لماذا تُعد العلامة التجارية واحدة من أهم أصول التجارة الإلكترونية؟

يُقال: “الدهر يومان، يومٌ لك ويومٌ عليك”، لذلك لا بدَّ لأيِّ متجر إلكتروني أن يمرَّ بالعديد من التحديات والصعوبات التي يخرج منها غالبًا أو مغلوبًا، ثم لينعكس ذلك بشكلٍ أو بآخر على مبيعات المتجر الإلكتروني وأرباحه سواء كان بالسلب أو بالإيجاب. وفي وسط دوامة المتغيرات هذه، يبقى الثابت الوحيد لمتجرك الإلكتروني هو علامته التجارية والتي هي من أهم الأصول في التجارة الإلكترونية، مما يجعل حمايتها وتحسينها من أولويات أصحاب المتاجر الإلكترونية.

أيًّا كان نوع المنتجات والخدمات التي يبيعها المتجر الإلكتروني ومهما بلغت مبيعاته وهوامش أرباحه وقيمته السوقية، يجب أن تكون العلامة التجارية هي محط اهتمامه الأول والأخير. فالعلامة التجارية لا تقتصر على شعار المتجر الإلكتروني، بل هي الطريقة التي يتفاعل بها المتجر الإلكتروني مع العالم أجمع، بما في ذلك عملاؤه وموظفوه.

أُسس العلامة التجارية

العلامة التجارية بحدِّ ذاتها ليست شيئًا ماديًّا أو ملموسًا، لكنها تتكون من الأسس التالية:

1- الاستراتيجية والهوية

تشكل استراتيجية العلامة التجارية وهويتها حجر أساس العلامة التجارية وجوهرها، حيث تعكس هذه اللبنة الأساسية الصورة المرئية للعلامة التجارية والمتجر الإلكتروني وأهدافهما وغاياتهما على المدى البعيد. وتتشكل استراتيجية العلامة التجارية من خمسة عناصر رئيسية هي كالآتي:

•  الهدف: هدف العلامة التجارية هو باختصار السبب وراء تأسيسها، يجب أن يكون الهدف مؤثرًا ومعبرًا.
•  الوعد: أي ما يقدمه المتجر الإلكتروني وعلامته التجارية للعملاء، وهو الشيء الوحيد الذي تعد به عملاءك.
•  الشخصية: هي السمات المختلفة التي تتمتع بها العلامة التجارية في تعاملها وتفاعلها مع الآخرين.
•  الأبطال: هم الأشخاص الذين يحبون علامتك التجارية ويدافعون عنها وَيُكِنُّونَ لها حِسًّا من الولاء، قد يكون هؤلاء الأشخاص هم عملاؤك أو موظفوك أو شركاؤك أو غيرهم.
•  الأصول: هي الأشياء التي تمتلكها العلامة التجارية والتي من شأنها أن تعينها على الوفاء بوعودها للعملاء.

على المتجر الإلكتروني استثمار الوقت والجهد في صياغة هذه العناصر الخمسة ضِمْنِيًّا وَلَفْظِيًّا، عندها سيصبح للعلامة التجارية استراتيجية وهوية معروفة للجميع تحميها من التشويه والتحريف وتضمن ألّا تحيد العلامة التجارية عنها.

2- تجربة العلامة التجارية

تجربة العلامة التجارية هي ببساطة الانطباع الكلي الذي تتركه العلامة التجارية لدى العملاء عند التعامل معها. هذا الانطباع هو نتاج تجربة المستخدم وتجربة العميل وهوية العلامة التجارية كلها معًا. إنها مزيج المشاعر والأفكار التي تتبادر للعميل عندما يفكر بالعلامة التجارية. لهذا السبب، من المهم أن يكون هدفك الدائم في جميع تفاعلاتك مع العملاء هو الزيادة من قيمة العلامة التجارية بأعين العملاء، سواء كنت تجيب على أسئلتهم أو تعمل على سياسة تسويق جديدة أو غير ذلك. بوسع المتجر الإلكتروني بناء تجربة ممتازة للعلامة التجارية حينما يضع العميل في المقام الأول ويفكر بما يهمه وبالعوامل التي ستزيد من مصداقية العلامة التجارية من منظوره.

