ضائع جداً؟ إليك خطوات التخطيط لإنشاء وبيع محتوى تدريبي على الإنترنت

ينصحك الكثيرون بهذه الطريقة كوسيلة للربح من الإنترنت، إنها من أشيع الوسائل المعاصرة، يوماً بعد يوم بتنا نحب أن تعلم كثيراً جداً عن كيف نفعل الأشياء، أن نتعلم أشياء أقرب للعملية تختلف عن العلم الأكاديمي المركز والمؤنق الموجود في الجامعات ومن هنا ينتعش شريان هذا السوق. الحركة التي يسمونها الـMOOC لا أدري هي اختصار لأي جملة، إلا أنها ترمز لحركة التعليم بالكورسات والتعليم الإلكتروني بجملته.

يقولون أحياناً أنه ليس عليك أن تكون محترفاً استثنائياً لكي تنشئ كورس وتقوم ببيعه فكل شخص لديه ما يعلمه، إلا أنني بالتجربة وجدت أن هذا الكلام غير دقيق، فسوق الإنترنت مليء بالمنافسين من العيار الثقيل، أتذكر مرة دورة حول ريادة أعمال لشخص عمل في مايكروسوفت وغوغل والكثير من الشركات الكبيرة وهو في متوسط العمر وأنشأ دورة تدريبية على منصة يودمي في مجال ريادة الأعمال حطم فيه الأرقام القياسية بأعداد المسجلين.

تخيل لو أن أحدنا يريد إنشاء دورة في ريادة الأعمال في هذا الموقع، سيجد هذا الشخص مكتسحاً للسوق وسيحتاج لدراسة فرصه كثيراً. إذاً علي ترك الفكرة؟ الأمر يحتاج لدراسة ليس إلا، أين قد تكون فرصك أعلى، وهكذا، في النهاية صحيح أن ذلك المطعم في بلدك أفضل مطعم والكل يذهب إليه إلا أنه توجد أسباب لوجود مطاعم أخرى وهي تجلب الربح لنفسها مع ذلك.

 خطوات العمل اللازمة للتخطيط لإنشاء دورة تدريب على الإنترنت

1- اختيار طريقة التسويق

قد تستغرب أن نبدأ بهذه الخطوة، لكن هذه بالفعل أول خطوة يجب أن تحددها، لأنها ستحدد جمهورك، وتحدد هدفك من الدورة. وفي هذه الخطوة لديك سؤال: هل سأسوق بنفسي أم أحتاج من يسوق لي، ومن هذا السؤال تتفرع لديك الأسئلة: هل لديك حضور على الإنترنت، هل يصل إليك الناس، هل تعرف جمهورك وهذا الجمهور موجود وتعرف الوصول إليه، أم أنه ليس لديك حضور على الإنترنت بعد وتحتاج إلى مكان قوي تقلع منه، هل جمهورك قليل أم كثير، ما نوع جمهورك، هل سيحب ما ستفعل، وإلى ما هنالك.

2- اختيار منصة الاستضافة

لديك الأسئلة التالي: منصة أم موقعك الخاص؟، نوع المنصة؟، أي واحدة من هذا النوع؟.

– منصة أم موقعك الخاص؟ بعد رحلة طويلة يقوم بها الأستاذ بإنشاء ونشر وتسويق كورس خاص به على منصة ما، ثم يجاهد للوصول إلى جمهور أكثر، بعد هذا كله يرى أنه عندما يسوق إنما هو يسوق للمنصة، وعندما ينشر تقوى المنصة به، ثم يفكر أنها تقاسمه أرباحاً مهمة ثم إنها قد تفرض عليه معوقات مثل منعه من أخذ قائمة إيميلات الطلاب، منع بعض طرق التواصل معهم، والعديد من الأدوات غير المسموحة وغير ذلك، لذا يميل البعض لاستضافة دورته على موقع خاص له، وخاصة إذا كان هو من يجلب الجمهور للدورة من قناته القوية على اليوتيوب أو صفحته المهمة على مواقع التواصل.

إذا قررت أخذ طريق الموقع الخاص بك فأنت مسبقاً تعرف طريقة الموقع وطرق إيصاله لجمهورك، ولا أدري هل قد تستغني عن الموقع وتعتمد طرقاً ما لإرسال الدورة للمشترين هذا يرجع لك، رأيت موقعاً يقدم لك خدمة بيع فقط لا منصة ولا شيء، إنما فقط خدمة رسمية لبيع منتج ما ويذكر أن الزبائن عنده يستخدمونها لبيع دورة، وهذا في سبيل تخفيض عمولات المنصات، أما إذا كنت تريد اختيار أحد المنصات، فيجب أن تعرف أن هناك أنواعاً للمنصات.

