سيكولوجية الألوان وأهمية العناية باختيارها في مشاريع التجارة الإلكترونية
يجب أن يعبر اللَّون عن العلامة التجارية والمنتجات بصورة دقيقة. فالألوان لها دور كبير في تحفيز العملاء على التعامل مع عملك التجاري
يجب أن يعبر اللَّون عن العلامة التجارية والمنتجات بصورة دقيقة. فالألوان لها دور كبير في تحفيز العملاء على التعامل مع عملك التجاري
add تابِعني remove_red_eye 558,683
الألوان هي أول ما رأى الإنسان، وهي أول شيء عرف منه معاني الأشياء، وارتطبتْ بها المشاعرُ والذكرياتُ والعواطفُ. هي شيء متجذّرٌ في طبيعتنا البيولوجية من بداية وجودنا في هذا العالم. هي ببساطة تعبِّر عن شخصيِّتنا وثقافتنا والظروف التي نشأنا فيها. فالأحمر – مثلًا – هو لون العلامات التجارية الخاصّة بالأغذية، لأنّ الفواكه الحمراء رأيناها زاهيةً ناضجةً وجاهزةً للأكل، وكذلك اللحوم الطازجة.
إذًا؛ لا ننجذب في الحقيقة إلى الألوان لأنها تمثِّل شيئًا عقلانيًّا، ولكن لأنها شيء عاطفيٌّ؛ لذلك يلعب أصحاب المتاجر الإلكترونية على هذه الخاصيّة في التأثير على قرار الشراء. فقرارات الشراء ليست اتجاهًا مبنيًّا على أسس منطقيَّة نحو منتج معين، بل هي انجذاب عاطفيٌّ نحو منتج يمثّلنا، تخبرنا به ألوان العلامة التجارية والمنتج المعروض. وقد وجدت دراسات أنَّ تسعين في المئة من عمليات الشراء تعتمد على الانطباع الأول للون. وقد وجد باحثو علم نفس الألوان أنّ ٤٢ في المئة من المستهلكين يبنون آراءهم حول المواقع الإلكترونية من خلال طبيعة ألوانه.
يدرس كيفيّة استقبال الإنسان للألوان، وكيفية تأثيرها على مشاعره وتفكيره وسلوكه. في التسويق، يستخدم أصحاب المتاجر الإلكترونية الألوان للتأثير على انطباعات وأفكار الأشخاص للدفع إلى قرار الشراء. وهو يعد أهم مجالات التسويق عند بناء متجر إلكترونيٍّ جديد، أو تطوير متجرك الإلكتروني ومنتجاتك. فقد وجدت دراسة بعنوان “تأثير اللَّون على التسويق” أنَّ ما يقارب تسعين في المئة من القرارات “المفاجئة” للشراء يمكن أن تستند إلى اللَّون وحدَه.
يعد مجال علم نفس الألوان عمومًا، وعلاقته بالتسويق خصوصًا، مجالًا غير غني من ناحية الأبحاث والدراسات، ولا توجد معلومات قوية مؤكدة عن مدى تأثير لون بعينه أو مجموعة ألوان على أفراد، ولكنّه رغم ذلك مجال العصر، تُغْنِيه المعلومات الأدبيّة والاكتشافات الفردية، ومع ذلك فقد اكتشف العلماء بعض الملاحظات المهمّة حول كيفيّة انجذاب الأفراد للألوان. لا يوجد تصنيف معين لألوانٍ ينجذب إليها الأفراد أو تعبر عن مشاعر معيّنة، فقد كانت دائمًا هناك محاولات كثيرة لتصنيف انجذاب الأفراد للألوان. فالأخضر – مثلًا – يعبّر عن القوة والثبات والإيمان الراسخ بمعتقداتك، بينما يعبّر الأزرق عن الطمأنينة والسلام.
فالحقيقة أن الألوان تعتمد بطريقة كبيرة على التجربة الفردية ولا يمكن تصنيفها إلى مشاعر محددة. وقد وجدت الأبحاث أنّ الانجذاب إلى الألوان يعتمد على عدة عناصر:
إذًا كيف يمكننا اختيار اللّون المناسب لعلامتنا التجارية التي تمثّل متجرنا الإلكتروني ومنتجاتِنا إذا كان لا يوجد تصنيف ثابت للألوان؟
قد تعتقد أنّ المؤثر الوحيد على قرارات الشراء للعملاء هو الأنماط الفردية، أو الجنسانية: أي التي تتعلق بتفضيلات كل جنس “ذكر – أنثى” لألوانٍ معيَّنة. فتعرض بيانات “جو هالوك” فيما يتعلق بتفضيلات كل جنس، أن الرجال يفضّلون الألوان الجريئة بينما تفضّل النساء الألوان الأكثر نعومةً. ويحب الرجال إضافة الأسود إلى ألوانهم، بينما تحب النساء إضافة اللّون الأبيض. ولكن الحقيقة أن الأمر الأكثر تأثيرًا على قرارات الشراء هو سياق اللَّون الذي تُقدِّم فيه نفسك. الشعور والصورة والأفكار التي تمثّل علامتك التجارية ومنتجات متجرك الإلكتروني.
