5 نصائح لتحويل معرفتك النظرية إلى خبرة عملية
المعرفة شيء، لكن وضع تلك المعرفة موضع التنفيذ شيء آخر.. الأمر يحتاج منك إلى تفكير متأنٍّ وإلى تأمل وصياغة صحيحة
add تابِعني remove_red_eye 91,100
المعرفة شيء، واستخدامها شيء آخر. تعد كومة كتب المساعدة الذاتية غير المقروءة بجانب سرير غير مرتب أو الملابس الملقاة فوق آلة التمرين خير دليل “الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة”. معرفة ما يصبّ في مصلحتنا هو الجزء السهل، إذا كنت تمارس الرياضة بانتظام وتتبع نظامًا غذائيًّا متوازنًا، فستتمتع بصحة أفضل. تلك معرفة، لكنها لن تفيد كثيرًا ما لم تقترن بالحكمة والالتزام وتقدير الذات والعمل والمساءلة.
يُقال: “المعرفة قوة”، ولكن فقط من خلال تفعيل المعرفة يمكنك الاستفادة من قوتها. وأفضل نقطة للانطلاق: أن تبدأ من الداخل. الطريقة الوحيدة للاستفادة من إمكاناتك هي استخدام ما تعرفه عن نفسك.
إذن، إليك خمس نصائح لمساعدتك على تحويل المعرفة إلى عمل وفعل.
1. اختبر طريقة تفكيرك
المعرفة أداة مفيدة، ولكن مدى فعالية وضعها موضع التنفيذ يعتمد على كيفية تطبيقها. أنت بحاجة إلى تمييز المعرفة ووضعها في سياقها إذا كان ذلك لخدمتك بشكل جيد. تمامًا كما أن اكتساب العلم لذاته محدود القيمة، فإن المعرفة بمفردها يمكن أن تعيقك أحيانًا عن طريق الحد من حدسك وفطرتك السليمة. يمكن للدماغ البشري عالي التطور أن يُشوّه حكمك ويبرر سلوكك بنتائج مدمرة. وعقود من التعزيز تخلق معتقدات راسخة في وعيك بحيث تصبح غير قابلة للشك على الإطلاق.
تهدف الأنا، المرتبطة بالوضع الراهن، إلى الحفاظ على هذه “اليقينات” في مكانها لتجنب وجهات النظر والاختيارات الجديدة. الأنا خائفة من التغيير -حتى لو كان للأفضل- لأن منطقة راحتها تعتمد على الألفة، مهما كانت ضعيفة.
2. قدّر ذاتك
في أعماقك، تعرف ما هو الأفضل لك. لكن كم تقدر نفسك؟ مدى توافق أفعالك مع ما تعرف أنه مفيد لك هو المدى الذي تقدّر فيه ذاتك. سواء أكنت عاجزًا عن إيجاد التوازن في العمل أم في نمط حياتك، فإن بوصلة قيمتك الذاتية هي ما سيعيدك إلى المسار الصحيح. فقط تحتاج لتحريرها.
في كثير من الأحيان، تحرمك المشاعر السلبية القديمة بعدم الاستحقاق القدرة على الاستثمار في الحياة الطيبة “Well-being”. إذا كنت تقدر نفسك كفاية، يمكنك التحرر من هذه المعتقدات، واتخاذ خيارات أفضل، والتصرف بناءً على المعرفة بدلًا من الخرافات.
3. الاستعانة بمدرب حياة (Life Coach)
لا يتمثل دور مدرب الحياة في جعلك تشعر بتحسن. وإنما مساعدتك على فهم الحياة بشكل أفضل. معظم الإنجازات خلال جلسة التدريب هي نتيجة قدرة العميل على رؤية تفكيره على حقيقته (غير منطقي ومليئًا بالعيوب). لكن غالبًا ما تُرفض الأفكار الإيجابية والحلول المقترحة من قِبل مدرب الحياة، لأن افتراضاتك الخاصة التي لا تقبل التشكيك تعيق طريقك نحو اختيار الأفضل.
تتنفس الأنا الصعداء: لا حاجة للتغيير، أو لتحدي الحِكم المتعارف عليها، ولا لاغتنام الفرصة، أو حتى لحل مشكلة مزمنة. إنه صعب للغاية. في الواقع، التغيير مستحيل، لذا يمكنك البقاء في مكانك بالضبط: عالق، سجين أفكارك ومعتقداتك (وهي معتقدات يمكن استخدامها كأعذار لعدم القيام بأي شيء). ولكن ماذا لو لم تكن قناعاتك صحيحة أو -على الأقل- لم تَعُد كذلك؟ ماذا لو كانت هناك طريقة أخرى لرؤية الموقف؟ أنت بحاجة إلى كسر تلك الحلقة المُفرغة التي تمنعك من فعل ما هو في صالحك. لكن يمكن لمحاولة رؤية مفهوم موجود من منظور جديد أن تشبه محاولة دغدغة نفسك.
