عن أدب الأطفال في عالم التجارة الإلكترونية… “فاطمة” ورسالتها العظيمة
النجاح يحتاج إلى فكرة مدهشة، علم كثيف، دراسة متعمقة، معرفة بالجمهور المستهدف، والتخطيط الجيد
add تابِعني remove_red_eye 102,609
- المرحلة التأسيسية
- ما قبل التجارة الإلكترونية
- الإنتاجية الشخصية
- العودة لـ “أسفار” بحلة جديدة
- أسلوب عملها الحضاري
- أسلوب: التجسير من خلال الوالدين
- أسلوب: جودة المنتج أمام السعر
- أسلوب: التصنيف
- أسلوب: ملامسة المشكلات وحلها
- أسلوب: متعة القراءة
- أسلوب: المشاركة
- في عالم التجارة الإلكترونية
- البساطة وعدم التعقيد
- إليك أيضًا
فتح أبواب القراءة للأطفال كان هاجسها “فاطمة الحسين” صاحبة دار نشر للأطفال منذ ثلاثة عقود، كانت أساس الفكرة قهرًا من واقع أليم كانت تلمسه في كل يوم وهي تحكي لأطفالها الصغار، ولا تجد كتبًا عربية لهم تشفي الغليل، فهي تقرأ القصص الأجنبية بترجمة فورية ذاتية، وتحصل على الكتب من الخارج غالبًا فليس لدى عالمنا العربي كتب مثيلة. وفي حلقة على بودكاست “مع التجار” حكت قصة هذه الدار كتجارة وقبل ذلك قيمة عالية ومساهمة حقيقية في صناعة حضارة بجيل واعد.
وتذكر “فاطمة” بأن القيم حين تكون هي المحركة لعملك وتجارتك فهذا ليس معناه بأنك لن تجني الربح والمال ولكن ربما تحتاج إلى فترة زمنية أطول علما بأنك تبني معك جمهورًا أصيلًا بهذه الطريقة. هي طريقة تشبه النقش على الحجر قد تستغرق وقت ولكنها بلا شك ترسم لنفسها وعملها طريق للخلود.
أسست نفسها بالعلم أولا، فقد تخصصت في دراستها العليا في “أدب الأطفال” وكأنها تجهز نفسها لهذا المشروع بأساس علمي رصين، وتخصص أكاديمي رافق العمل التجاري فيما بعد.
المرحلة التأسيسية
بدأت “فاطمة” بدار النشر “أسفار” في عام 1414هـ، بقرار جاء بناء على كل ما سبق وبدأت مشروعها الذي وضعته في الدرج بعد سنتان كما تقول بسبب عرض وظيفي جاء بعد عمل تطوعي مدة سنتان، فقد تم استقطابها للعمل في مكتبة الملك عبد العزيز في مجال ثقافة الطفل، ولقد عملت على تنفيذ البرامج فيما يخص قسم النشر، وقسم نادي الطفل.
ما قبل التجارة الإلكترونية
عاصرت “فاطمة” التغير في العمل والإجراءات فقد كانت 30 عامًا كفيلة بأن تجعلها مخضرمة في سوق النشر، وتذكر بأن الكتاب حتى يطلع له فسح في السابق يمر بمراحل … فقد كان الكتاب يأخذ ورقي، ويختم على كل ورقة حتى يحصل على الفسح. وأما الآن أصبح الأمر إلكترونيًّا عن طريق منصة وزارة الإعلام بإجراءات سهلة وميسرة، تبدأ من ثلاثة أيام إلى أسبوعين، وشتَّان بين الإجراءات في المرحلة الرقمية ومرحلة ما قبل ذلك.
الإنتاجية الشخصية
تذكر “فاطمة” بأنها حين أسست دار “أسفار” أصدرت كتاب واحد في تلك المرحلة وهو عبارة مؤلف مختص في الأنشطة، والحرف اليدوية للأطفال، ومن حسن الحظ أن كثير من الجامعات قررته في مناهجها، فكان هذا سببًا قويًّا في أن تزيد المبيعات عليه وما زال الكتاب يطبع منذ ذلك اليوم وإلى الآن.
العودة لـ “أسفار” بحلة جديدة
وبعد تجربة طويلة أثرت فيها “فاطمة” محتوى أدب الطفل، وحققت هدفها في فتح أبواب القراءة للأطفال تعود لحلمها الأول ولكن بثوب جديد وحلة جديدة. كان هذا قبل أربعة أعوام من الآن. عادت بشكل جاد لتعمل بطريقة تجارية وباحتراف وليس كهاوية. تذكر بأنها كانت تعمل من البيت في السابق ولكن بعد أن استقرت الأمور حان الأوان بأن تعطي حلمها الوقت الكافي وتعمل على نموه… فبدأت خطوة خطوة، ولم تستعجل.
بالرغم من أنها لم تتوقَّف عن النشر في السنوات الفائتة، فعن طريق مكتبة الملك عبد العزيز نشرت 120 كتابًا، وهي أيضًا تصدر كتابًا خاصًّا بها في كل ثلاثة سنين تقريبًا. ولقد عملت مع جهات عديدة منها “موهبة” لإصدار كتب خاصة بالطفل والفرق بأنها الآن تريد أن تعمل على محتواها الخاص ودار نشرها.