في دراسة أُجريت عام ٢٠٠٦، وجد الباحثون أنَّ العلاقة بين العلامة التجارية واللَّون تتوقف على الملاءمة المتصورة للَّون المستخدم للعلامة التجارية. بتعبير أدق: يجب أن يعبر اللَّون عن العلامة التجاريّة والمنتجات بصورة دقيقة. ووجدت الأبحاث أيضًا أن التنبؤ برد فعل المستهلك على ملاءمة اللَّون أفضل بكثير من اللّون نفسه، أي أنّ الأمر لا يتعلق باختيار لون مشهور أو معروف. وكشفت دراسات أخرى أن أدمغتنا تفضِّل العلامات التجارية التي يمكن التعرف عليها على الفور، وتتميَّز بها العلامة عن منافسيها.
كما قلنا فالألوان ليس لها معانٍ محدَّدة أو معيَّنة، أو تمثِّل شعورًا بعينه. ولكن هناك استخدامات شائعة لها تعتمد على العناصر – التي ذكرناها – التي يعتمد عليها الانجذاب، وخاصة عنصر الطبيعة. وسنذكر هنا أمثلة؛ ولكن قبل هذا ينبغي أن نعرف أن الألوان تُقسَّم من حيث إثارتها للمشاعر إلى ألوان دافئة وألوان باردة: الأولى وتشمل الأحمر والبرتقالي والأصفر، وهي تثير المشاعر ما بين الراحة والدفء إلى الغضب والعدوانية. والباردة وتشمل الأزرق والأرجواني والأخضر، وهي تثير الهدوء، وأيضا الحزن واللامبالاة.
الأمثلة:
١– مجال الغذاء: تهدف معظم الشركات والمتاجر الإلكترونية في هذا المجال إلى لفت الانتباه وإثارة الشهية، فلذلك تختار الألوان الدافئة. بينما تهدف بعض المتاجر الأخرى إلى تعزيز الاتصال بالتغذية والرفاهية، فتختار الأخضر؛ لأن دلالة اللّون الأخضر – كما نرى الأراضي الخضراء – هي الطمأنينة والأمان والسعادة وامتلاك المأكل والمشرب وكل متاع الدنيا. أو تختار الأزرق والوردي للحلويات.
٢- مجال الصحة: تهدف معظم المتاجر في هذا المجال إلى النظافة والثقة والمسؤولية، فتختار الأزرق؛ لأن دلالة اللّون الأزرق – مثلًا- كما نرى البحر، هي القوة فتوحي القوة بالثقة والمسؤولية، وأيضا تختار الأخضر، وكذلك البرتقالي الذي يوحي بالطاقة والحيوية.
٣- مجال الأناقة: تهدف معظم المتاجر في هذا المجال للدلالة على التطوّر والسِّحْر، فتختار اللّون الأسود، والألوان الدافئة للدلالة على العاطفة والثقة والإثارة.
٤- مجال التكنولوجيا: تهدف معظم المتاجر في هذا المجال إلى الكفاءة، فتختار اللَّون الأزرق مضافا إليه ألوانًا كالبرتقالي، والأرجواني الذي يدل على الجودة والإبداع.
7. اختر الألوان المحايدة: وهي الألوان التي تمثل اتصالاتك مع العميل. كالخلفيّة، والنصوص في موقع الإلكتروني، وألوان صفحاتك في مواقع التواصل الاجتماعي، وغالبًا ما تكون سوداء أو بيضاء مع ظلال رمادية.
أخيرًا، الأمر في اختيار اللَّون وفي علم نفس الألوان وعلاقته بالتسويق هو أمر شديد التعقيد، ولكن ببساطة استمع دائمًا للعميل واختر المنتجات التي يريدها، ثم حاول اختيار اللّون التي يعبر عنها تعبيرًا صادقًا. فالمشكلة ليست في اللّون وإنما فيما يعبر عنه اللَّون.
add تابِعني remove_red_eye 558,683
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
ما أهمية اختيار الألوان وتأثيرها على تصميم منتجاتك في مشاريع التجارة الإلكترونية؟ تعرّف على الإجابة
link https://ziid.net/?p=102751