خمس عادات تخلى عنها لتتمكن من مقاومة الاكتئاب

انقلب عالمي فجأة، كان الاستيقاظ بشعور الألم والفراغ في قلبي هو الأصعب، كنت أستيقظ يوميًّا وأنا أشعر بالذنب الشديد، معتقدة أنني لم أعد أستطيع القيام بأي شيء، وأن حياتي لم تعد تستحق لأنني لست سوى عبء.

هذا ما يفعله الاكتئاب، إنه يأكلك وأنت على قيد الحياة، سيخبرك بأكاذيب تجعلك تعتقد أنك عديم القيمة وفاشل.

بينما كانت معركتي مع الاكتئاب هي كفاحي المستمر كل يوم، أدركت أن لدي الكثير من العادات التي لم تكن تخرب سعادتي فحسب، بل جعلت اكتئابي أسوأ.

تعرفت على هذه العادات وقمت بتغييرها ببطء لمساعدتي فجعلت أيامي المظلمة مع الاكتئاب أكثر احتمالًا وآمل أن تفعل نفس الشيء معك.

أولًا: عادة توقع الشعور الدائم بالرضا

عندما تم تشخيص إصابتي بالاكتئاب، اعتقدت أن التغلب عليه سيكون مرة واحدة. لذلك، عندما وجدت نفسي أشعر بالسعادة ببطء مرة أخرى، كنت مرعوبة جدًّا من العودة إلى عيش تلك الأيام المظلمة لدرجة أنني توقعت أن أشعر دائمًا أنني بحالة جيدة، لذلك في كل مرة وجدت نفسي أتدهور فيها، شعرت بخيبة أمل كبيرة وبالفشل التام، لكن كان من الخطأ بالنسبة لي أن أفكر بهذه الطريقة، من الخطأ أن أتوقع أن أشعر أنني بحالة جيدة طوال الوقت.

محاربة الاكتئاب تتكون من أيام جيدة وأيام سيئة، مثل الحياة مليئة بالصعود والهبوط، التواءات ومنعطفات، ونحن ملزمون بالمرور بأيام مظلمة ولكن هذا لا يعني أننا فشلنا. إن المرور بيوم سيئ آخر لا يعني الفشل، تحلى بالصبر والتفهم مع نفسك، ذكّر نفسك أن الشيء المهم: أنك هنا تحاول وتقاتل.

ثانيًا: عادة رفض المسامحة

شيء واحد تعلمته من التعايش مع الاكتئاب هو مدى قوة التسامح، بعد أن اضطررت إلى ترك وظيفتي لأن اكتئابي وقلقي جعلا من المستحيل للغاية بالنسبة لي مواصلة العمل، شعرت فقط بعدم الجدوى والذنب، لقد هاجمت نفسي باستمرار لأنني اتخذت هذا القرار، كرهت نفسي لفعل ذلك ورفضت أن أغفر لها، لقد تمسكت بهذا الأسف.

عندما كنت طفلة، كنت دائمًا ما أقارن من قبل الأشخاص الذين يحبونني، مما جعلني أشعر أنني لم أكن جيدة بما فيه الكفاية. وكبرت، أخذت كلماتهم معي. تمسكت بالألم والغضب والاستياء. والقيام بذلك أكلني حية لقد استهلكني وحطمني.

إن رفض المسامحة واختيار التمسك بالتأنيب وأخطاء وآلام الماضي غذى اكتئابي، المسامحة لا تعني أننا نقلل من الألم الذي تسببوا فيه، بل يعني ببساطة أننا الآن على استعداد للشفاء والتخلي والنمو، ذكر نفسك أن التمسك بأخطائك وندمك وألم الماضي لن يفيدك بأي شيء. بدلًا من ذلك حرر نفسك واسمح لنفسك بالمضي قدمًا والشفاء.

ثالثًا: عادة توقع الأشخاص الذين نحب أن يفهمونا تمامًا

كنت أتوقع من الناس الذين أحبهم أن يفهموا بشكل جيد ما كنت أعانيه، لا يمكنني إخبارك بعدد المرات التي توقعت فيها أن يجدوا ويقولوا الكلمات الصحيحة ويفعلون الشيء الصحيح لجعلي أشعر بتحسن. وفي كل مرة فشلوا فيها، شعرت بسوء شديد وشعرت بالوحدة أكثر، لكن لم يكن من العدل أن أفكر بهذه الطريقة. لم يكن من العدل أن أتوقع منهم أن يفهموا ما مررت به؛ لأن الواقع، بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة وبغض النظر عما نفعله، كونهم يفهمون ويدركون ما نمر به وما نشعر به بالضبط غير ممكن.

لا يمكننا أن نتوقع أن يفهم الجميع ولن يعرف الجميع بالضبط ما نشعر به وهذا جيد، كان لدي القليل من الأشخاص الذين بذلوا قصارى جهدهم لمساعدتي، لم يفهموا أبدًا ما مررت به، ولم يتمكنوا من العثور على الكلمات المناسبة لقولها لكنهم حاولوا. ذكّر نفسك أنهم طالما أنهم موجودون من أجلك، وعلى استعداد للاستماع وإظهار التعاطف فهذا أكثر من كافٍ.

رابعًا: عادة التفكير في أن الحياة ستنتقل من سيئ إلى أسوأ

كانت معركتي مع الاكتئاب أصعب معركة كان عليّ مواجهتها كل يوم، لقد مررت بالعديد من الأيام السيئة والمظلمة لدرجة أنني بدأت أعتقد أن هذه هي الطريقة التي ستكون عليها حياتي، بدأت أعتقد أنه بغض النظر عما أفعله ومدى صعوبة المحاولة، فإن حياتي ستنتقل فقط من سيئ إلى أسوأ وأن الأشياء الجيدة لن تحدث أبدًا، عندما تتعامل مع الاكتئاب اعلم مدى سهولة الاعتقاد بأننا لن نكون سعداء مرة أخرى.

أن نكون دائمًا محاصرين في الظلام والألم والفراغ، ولكن هذا ليس صحيحًا. هذا ما يريدك الاكتئاب أن تفكر فيه، الحياة مليئة بالمفاجآت غير المتوقعة، إنها مليئة بالمنعطفات والتطورات غير المتوقعة، وما تمر به الآن لن يستمر إلى الأبد.

خامسًا: عادة الرغبة في السيطرة على كل شيء

لقد كنت دائما مهووسة بالسيطرة، أريد فقط التحكم في كل شيء وكل من حولي، حتى أصغر التفاصيل، معتقدة أن القيام بذلك يضمن عدم حدوث أي خطأ. ولكن التحكم في كل شيء غير ممكن وبالتأكيد لا يضمن أن كل شيء سوف يسير كما نريد، بدلًا من تركيز وقتك وطاقتك على الأشياء التي ليس لديك سيطرة عليها، فقط تقبلها، اتركها وركز على الأشياء التي يمكنك تغييرها.

يرجى العلم أننا جميعًا نشفى ونتعافى بشكل مختلف، لذلك قد لا تعمل معك الأشياء التي نجحت معي بالضرورة. الشيء المهم هو التركيز على رحلتك، وتحديد الأشياء التي تضرك وتؤدي إلى تفاقم اكتئابك، وفعل ما يمكنك تغييره ببطء لمساعدتك على محاربة الاكتئاب.

إليك أيضًا

• العادات والطباع: الفرق بينهما، وأيهما قابل للتعديل
• كيف يحدث التغيير؟ عاداتك هي السر
• ١٠ عادات صباحية لتبدأ يومك بنشاط