المراحل الست لدورة حياة منتج التجارة الإلكترونية
لا مفرّ من أن يمرّ أيّ منتجٍ في التجارة الإلكترونية بمراحل دورة حياة المنتج، مع اختلافها من منتجٍ إلى آخر ومن صناعةٍ إلى أخرى
add تابِعني remove_red_eye 414,635
لكل مخلوقٍ أو ظاهرةٍ أو مادةٍ على وجه الأرض دورة حياة تمرّ بها من لحظة ظهورها إلى اندثارها وما بينهما، ومنتجات التجارة الإلكترونية ليست الاستثناء لهذه القاعدة. بالحقيقة، مجموع المنتجات التي اندثرت وعفا عنها الزمن في التجارة بشكلٍ عام والتجارة الإلكترونية بشكلٍ خاص هو عدد لا يمكن إحصاؤه. ولكن يمكن الاستنتاج بأنّ السبب المشترك لاندثار جميع هذه المنتجات ووصولها إلى نهاية دورة حياتها هو بأنها لم تعد تلبي حاجة المستهلك، بغض النظر عن السبب.
ولكي يحرص المتجر الإلكتروني على ألّا يكون هذا مصير منتجاته، لا بدّ من فهم المراحل الست المكونة لدورة حياة منتج التجارة الإلكترونية وذلك لتحديد المرحلة التي وصل إليها منتجك ومعرفة القرارت التي يجب اتخاذها تبعًا لذلك.
1- مرحلة التطوير
تطوير المنتج هي المرحلة الأولى التي يمرّ بها منتج التجارة الإلكترونية في دورة حياته. تشتمل هذه المرحلة على جميع نواحي البحث المتعلقة بالمنتج قبل أن يتم طرحه في الأسواق، بما في ذلك البحث عن مستثمرين وتطوير النماذج الأولية واختبار مدى فعالية المنتج ووضع الاستراتيجيات لإطلاقه.
في هذه المرحلة، ينفق المتجر الإلكتروني عادةً الكثير من الأموال على المنتج وتطويره دون جني أيّ إيرادات في المقابل بما أنه لم يُبع بعد. كما تختلف المدة الزمنية لهذه المرحلة من منتجٍ إلى آخر اعتمادًا على مدى تعقيد عملية تطوير المنتج وحداثته وما إن كان له أيّ منافس أو مثيل في الأسواق.
بالنسبة لاستراتيجيات التسويق المتبعة بهذه المرحلة فهي تقتصر على بناء الوعي بالعلامة التجارية والمتجر الإلكتروني وترسيخها في السوق الإلكترونية، أما التسويق الفعليّ للمنتج فيبدأ في المرحلة التالية.
2- مرحلة التقديم
تبدأ هذه المرحلة بمجرد أن يتم طرح المنتج في السوق الإلكترونية، وفي بدايتها من الطبيعي أن تكون مبيعات المنتج منخفضةً مع تزايد الطلب عليه بشكلٍ بطيء. وتكون هذه المرحلة أيضًا البداية للتطبيق الفعليّ لآليات التسويق كالتسويق الداخلي وتسويق المحتوى، ويتمثل الهدف منها بشكلٍ عام إلى إنشاء الحملات الإعلانية والتسويقية لزيادة الوعي بالمنتج والعلامة التجارية على حدٍ سواء واستهداف العملاء المحتملين، كما يتم اختبار قنوات التسويق والتوزيع المختلفة لمعرفة أكثرها فاعليةً وتجاوبًا مع طبيعة المنتج والجمهور المستهدف.
تُعتبر هذه المرحلة بالغة الحساسية والحيوية، وبحال نجاح آليات التسويق المتبعة ينتقل المنتج إلى المرحلة التالية.
3- مرحلة النمو
تتجسد هذه المرحلة من دورة حياة المنتج في الازدياد السريع في مبيعات وأرباح منتج المتجر الإلكتروني ونسبة الطلب عليه، وستلاحظ بأنه بدأ يلاقي قبولًا وإقبالًا لدى المستهلكين والعملاء في الأسواق.
