خلَّفت جائحة كورونا في الفترة السابقة أثرًا عميقًا على هذا الكوكب الذي يتجاوز عدد سكانه 8 مليارات نسمة وألقت بظلالها عليه. وقد انطوى هذا الأثر على نواحٍ إيجابية وسلبية في مختلف جوانب الحياة، كانت أحد هذه الجوانب هي التجارة الإلكترونية. ففي عام 2021، شهد العالم تزايدًا هائلًا في أعداد المتاجر الإلكترونية ليصل إلى الضعف. وخلال سنةٍ واحدة، ارتفع عددها من 9,7 ملايين إلى 19,8 مليونًا! (1) فكيف تحسن اغتنام الفرصة في هذه الصناعة الواعدة وتضمن النجاح؟
مقومات النجاح في التجارة الإلكترونية
على الرغم من هذه الإحصائيات المُبشرة والكفيلة بتحفيز أيًّا كان على دخول هذا المجال وافتتاح متجره الإلكتروني الخاص، إلا أنَّه وفقًا لإحدى الدراسات، قُدر معدل إخفاق الشركات الناشئة في سوق العمل ب 90 %. هذا يعني أنّ 10 % فقط من الشركات مصيرها النجاح! إذًا فما هو سرّ نجاح المتاجر الإلكترونية؟ وما هي المميزات والخصائص الأساسية التي يجب أن يتصف بها المتجر الإلكتروني الناجح والتي يفرض بها وجوده بقوة في سوق مُنافس؟
1- تحديد الجمهور المُستهدف
العملاء المُستهدفون أو الجمهور المُستهدف هم الأشخاص الذين تصنع منتجاتك أو تكيف خدماتك لتلبية احتياجاتهم. يتألف كل مجتمعٍ من مجموعة من الشرائح المختلفة من حيث الطبقة الاجتماعية، والفئة العمرية، والمواقع، والهوايات.
ولكل مجموعة من هذه الفئات احتياجات خاصة بها، بالتالي من الضروري تحديد الفئة أو الفئات التي تستهدفها وفهم سلوكياتها وبالأخص على شبكة الإنترنت، وتذكر بأنَّك إن تغاضيت عن تحديد جمهورك المُستهدف فستغدو معرفة احتياجاتهم أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش.
2- اختيار تصميم يُعبر عن هوية المتجر الإلكتروني
عند تصميم موقعك الإلكتروني، عليك اختيار الخط واللون والشعار المناسب الذي يعكس هوية المتجر الإلكتروني ويميزه عن غيره. ومع تنوع الأجهزة والشاشات، بات الحرص على أن يبدو مظهر الموقع والشعار مناسبًا، بغض النظر عن نوع الجهاز وحجمه، أمرًا بغاية الأهمية.
3- مشاركة القيم والأهداف
استغل صفحة “من نحن” لتترجم الشغف الذي ألهمك لإنشاء متجرك الإلكتروني وتصيغه بالكلمات. تحدث عن قيمك وأهدافك وما يميزك عن غيرك من المنافسين بأسلوب قصصي يأسر انتباه الجمهور ويزيد من شفافيتك بأعينهم. وليس على هذه النقطة أن تكون مقتصرة على صفحة “من نحن”، بل يمكنك كذلك اللجوء إلى المدونات، وشبكات التواصل الاجتماعي، وبثِّ الفيديوهات، وغيرها من الوسائل الأخرى التي من شأنها أن تساهم في رسم صورة شخصية تعزز من ثقة العملاء بك.
4- استخدام منصة التجارة الإلكترونية المناسبة
قد تكون المنصة المُستخدمة لاستضافة المتجر الإلكتروني هي الحدَّ الفاصل بين بقاء العميل في الموقع ومغادرته. لذلك ينبغي على المنصة التي تختارها أن تكون سريعة وسهلة الاستخدام على العملاء. وهناك العديد من الأمثلة الممتازة على هذه المنصات، ومنها الأجنبية مثل شوبيفاي وووردبريس، والعربية مثل اكسباند كارت ومتاجر.
5- الاستعانة بالأدوات التحليلية
لم يبقَ شيءٌ اليوم إلا وقد سخره لنا عصر التكنولوجيا وسهله علينا، والأدوات التحليلية هي خير مثال على ذلك. حيث تساعدك هذه الأدوات وتقدم لك مجموعة من الوظائف المتعددة كالقدرة على تعقب تقدمك وتراجعك، كما توفر لك لمحة عن عدد الأشخاص الذين يزورون متجرك الإلكتروني ومعلوماتٍ مفصلة عنهم، وبالتالي تمكنك من زيادة مشاركة العملاء. وبرنامج جوجل أناليتكس (analytics.google.com) هو إحدى أفضل أدوات التحليل المجانية في السوق.
6- دراسة استراتيجيات التسويق المناسبة
لا شكَّ أنَّ الغرض الأساسي من التسويق هو القدرة على مخاطبة أكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين ينتمون للفئة المستهدفة، ولذلك لا بدَّ من البحث عن أفضل السبل الحديثة التي تمكننا من ذلك. وتُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم من أكثر المنصات فاعليةً واستخدامًا في التسويق الرقمي، وذلك نظرًا للغزو العنيف الذي شنته على المجتمع، وللساعات الطوال التي يمضيها الناس على هذه الشبكات. لكنها ليست الآلية الفعالة الوحيدة للتسويق، فيمكنك أيضًا استخدام البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية في التسويق لمنتجاتك وخدماتك.
7- خدمة العملاء
لخدمة العملاء أثرٌ كبير على التجارة الإلكترونية، مهما حاولنا التعبير عن أهميتها ستخوننا الكلمات وسنقف عاجزين عن إيفائها حقها. فهي بكل بساطة الواجهة الرئيسية لمتجرك والوسط الذي تخاطب به العملاء والكلمة التي ستُكسبك حبهم وإخلاصهم. لذلك ينبغي على فريق خدمة العملاء إتقان فن التعامل مع الناس وامتصاص غضبهم وإدراك وقع كلماتهم على نفوس العملاء.
وبالنهاية، العبرة من كل قيل هو أنَّ النجاح في التجارة الإلكترونية ليس بأمرٍ بعيد المنال إن وضعت المقومات السابقة في الحسبان. وتذكر دومًا أنَّ الفشل يساعدك على النجاح وتطوير متجرك الإلكتروني للأفضل.
إليك أيضًا
تعرّف في هذا المقال على أهم المقومات التي تضمن لك إنشاء مشروع تجاري إلكتروني ومميّز!
link https://ziid.net/?p=102757