كيف يلعب التغليف المستدام دورًا مهمًّا في زيادة الثقة بالعلامة التجارية للمتجر الإلكتروني؟

لعلك سألت نفسك ذات يوم كصاحب متجر إلكتروني ما أهمية نوعية التغليف في ازدهار العلامة التجارية، حيث يتجه معظم المستهلكين في هذه الأيام إلى استهلاك المواد صديقة البيئة، إذ يرغبون في اتباع سياسة عدم الهدر (Zero waste)، أو عدم إنتاج أي مخلفات أو نفايات تؤدي إلى تأذي البيئة، سواء بحرقها أو إلقائها في البحر، وتؤدي إلى ضرر بالغ على الحيوانات البحرية، كما هو الشائع في ضرر المواد البلاستيكية مثل الأكياس والحاويات على السلاحف البحرية على سبيل المثال؛ حيث تشكل المخلفات الناتجة عن التغليف نسبة كبيرة من المخلفات الضارة على البيئة.

وهنا يأتي دور التغليف المستدام في تقليل هذه الأضرار، ويضمن بذلك جذب أكبر لعملاء المتجر الإلكتروني الخاص بك، وبالتالي نجاح عملية التجارة الإلكترونية. وفي هذا المقال سنتعرف معًا على تعريف التغليف المستدام، وأثره على كسب ثقة عملاء التجارة الإلكترونية.

تعريف التغليف المستدام

يقول خبراء الاقتصاد إن مستقبل التغليف يجب أن يكون مستدامًا، وأن مستقبل الاقتصاد هو أن يكون دَائِرِيًّا، وهو ما يجعل الاستدامة هي الأسلوب الواجب اتباعه في عمليات التجارة وكل ما يتصل بالاقتصاد، ولكن قبل الخوض في هذه التفاصيل، دعونا نتساءل هل حَقًّا نحن على دراية كاملة بمعنى التغليف المستدام أو التعبئة المستدامة؟

تعريف التغليف المستدام هو نوع التغليف الذي يهدف إلى إحداث أقل تأثير بيئي ممكن، أو الذي يساعد على تقليله بشكل جزئي تدريجيا مع الوقت واستمرارية عملية اعتماد التغليف المستدام.

وحين الحديث عن التغليف المستدام أو ما يعرف أيضا بالتغليف الأخضر كونه صديقًا للبيئة، يبدو الحديث عن المكاسب المحققة مَنْطِقِيًّا، حيث إن عملية الاستدامة يجب أن تؤثر على كل مجال من مجالات صنع العبوات، بدءًا من التصميم، ومرورًا بالمواد المستخدمة والخدمات اللوجستية للتخلص أو إعادة تدوير العبوات. 

لذلك فإنه بدءًا من عملية التصميم وحتى عملية إعادة تدوير العبوات فإنه يجب أن تهدف العملية بأكملها إلى تقليل الضرر الواقع على البيئة.

لتعرف أكثر عن التغليف المستدام وتأثيره الإيجابي في مشاريع التجارة الإلكترونية، يمكنك الضغط على هذا الرابط، لتقرأ المقال كاملًا.

كيف تكون علامة المتجر الإلكتروني التجارية صديقة للبيئة؟

العمل على استدامة علامتك التجارية أو العلامات التجارية لعملائك في المتجر الإلكتروني، وتطوير عبوات مستدامة هو أمر ضروري، من أجل المضي قدما نحو تأثير بيئي أقل، لذلك فهو من العوامل الضرورية التي يجب أن تلتزم بها كل شركة أو متجر.

وهناك عدة طرق من شأنها أن تساعد المتجر على أن يصبح صديقا للبيئة وتطوير أسلوب التغليف المستدام، وذلك عن طريق استخدام مواد معاد تدويرها وألياف معتمدة من fsc بدلًا من تحويل النفايات إلى مورد، ويمكن أن تكون هذه نقطة انطلاق جيدة، ولكن يجب دائما الحذر، لأنه توجد الكثير من المنتجات التي تعرف نفسها على أنها خضراء، وهي ليست كذلك، مما يهز ثقة العملاء في متجرك أو شركتك، ويضر بسمعة العلامة التجارية.