عادةً ما يدخل المتجر الإلكتروني بهذه المرحلة حيّز المنافسة، إذ يلتفت إليه المنافسون الآخرون في السوق. وعليه، يتحول تركيز الحملات التسويقية من اكتساب وجذب العملاء الجدد إلى إنشاء مكان راسخ للعلامة التجارية والمتجر الإلكتروني بين المنافسين. كما تنطوي مرحلة النمو على توسيع قنوات التوزيع المعنية بمنتج المتجر الإلكتروني وإضافة المزيد من خدمات وميزات الدعم.
4- مرحلة النضج
يشهد معدل ازدياد المبيعات المتسارع لمنتج التجارة الإلكترونية استقرارًا واضحًا بهذه المرحلة من دورة حياة المنتج، إذ يبدأ المتجر الإلكتروني بخفض أسعاره ليحظى بالأفضلية على منافسيه. علاوةً على ذلك، تزداد كفاءة المتجر الإلكتروني ويتعلم المسؤولون عنه من الأخطاء التي سبق ووقعوا فيها في المراحل الثلاث السابقة.
أما الغاية من الحملات التسويقية بهذه المرحلة فتميل إلى تمييز المتجر الإلكتروني عن المتاجر المنافسة الأخرى في سوق التجارة الإلكترونية، إمّا بتحسين المنتج وإضافة مزايا جديدة له أو بتقليل الأسعار أوتوسيع قنوات التوزيع. وتُعدّ مرحلة النضج هي الأكثر ربحية من بين المراحل الست من دورة حياة المنتج، نظرًا لانخفاض تكلفة الإنتاج وارتفاع المبيعات.
5- مرحلة التشبع
بهذه المرحلة تصلّ المنافسة إلى ذروتها ويظهر العديد من المنافسين الذين يقدمون منتجات شبيهة بمنتج المتجر الإلكتروني ويأخذون جزءً من السوق، كما يرافق هذه المرحلة استقرار تام بمبيعات المنتج، بحيث لا يطرأ عليها أيّ ارتفاع أو انخفاض.
وكي لا ينتقل المتجر الإلكتروني إلى المرحلة الأخيرة من دورة حياة المنتج، فإنّ أمله الوحيد هو الحرص على أن يصبح العلامة التجارية المفضلة لدى العملاء، وذلك عن طريق تسليط الضوء على المتجر الإلكتروني من كل ناحية والتركيز على إضافة مزايا فريدة تميزه عن غيره، وتقليل الأسعار، وتقديم خدمة عملاء لا مثيل لها.
6- مرحلة التراجع
بحال فشل المتجر الإلكتروني في أن يصبح العلامة التجارية المفضلة لعملاء التجارة الإلكترونية، فإنّه يدخل مرحلة التراجع من دورة حياة المنتج. تكون هذه المرحلة عادةً مصحوبة بمجموعة من التحديات، أبرزها التراجع الكبير في مبيعات المنتج وصعوبة التغلب على المنافسة الشديدة.
ومع أنها مرحلة تبذل المتاجر الإلكترونية قصارى جهدها كي تحول دون الوصول إليها، إلّا أنه لا يكون هناك أيّ مفرٍ أحيانًا. حينها إما أن يلجأ المتجر الإلكتروني إلى إيقاف إنتاج المنتج أو بيع المتجر والعلامة التجارية أو إعادة تطوير منتجه بطريقة مختلفة تنال إعجاب العملاء.
كما أشرنا في بداية هذا المقال، لا مفرّ من أن يمرّ أيّ منتجٍ في التجارة الإلكترونية بمراحل دورة حياة المنتج، مع اختلافها من منتجٍ إلى آخر ومن صناعةٍ إلى أخرى، لكن بما أنّ تحديد المشكلة هو نصف الحلّ، فلا بدّ أن يكون صاحب المتجر الإلكتروني على إلمامٍ تام بكافة مراحل دورة حياة المنتج والكيفية الصحيحة لتناولها وتأخير الوصول إلى نهايتها أينما أمكن.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 414,635
ما هي دورة حياة المنتج؟ وكيف تختلف من منتج لآخر
link https://ziid.net/?p=110381