المُعاش ويضمن لك بعد الله أن تحيا وتَسعد وتستبشر خيرًا في الحياة التي تود أن تعيشها حقًّا! فهذا لصالحك.
في النهاية؛ بتقدير تلك الأمور الصغيرة في الواقع هي ما تُبنى عليها السعادة وتجعلك تشعر بأنك تعيش قد حِزت كل شيء. وتذكّر: أنك لستَ بحاجةٍ أبدًا أن تخسر شيئًا لتُدرك قيمته فيما بعد..
add تابِعني remove_red_eye 25,478
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال ملهم يساعدك لتعرف كيف تقدر ما لديك وتستمتع به وتشكر الله على ما أعطاه لك
link https://ziid.net/?p=40765