– نوع المنصة؟ تختلف كل منصة بطريقة تعاملها مع أساتذتها وطرق جني أرباحها، هناك منصات تأخذ عمولة شهرية ثابتة، هناك منصات تأخذ نسبة من أرباحك، هناك منصات تسوق معك، هناك منصات لا تتدخل في التسويق نهائياً، هناك من يعطيك كامل الحرية مع طلابك، هناك من يضع قيودا وشروطا، هناك من يسمح لك بتكوين الصفحة المناسبة لكورسك، هناك من يجعل لكل الكورسات صفحة الواجهة نفسها، هناك من يعطيك موقع تدريس كامل، وإلى آخره من اختلاف الخيارات واختلاف نسب العمولة واختلاف طرق جني الأرباح، واختلاف الاختصاصات فالبعض يهتم بالتصميم والتقني والبعض مفتوح لكل شيء، والبعض مختص بالبرمجة، وهكذا. تابع مقالاتي القادمة قد أنشر شرحاً مفصلاً عن أنواع المنصات.

– أي واحدة من هذا النوع؟ في الحقيقة إن أول سؤال يجعلك تعرف أي منصة تريدها هو: هل ستسوق أنت (وبالتالي لديك جمهور أو تعرف الوصول إلى جمهور) أم سيسوقون لك (بالتالي يجب أن تجد موقعاً مشهوراً أو موقعاً يقدم خدمة التسويق)، إذا اخترت الأولى فأنت السيد لذا اختر أقل الأماكن أخذاً لأرباحك، أم إذا اخترت الخيار الثاني إذا ً أنت والمنصة ستعملان معاً، ابحث عن من يعطيك أفضل تسويق وأفضل مقاسمة ربح.

3- سبر أغوار المنصة

بعد اختيارك للمنصة، عليك سبر أغوارها والتعرف على الأدوات التي توفرها، والتعرف على ازدحامها، والتعرف على المحتوى الرائج بها، في تجربتي أتذكر أنني كنت أقرأ تعليقات الطلاب محاولة البحث عن ما هية الجمهور الذي يدخل هذا الموقع وكم عمره.

للأسف قد لا تقدم لك المواقع الكثير من المعلومات حول ما هية المحتوى الذي قد ينجح عندهم، ولا نوع طلابهم واهتماماتهم لذا يتوجب عليك الاطلاع والاكتشاف بنفسك باستخدام أداة البحث العضوية وغيرها، مع الانتباه لتأثير عزل التجربة الناجحة (اقرأ عنه في مقالي حول الأرباح والفرص من بيع دورة تدريب على الإنترنت).

4- اختيار المحتوى

قد تكون هذه الخطوة هي أول خطوة كانت في ذهنك، لكننا أخرناها إلى هنا لأنك بعد الخطوات السابقة ستعرف ما المحتوى الممكن النجاح والمحتوى الذي لا يملك الكثير من الفرص. لأنك قد تملك عدة أنواع من المحتوى يمكنك إنشاء دورة عنه أو تعرف به، لذا إن اختياره يكون الآن بعد أن عرفت السوق، قد تبتكر طريقة إبداعية لمزج مكونات محتوى ما وإخراج كورس يلائمها، أو قد تمازج بين محتواك الأول الذي ترغب بنشره وبين ما يمكن أن تفعله للعثور على جمهور، هذا كله يختلف بحسب كل حالة.

الآن قم باختيار المحتوى الذي ترغب بنشره، في تجربتي كان لدي الكثير من أنواع المتحوى ولكني في الحقيقة اخترت شيئاً بسيطاً أنتهي منه بعدة فديوهات، وفكرت أن أجعل ثمنه عادياً، لتكون هذه التجربة للتعلم واختبار الفرص والمجهول الذي أنا مقدمة عليه. وإن كانت هناك نصيحة أتركها هنا فهي أن تختار محتوى يشبهك ومتعلق باختصاصك، لأنه لا يوجد ولا دورة سهلة الإنشاء، لذا من الأفضل أن تصرف كل تلك الجهود بما يصب في اختصاصك أو خبرة عملك أو الموهبة التي تملكها.

إن هذه الخطوة حساسة جداً، إنها الخطة التي ستعطي الإذن لبنك الوقت لديك للصرف، أما بقية الخطوات فهي لإكمال هذه الخطوة.

4- اختيار المدرس

هذه الخطوة ثانوية بعض الشيء وتختلف حسب كل حالة، إنما أدرجتها لأنها كانت جزءاً من تجربتي. تدعم بعض المنصات القيام بعدة مدرسين بإنشاء محتوى الدورة، لذا لديك هنا سؤال: هل ستقوم بالدورة مع مدرسين آخرين؟ أم لوحدك؟، كيف ستتقاسمان الأرباح؟.

في الختام، تعتبر مرحلة التخطيط في أي عمل جزءاً هاماً في رحلتك لإنشاء دورتك المميز، ومن خطواته تقرر هل ستكمل في المشروع وتدفع من بنك الوقت والجهد لديك ما هو ثمنه، أم ستنصرف إلى مشروع آخر.

لا تفوت مقالي القادم الذي سأتحدث به عن الخطوات التنفيذية لتنفيذ الدورة.