أسلوب عملها الحضاري
في عملها التجاري هي تقدم خدمة حضارية قبل أن تربح ماديًّا، والأمر بالنسبة لها موازنة بين الأهداف في الشِّقَّيْن، وتذكر بأن من الأساليب المستخدمة في عملها:
أسلوب: التجسير من خلال الوالدين
تقول بأن الكتب الجيدة هي التي تتحدث لشخصين البالغ والطفل معًا، وأحيانًا أنت تعالج البالغ قبل الطفل، وهذا ما تقوم به من خلال الكتب التي تقدمها ومثال على ذلك معالجتها للحب المشروط من خلال قصص الأطفال برسالة للوالدين توضح “الحب غير المشروط”. وبهذا يكون الوصول للطفل من خلال الوالدين.
أسلوب: جودة المنتج أمام السعر
ومن ناحية تجارية هي تعلم بأن الوالد تركيزه على السعر غالبًا عند شراء الكتب لأطفاله ولكنه إن وجد منتجًا جيدًا ومختلفًا يتقبل الأمر، في حين أن الطفل يتقبل الكتاب كونه يشعر بأن هنالك شيئًا يخصه في داخل الكتاب.
أسلوب: التصنيف
قسمت إنتاج الكتب بحسب كل فئة عمرية، ومراعاة السن من أهم مميزات الدار، ولقد صنفتها لثلاث فئات، ولكل فئة مسمى خاص وهي:
- البلبل: وهي للأطفال من الميلاد إلى خمس سنوات.
- النورس: وهي للأطفال من عمر 6 سنوات إلى 11 سنة.
- الفنار: وهي لفئة المراهقين من عمر 12-16 سنة.
موضحة بأن المنتجات تختلف بحسب الفئة العمرية فمنها ما يكون قماشي وغير ذلك.
أسلوب: ملامسة المشكلات وحلها
وهذا ما فعلته في كتاب “حدث غير متوقع” وهو كتاب يتحدث عن مرحلة البلوغ لدى الفتيات، قدمت فيه محتوى ينقل المعلومات بطريقة مثلى. وكذلك كتاب آخر يعلم الطفل تقبل موت وفقد عزيز عليه. وبهذا هي تعمل على أن تتلمس حاجة العميل وتُقدِّم له ذلك في كتاب.
أسلوب: متعة القراءة
وهذا همها الأكبر تذكر “فاطمة” بأن القراءة في العالم العربي غير مرتبطة بالمتعة وهذا ما تسعى إلى تحقيقه من خلال مشروعها، ويكفيها أن استطاعت تحقيق هذا الأمر الذي هو شعارها ورسالتها في الدار فالمفترض أن يكون الكتاب غير مملٍّ كما ترى، واستطاعت أن تَدخل كتب دار “أسفار” بيوت ليس فيها كتاب، فخلق محتوى جذَّاب من أكبر التحديات.
أسلوب: المشاركة
تذكر بأن هنالك مشاريع وملكية للمحتوى تعود لبعض الجهات التي تطلب منهم عمل خاص مثل ما حدث معهم في تقديم محتوى القصص لـ “الروضة الافتراضية” وقد كانت عبارة عن 74 قصة كتبت في 4 أشهر. وبهذا هي تحب العمل مع الآخرين، ومن وجهة نظرها بأن هذا أمر صحي فهي تسمح لنفسها بأن تسمع أكثر وتلتقي بآخرين يفتحون لها نوافذ جديدة من خلال اقتراحاتهم.
في عالم التجارة الإلكترونية
تذكر “فاطمة” بأن عمليات البيع للكتب تكون من خلال المتاجر الإلكترونية، وهو عالم رائع له جمهوره، والناس حين يثقون بصاحب المتجر، ورؤيته، ورسالته يعلنون له أكثر من نفسه، ويكونوا داعمين له وشركاء نجاح. من خلال المتجر الإلكتروني أصبح لها عملاء من كل بلد، بالإضافة إلى أن الأمهات يميلون إلى الشراء من خلال المتجر الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي بحسب تجربتها في البيع.
البساطة وعدم التعقيد
في المتجر الإلكتروني تبيع “فاطمة” للأفراد والشركات “الجملة” في نفس المتجر من دون فصل أو عمل موقع آخر، ولها فلسفتها الخاصة وهي أن تبسط ولا تعقد الأمور. وتذكر بأن كل مبيعاتها عن طريق المتجر الإلكتروني، وحساباتهم في وسال التواصل الاجتماعي من إنستغرام وغيره. كما أنها تعمل على التسويق والإعلان المدفوع لمنتجاتها من خلال محركات البحث فقط، وتستهدف السعودية ودول الخليج.
وفي النهاية ذكرت “فاطمة” بأن الفضاء الإلكتروني صنع لها علاقة جميلة مع الناس وبشكل عفوي حقق لها الكثير من السعادة، وكان رجع صدى ممتاز لعملها مكنها من رؤية مدى تأثيره على المجتمع، ولو حتى بتسجيل صوتي مرسل من قبل طفل.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,609
تجربة ملهمة لمتجر " كتب للأطفال " ترويها صاحبتها
link https://ziid.net/?p=107341