حِملٌ ثقيلٌ جداً .. كيف تنقل الأخبار السيئة ؟
نحن دائمًا إما ناقل لـخبرٍ حزين أو منقول إليه.الحمل ثقيل جدا،لكنها سنة الحياة .عليك أن تعي أهمية مهمتك ورسالتك وتشعر بها وبالمتلقي
add تابِعني remove_red_eye 1,432
“مات من الفرحة” صيغة مبالغة نستخدمها كثيرا للتعبير عن سعادتنا عندما تبلغ منتهاها، وقد قرأت خبراً ذات يوم عن مواطن باكستاني اسمه عبدالرزاق زف إليه خبر فوزه بجائزة مالية قدرها مليون ومائتي ألف روبية باكستانية فسقط على الأرض مغشيا عليه، وبعد المعاينة الطبية وجدوا أنه أصيب بصدمة دماغية وسكتة قلبية .. مات من الفرحة
أحبتي الكرام، إذا كان نقل الخبر المفرح المبهج قد يتسبب بكارثة كما حدث مع عبدالرزاق الباكستاني رحمه الله، فما ظنكم بمهمة نقل خبر محزن ومؤسف؟ .. حمل ثقيل جداً. شئنا أم أبينا، اليوم أو غدا، كلنا مَرّ أو سيمر بهذه المسئولية ذات العيار الثقيل، أي نعم هي ظروف خارجة عن ارادتنا لكن الغير خارج عن ارادتنا هو تعلم ماينبغي عمله حيال هذه المواقف ، ولا عذر لنا بالجهل ولدينا أعظم دين وأعظم شريعة وأعظم قدوة
قد يوكل إليك أو تقع في طريق نقل خبر مؤسف .. وفاة، طلاق، خسارة ما، مرض، .. إلى آخره من هذه الأخبار الصعب سماعها ناهيك عن نقلها .. فما حيلتك تجاه ذلك؟ عن تجربة بل تجارب وُفّقت في البعض منها وأخفقت في البعض الآخر، أدعي بأنه تبلور عندي وعي بهذا الأمر،هي ثلاث مراحل أيها الأحبة اسمعوها و عوها جيداً: ماقبل نقل الخبر..عند نقل الخبر..مابعد نقل الخبر.
مرحلة ما قبل نقل الخبر
- اسأل نفسك هل أنا الشخص المناسب لهذه المهمة؟ قد تكون عاطفيا حساسا لاتستطيع ذلك، فعليك حينها بتوكيل من هو أخبر منك وأقدر.
- وقد تكون غير ملزم من الأساس: كعلمك بخبر فصل زميل لك بالعمل! بما أن الأمر سيصله حتماً من جهة مختصة .. حينها نقل الخبر من قبلك سيكون أمراً غير حكيم.
- تأكد إن كان يعلم بالأمر أم لا، وذلك بالتلميح ومحاولة قراءة الملامح .. وبعد ذلك قرر.
مرحلة عند نقل الخبر
- اختر الزمان والمكان المناسبين لذلك، لاتتصل الساعة الرابعة فجرا لتخبر شخصا ما بأن ابنه قد أصيب بحادث سيارة! الوقت غير مناسب، أو عند زيارتك لمريض في المستشفى وتنقل له خبر خسارته في مشروعه! المكان غير مناسب
- تدرب على ماستقوله، خذ نفسا عميقا، اهدأ، مهّد بمقدمة حسب مايتطلبه الوضع العام، اختبر أسلوبا وكلمات ذات وطء أخف ما استطعت، يعني استبدل قول فلان مات، بفلان انتقل إلى رب رحيم، واستبدل ترى فلان أو فلانه تطلقوا، بل قل فلان وفلانه اختلفوا ولم يستطيعوا إكمال المشوار لعلها خيرة، واستبدل فلان جاه سرطان، بفلان تعب صحيا ووصفوا له علاج وسيتعافى بإذن الله .. الخ، والأمثلة تطول، ولا تنس أن تراعي بأن المتلقي قد يكون رجلا، امرأة، طفلا، كبير سن، .. . فالأمر ليس سيان وكما يقال لكل مقام مقال.
مرحلة ما بعد نقل الخبر
- ابق بجوار المتلقي فبذلك تضرب عصفورين بحجر، تذكره بالله وحكمته وعن حقيقة الدنيا (خلق الإنسان في كبد)، وبقاؤك بجواره يساعده في حال طرأت منه أي ردة فعل غير متوقعة سواءا نفسيا أو صحيا .. إلخ، تكون في وضع استعداد لذلك.
- اعرض المساعدة سواء كانت مادية أو معنوية فذلك أمر من شأنه التخفيف على المتلقي ولو كان من باب المجاملة، واقترح الحلول إن استطعت، كأن يكون الأمر من الأمور القابلة للتعويض والاستدراك .. على سبيل المثال شخص خسر جزءًا من تجارته، تقترح عليه خطة مالية بديلة إن كانت لديك الخبرة .. وهكذا
كلنا يا أحباب في يوم من الأيام إما ناقل لمثل هذه الأخبار أو منقول إليه.. الحمل ثقيل جدا، لكنها سنة الحياة ولن تجد لسنة الله تحويلا ولن تجد لسنة الله تبديلا، في الحالتين علينا التحلي بالحكمة والوعي ورباطة الجأش، واختر بأن تكون قويا وعلى قدر المسئولية، لأن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يقول: “المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف”.
add تابِعني remove_red_eye 1,432
مقال هام يساعدك في التعرف على الطريقة المثالية لنقل الأخبار السيئة
link https://ziid.net/?p=25227