3- قصة العلامة التجارية

السرد القصصي هو من أفضل الأساليب التي تمكنك من التقرب لعملائك وتساهم في تشكيل علامة تجارية فريدة من نوعها. فحين تقصّ على العملاء حكاية علامتك التجارية، فأنت تشعرهم بأنّ علامتك التجارية ليست مجرد متجرٍ إلكتروني آخر على شبكة الإنترنت الواسعة بمواقعها ومتاجرها التي لا حصر لها، حين تسرد لهم قصة العلامة التجارية، فأنت تشعرهم بأنها شيءٍ حقيقي ملموس وكيانٌ حيٌّ ينبض ويتنفس وبالتالي تبني معهم علاقةً شخصية. لا تكتفِ بسرد قصة إنشاء العلامة التجارية، بل احكِ لهم عن قصصك مع العملاء وانقل لهم ذلك بالصوت والصورة.

لتعرف أكثر كيفية كتابة قصة علامتك التجارية لمشروع التجارة الإلكترونية، اقرأ هذا المقال: كيف تكتب قصة مقنعة ومؤثرة لعلامتك التجارية الخاصة بمشروع التجارة الإلكترونية (Brand Story)؟

أهمية العلامة التجارية للمتجر الإلكتروني

1- زيادة وعي العملاء بالمتجر الإلكتروني

من أهم الأسباب التي تجعل من العلامة التجارية إحدى أهم الأصول في التجارة الإلكترونية هو أنك حينما تمتلك علامة تجارية مميزة فإنك بذلك تحرص على ألا يكون متجرك الإلكتروني مجرد نسخة مقلدة عن غيره. حيث يساهم ذلك في زيادة وعي العملاء بالعلامة التجارية، مما يعني أنهم سيصبحون قادرين على تمييز منتجاتك عن غيرها من المنتجات التي تقدمها المتاجر الإلكترونية الأخرى.

2- اكتساب ولاء العملاء

كيف يمكن أن تكسب ولاء العملاء ما لم تترك علامتك التجارية انطباعًا فريدًا لديهم؟ اكتساب ولاء العملاء هو أمرٌ مقترنٌ ببناء علامة تجارية فريدة من نوعها، فحين يتعرف العملاء على علامتك التجارية ويتفاعلون معها بشكل متكرر، تبني بذلك علاقةً شخصيةً معهم وبالتالي تصبح فرصة كسب ولائهم على المدى الطويل أكبر.

3- تعزيز المصداقية

حين ينوي عميلٌ ما التعامل لأول مرة مع متجرٍ إلكتروني لم يسمع عنه من قبل، فلا شكّ بأنَّ بعضًا من المخاوف قد تراوده. لذلك حينما تهتم بعلامتك التجارية وسمعتها الطيبة بين الناس، ستتجنب وقوع مثل هذه المشاكل مع العملاء الجدد.

4- تحسين قيم المتجر الإلكتروني

إنّ تمتع علامتك التجارية بشخصية ذات قيم وأهداف محددة ومعروفة، يدفع العملاء للتعاطف مع تلك القيم وتشجعهم على التعامل مع متجرك الإلكتروني.

5- سهولة التسويق لمنتجات العلامة التجارية

إن كانت علامتك التجارية تتميز بسمعتها الحسنة والإيجابية بين الناس، هذا يعني أنك لن تعاني كثيرًا في الترويج والتسويق للمنتجات التي يقدمها متجرك الإلكتروني مقارنةً فيما لو كانت علامتك التجارية غير معروفة. حيث إنَّ العملاء سيتطلعون لشراء لأيّ منتج جديد تقدمه علامتك التجارية.

باختصار، العلامة التجارية هي متجرك الإلكتروني. نسبة المبيعات والأرباح كلها مجرد متغيراتٍ قد تختلف بين ليلةٍ وضحاها، أما العلامة التجارية فستظلّ علامتك التجارية واسمك التجاري في السوق الإلكتروني، بل وهي سبيلك للتميز في أعين عملائك وللتفوق على منافسيك.

إليك أيضًا

• 6 استراتيجيات مهمة يجب اتباعها عند كتابة قصة العلامة التجارية لمشروع التجارة الإلكترونية
• أبحاث السوق ودورها في تنشيط وتحسين العلامة التجارية
• أسباب نجاح العلامة التجارية .. وكيف تستغلها لصالحك