قائمة أهداف العام الجديد لماذا لا تنجح غالبًا؟
دخول العام الجديد وانتهاؤه بدون إنجازات واستثمار هو شعور بانسياب العمر دون بصمة تُذكر، اسع دائمًا لتحقيق أهدافك وتجديد عزيمتك
add تابِعني remove_red_eye 2,364
منذ سنوات وأنا أستقبل كل عام جديد بقائمة من الأهداف والأحلام ومفكرة جديدة كنوعٍ من شحذ الهمّة والتحفيز، إلا أنني وفي نهاية العام -أقولها آسفةً ومُحرجة- لا أنجز شيئًا منها. تساءلت دومًا أين الخلل؟ لكني عدتُ وألصقت ذلك بالتكاسل وقلة الوقت والحظ وأعذارٍ أخرى، مع هذا لم أفكر بطريقة مختلفة، هكذا واظَبْتُ على قائمة العام الجديد أُمنِّي نفسي بأني سأنجح هذا العام، كنت أغُض الطرْف عن العام المُنصرم، وأمتنع عن الوقوف على الأخطاء وتحليلها ظنًّا مني أن هذا سيفتح باب جلد الذات والإحباط على مصراعيه، إلى أن شهد هذا العام تحولًّا نسبيًّا جعلني أؤمن بمقولة أرنست همينغوي:
“إذا عرفنا كيف فشلنا نفهم كيف ننجح”.
كلما قلّت أهدافك ازداد تركيزك
إن حماسنا مع بداية العام الجديد، وتفاؤلنا به يقودنا إلى وضع أهداف كثيرة متنوعة ومتفرعة، ولا نُدرك حينها إننا بهذه الطريقة قد قدمنا لأنفسنا أفضل خطة مُحكمة لتشتيت الانتباه وهدم التركيز. تحديد أهداف لا تزيد عن خمسة -مثلًا- مع متابعة مستمرة بشكل يومي قد توصلك إلى إنجازها قبل نهاية العام ومن هنا يمكنك إضافة هدف آخر، الموضوع سيأخذ منحى أكثر متعة وتحديًا. أن تنجز خمسة أهداف في العام أفضل من أن تكتب (١٥) هدفًا ولا تنجز واحدًا منها.
أكثر ما يقع فيه الآخرون هو الأهداف الضبابية
حاول أن يكون الهدف محددًا مثال: “تطوير اللغة الإنجليزية” هذا هدف ضبابي للغاية، ولكن إن صُغته بشكل مختلف مثل: “حفظ ١٥٠٠ كلمة إنجليزية”، هذا هدف واضح ومحدد، ويمكنك العمل عليه بتركيز أكبر، إنك هُنا تعلم من أين وكيف تبدأ؟
هل تنجرف مع تيار الحياة؟
المتابعة الدورية تُشعرك بأهمية الوقت وكم من ساعات تَفلتت من بين يديك في غفلةٍ منك دون أن تُستغل، في كثير من الأحيان قد تصل إلى نهاية العام وتُفاجأ بقراءة أهدافك في أول صفحة من المفكرة تتساءل: هل حقاً كتبتُ هذا؟ إن عدم المتابعة بشكلٍ دوري لا تُنسيك العمل على الهدف وحسب، إنما قد تُنسيك وجوده من الأساس.
تابع أداءك يومًا بيوم، إن إيقاع الحياة متسارع جدًّا ما يعني أننا لا بُد أن ننجرف مع المسؤوليات والمشكلات ومهامنا الروتينية إن لم نقتطع بعض الوقت لنعلم أين نقف بالضبط وإلى أين نتّجه، وذلك يكون بتقييم أدائنا بشكلٍ يومي.