يتمثل دور مدرب الحياة الخبير -جوهريًا- في تعطيل المنعكسات السلبية لتفكيرك، ومساعدتك على كسر الحلقة التي تقديم الأفضل لنفسك، ووضع معرفتك موضع تطبيق.
– “لا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك.”
+ “لما لا؟”
– “حسنًا، بسبب [كذا]..”
+ “هل هذا صحيح؟”
“بالطبع هو كذلك.”
“بناء على ماذا؟”
صمت
صمت إدراك الحقيقة
يمثّل ذاك الصمت بصيص النور الذي قد يفتح الباب أمام الفهم. وهو يعني بدء التشكيك في اعتقادٍ “بالٍ” ورؤية الأمور من منظور جديد. فقط من خلال الاضطراب يمكن كسر أنماط التفكير القديمة. تتلاشى الغمامة ويُفتح باب المعرفة داخل عقلك: “نعم لما لا؟ يمكنني على الأقل تجربة هذا بدلًا من ذلك. لا يمكن أن يكون أسوأ مما هو عليه الآن. ما الذي قد أخسره؟”
بهذا يمكنك تحويل الجمود والتسويف إلى هدف، والمضي قُدمًا في التمكين الذاتي والالتزام وتحويل المعرفة إلى فعل إيجابي. وفي غضون أسابيع قليلة، يمكن أن يؤدي العمل مع مدرب حياة -كشريك تفكير- إلى تسهيل التغييرات الضخمة والتحولات العظيمة في حياتك.
4. توقف عن المماطلة
يمكن أن يتباين التسويف بين كونه (مزعجًا إلى حد ما) إلى (سلوك مدمّر). المحرك الذي يقود التسويف هو الخوف من المجهول: “إذا اخترت هذا الخيار، فماذا لو حدث [كذا]؟” عامل آخر هو الحاجة المتصورة للسيطرة؛ خاصة للتحكم في المستقبل، بما في ذلك مشاعر الآخرين وأفعالهم. إن تسويف اتخاذ القرار على أساس عدم القدرة على التنبؤ بالمستقبل أو التحكم فيه هو أمر غير منطقي بكل معنى الكلمة. لكن ماذا عسانا نقول: البشر ليسوا عقلانيين أصلًا.
ثم هناك الخوف من الندم: “إذا فهمت الأمر على نحوٍ خاطئ، فسأشعر بالسوء. وألوم نفسي”. يُبنى هذا دائمًا على تجربة فيدخل ضمن الحلقة المفرغة من المشاعر السلبية: التوقع > خيبة الأمل > الحكم > التقدير الذاتي. ثمّة حل: اسأل نفسك ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث. وابحث عن الإجابة عبر أدواتك الرئيسية -العقل والقلب والحدس- وبعدها افعل شيئًا.
5. ثِقْ بنفسك
إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يميلون إلى الإسهاب في تذكر القرارات السابقة التي أدت إلى نتائج غير مرضية، فخذ قطعة من الورق وابدأ في كتابة قائمة بالقرارات الصائبة. قد تتفاجأ كلما ازدادت القائمة طولًا.
تقبل أنه بسبب المتغيرات الخارجة عن سيطرتك تمامًا، ففي بعض الأحيان لا تسير الأمور كما هو مخطط لها تمامًا. ومع ذلك، عندما تنظر إلى أفعالك السابقة بناءً على معرفتك، ستُفاجأ بمدى نجاحك! لذا، هوّن على نفسك، واعترف بإنجازاتك الماضية، وثق بقدرتك على تحويل المعرفة إلى أفعال.
في الختام
من خلال الوعي بمعرفتك، سواء كانت مستمدة من التدريب الرسمي أو العمل أو الخبرة الحياتية، فأنت في وضع أفضل لاستخدامها في السياق. يمكنك استخدام ما تعرفه ليس فقط لاتخاذ القرارات ولكن أيضًا لتقييم احتمالية النتائج. مع الثقة بهذا الوعي، ستجد أن وضع المعرفة موضع التنفيذ أمر ممتع ومجزٍ نفسيًّا.
اعرف ذاتك أكثر:
add تابِعني remove_red_eye 91,100
المعرفة شيء، لكن وضع تلك المعرفة موضع التنفيذ شيء آخر.. هذا المقال يساعدك
link https://ziid.net/?p=87049