هل عملت يومًا في السابق تحت مظلة قائد مدقق بشكل دقيق للغاية؟

بكل تأكيد العمل تحت قيادة هؤلاء القادة ليس بالسهل وربما يصيب الكثير من الموظفين بالضغوط أو الأعباء، خصوصا إذا ظهرت منهم أخطاء أو انحرافات، قد تزيد ارتباك القائمين على المهام نتيجة تلاحق القادة على المتابعة ومحاولة معرفة كل شيء بدقة، لذلك إذا أردت التعايش مع هذه النوعية من القادة عليك أولا بمحاولة فهم سبب قيامهم بما يفعلونه، بالتأكيد التعرف على المسببات سيجعلك تعمل على فهم دوافعهم والتي بها ربما تقبل الطريقة وإيجاد طرق لتخفيف الضغوط

السلطة

السبب الأكثر شيوعًا هو السلطة وإحساس البعض بقوة المنصب وأنهم المتحكمون بزمام الأمور من بدايتها وحتى نهايتها، حيث إن هؤلاء القادة يتبعون أسلوب القيادة من خلال الأوامر وأنهم متداخلون في العمليات ولديهم مركزية في القرارات، وذلك لأنهم لا يؤمنون بالتمكين، هنا هؤلاء الأشخاص يريدون الشعور بالطمأنينة لذا دعهم أن يعرفوا أنك تعرف ومدرك جيدًا أنهم المسؤولون وتجد من حكمتهم قيمة لا تعوض، طمئنهم على أنك سوف تأتي لهم على الفور إذا احتجت إلى مساعدة، ضعهم في الصورة في الأحداث المهمة وأطلعهم على مجريات الأمور لكي يطمئن شعور التملك.

هوس السيطرة

نعم لدى البعض هوس وحب سيطرة على كل كبيرة وصغيرة، حيث لا يقتنع هؤلاء بالاطلاع على الصورة الكبيرة فقط، لكنهم يريدون التفاصيل هذا يعني أنه مهما كان ما تفعله من مهام أو لديك من تفاصيل أحداث عليك الاعهم عليه حتى تنجو من حبال هوس السيطرة الذي ربما يدخلك دائرة شك وفحص لا تنتهي لأنهم قد يظنون أنك تخفي شيئًا عنهم، لذا أبسط طرق التعامل هنا هو بقاؤهم دائمًا في الحلقة حتى يكونوا على دراية بكل ما يجري.

فقدان الثقة

يوجد نوع من القادة تكون ثقته عالقة في الأعصاب، يكون قلقًا من النتائج إذا لم يخبرك عن كيفية القيام بالمهام الموكلة، وأن أي طريقة مخالفة عن طريق أدائهم تكون ذات مصدر قلق لهم، لديهم الأنا مختلفة وتحتاج إلى إثقال الثقة في قدراتك ويحتاجون إلى الوقت والدعم حتى يقتنعوا بك وكفاءتك، لذا دعهم يعرفون التفاصيل وما تفعله وكيف تفعله وأعطهم المساحة للاستماع إلى آرائهم ووجهات نظرهم، وكن على ثقة أن النتائج المحققة مع مرور الوقت هو أفضل محرك يزيد من ثقتهم فيك.

كما حاول أن تتذكر أن عدم ثقتهم يتحدث عنهم أكثر مما يتحدث عنك، من الناحية العملية إنك عليك العمل بجد بهدف كسب ثقتهم والحفاظ عليها.

شبح الخوف

الشبح هو أكثر دوافع هؤلاء القادة خوفًا من ارتكاب الموظفين أخطاء، شبح الخوف يمتلك مشاعرهم في جميع الأفكار حيث تكون البداية خوف هل الموظف سيؤدي المهام مثلما هو يؤديها. وإذا اطمأن لذلك ينتقل الشبح إلى الخشية من ارتكاب أخطاء وإذا مر الوقت وسارت الأمور والنتائج على ما يرام، ينتقل بهم الخوف خشية اكتساب الآخرين الفضل والتقدير …….. والكثير من الأفكار والمحاور.

هؤلاء يحاولون إبقاء أيديهم هي اليد العليا على كل موقف وحدث لأنهم ببساطة يخافون على أنفسهم، بكل تأكيد مهما فكرت في الأحداث أو حجم الحدث كبير أو صغير فكل شيء يزعجهم، لكن كلما تمكنت من معالجة مخاوفهم والعمل على تهدئتهم وإرضائهم، قلَّ تهديدهم لك وقلَّ معه مصدر القلق والإزعاج من اتجاههم، لذا اسأل مقدمًا عن الطريقة التي يحبون التعامل بها وتنفيذ الأشياء ثم تأكد من أنك تمنحهم ما يحتاجون إليه من طمأنينة.

نستخلص من ذلك أن أهم طرق التعامل مع هؤلاء القادة هي أنك تكون على دراية كاملة بالمشكلة وفهم مسببات الحدوث قبل اتخاذ خطوات تحسين الوضع والإصلاح، عليك عدم فقدان الأمل والأهم … ابعد عن محاولة إصلاحهم أو تغيير النمط القيادي.

هؤلاء لديهم من القلق ما يشبه الفوضى في أعمال المحيط لذلك ما يسعون إليه هو الشعور بالأمان؛ لذلك قد تجد أن كل ما لديهم عاجل ومصدر للقلق وليس لديهم الثقة إلا بآرائهم ويحتاجون الكثير من الوقت والاختبارات والإثباتات للاقتناع بالآخرين وبقراراتهم، لذا اعمل على إشراكهم وأدخلهم الصورة معك وروج شعور الأمان والطمأنينة.

إليك أيضًا

• 10 نصائح مهمة حول الإدارة المالية لمشروع التجارة الإلكترونية
• ما قواعد وأسس الإدارة عند ريتشارد تمبلر؟ 
• مخاطر المخزون في مشاريع التجارة الإلكترونية: الإدارة والحلول