قد تجد كلمة تقييم مهنية أكثر من اللازم، إنما الأمر أكثر بساطة من تصورك، قبل نومك بدقائق دوِّن الذي أنجزته والذي أخفقت في إنجازه اليوم، يمكن أن تفعل ذلك في شكل إشارات حمراء وخضراء، هكذا ستتكون لديك صورة شاملة عن أدائك الشهري بانتهاء الشهر، وسوف تسعد حينما تزدحم صفحة الشهر بالكثير من الإشارات التي تشعرك بتُخمة الإنجاز، ستُبهرك الخضراء بينما الحمراء توصل إليك رسالة مفادها “جيد، أنا أحاول”.
ماذا حققتُ في أول شهر قيّمتُ فيه إنجازي بشكل يومي؟
1- لقد تمكنت من قراءة (7) كتب، بينما لم أقرأ كتابًا واحدًا طيلة العام الماضي.
2- تمكنت من قضاء ساعتين من الأنشطة واللعب بشكل يومي مع أطفالي.
3- أكملت دورتين عن بُعْد في مجالَيْن مُختلفَيْن.
4- أكملت قرابة الـ (15) ساعة من برنامج تدريبي على الإنترنت.
5- حفظت (300) مفردة إنجليزية جديدة.
6- أنهيت بعض التدريبات على الرسم وخرجتُ بلوحتين.
- الانضباط الذاتي وأهميته لتحقيق الأهداف
- أهم الحقائق حول تحديد الأهداف للوصول للنجاح
- 37 مثالا على الأهداف الشخصية التي يمكن أن تحددها لـ2020
كافئ نفسك
لذة الإنجاز رائعة مهما كان الإنجاز بسيطًا، فلا مانع حينها من استقطاع بعض الوقت لتدليل النفس، اصنع لنفسك وقتًا لطيفًا، احظَ ببعض الاسترخاء ومشاهدة شيء تحبه، من الممكن أيضًا أن تُكافئ نفسك بشراء ما قد رغبت به سابقًا.
ما الذي يحفّزك؟ للتفاصيل الصغيرة سحرها أيضًا!
هل تشعر بأن شرارة الحماس تُلهب عواطفك بسماع قصص الناجحين مثلًا؟ افعل ذلك كلما خَمدت همَّتك. هل قراءة اقتباسات المؤثرين والنُّخب الناجحة تدفعك بشدة للاستمرارية؟ إذًا ضع هذه الاقتباسات أمام عينك على جدار غرفتك أو مكتبك.
المشاركة تدفعك خطوة الى الأمام
شارك أصدقائك دومًا إنجازاتك سوف تحظى بالتشجيع مرةً وبالتصويب مرّاتٍ أخرى، قد يُلهمونك بأفكارهم وتجاربهم، وقد يتقاسمون معك هذا الشغف. “إن التركيز على ما نقوم به جيدًا أفضل من التركيز على ما لا نستطيع أن نقوم به” هاروكي موراكامي.
أن تتحدى نفسك أمر رائع بلا شك، لكن المبالغة في الأهداف وجهل قدراتك تجعلك تحت سندان الضغط ومطرقة العقبات، وجّه تركيزك إلى الأهداف الأنسب لمهاراتك والأقرب لشغفك وطوّرها وكُن صبورًا في ذلك –يمكنك رفع سقف الأهداف على المدى البعيد– بدلًا من تشتيت انتباهك لاتجاهٍ لا يتناسب مع وقتك أو ظرفك الحالي لتجد نفسك مُلقًى على طريق الخيبة نهاية العام ناعتًا نفسك بالفشل، عزّز نقاط قوّتك.
هل تعتقد أن بداية العام هي الفرصة الوحيدة؟
قد يربط البعض إنجازه بالبدايات فقط عام، شهر، أسبوع لن أنكر أن للبدايات رونقُها، لكن هذا ليس المعيار الوحيد يمكنك أن تبدأ في أيّ وقت، أن تبدأ الآن أو حتى في آخر شهرٍ من العام، إن بداية إنجازك ليست بداية العام الجديد إنما لحظة انطلاقك ذاتها في أيّ وقت كانت.
add تابِعني remove_red_eye 2,364
مقال يساعدك لتحقيق أحلامك فيما تبقى من 2020
link https://ziid.net/?p=59843