عملية الغسيل الأخضر الخادعة للعملاء

تقوم بعض الشركات بتعريف نفسها للعملاء باعتبارها صديقة للبيئة، من خلال القيام بجهد تسويقي رنان من حيث العبارات، حيث تقول إنها تتبنى فكرة إعادة التدوير (Recycling).

عملية إعادة التدوير تعني أنه بعض المواد تم إدخالها في دورة الإنتاج من أجل تحويلها مرة أخرى إلى مادة خام، وذلك يتم من خلال العمليات الفيزيائية والكيميائية والميكانيكية، لذلك يجب أن تقاس درجة صداقة المنتج للبيئة بقدر ما ينتج عن هذه العمليات جميعا من أثر على البيئة، لذلك يجب أن يكون المتجر الإلكتروني أمينًا فيما يقدمه من معلومات عن درجة التغليف المستدام التي يعتمدها.

ما درجات التغليف المستدام من حيث الجودة؟

وفيما يتصل بالتعبئة والتغليف المستدام، فإن هناك درجات مختلفة من إعادة التدوير، وكل مادة محددة تختلف قابليتها من حيث إمكانية إعادة التدوير، وهي تنقسم إلى ما يلي:

• إعادة التدوير ذات الجودة المنخفضة: وفيه يتم إعادة تدوير العبوة إلى ألياف أقل أهمية، مثل الألياف الصناعية.
• إعادة التدوير ذات الجودة المتوسطة: وفيه يتم إعادة تدوير العبوة إلى ألياف متوسطة الجودة أو ما يعرف بالفايبرز.
• إعادة التدوير الكلي أو التجديد: وفيه تتم إعادة تدوير العبوة لتصبح عبوة جديدة تستخدم في تغليف جديد، وهي أعلى جودة في التغليف المستدام.

أهمية كسب الموثوقية في توسيع نطاق علامة المتجر الإلكتروني التجارية

واستنادًا على هذا، فإن اعتماد خيار التغليف المستدام يضمن رواجًا أكبر لمنتجات علامتك التجارية أو المتجر الإلكتروني، ولكن يجب دائمًا الموازنة بين الاستدامة أو صداقة البيئة وبين أداء المنتج العالي، كما يجب أيضًا بناء جسر من الثقة بينك وبين العملاء.

وهنا يأتي دور أهمية المصداقية، حيث يجب أن يقدم المتجر معلومات صحيحة عن المنتج باستمرار، فلا يجب أن يدعي المتجر كونه صديقا للبيئة بدرجة معينة ليست صحيحة، مع الوضع في الاعتبار أنه في وقتنا الحالي يلعب الإنترنت دورًا مهمًّا في توفر المعلومات أمام الجمهور بشكل كبير، لذلك إذا انكشفت معلومات تمس مصداقية علامتك التجارية أمام الجمهور، ستخسر الكثير من عملائك حتى إن كانت منتجاتك جيدة.

أيضًا واحدة من أهم أساليب بناء جسور الثقة بين العميل وبين العلامة التجارية، هي دعم تجربة العميل الخاصة، فمثلا عندما يهتم متجر خاص بالأغذية بتوفير منتجات تناسب من يعانون من مرض معين، أو من يتبعون نظامًا غذائيًّا خاصًّا، يشعر العميل بأن العلامة التجارية لا تهدف إلى تحقيق الربح المادي فحسب، وإنما تدعم تجربة العميل في الحياة بشكل عام وتهدف إلى تحسين جودة حياته.

هكذا هو الحال عندما تتبنى العلامة التجارية أسلوب التغليف المستدام، فإن العميل الذي يسعى إلى تبني أسلوب حياة صديق للبيئة سيثق في رؤية العلامة التجارية واهتمامها بالشأن العام، وتحسن أحوال البيئة

وبناء الثقة بين العملاء والعلامة التجارية واحدا من أهم عوامل التجارة الإلكترونية الناجحة، فإذا أردت اكتساب ثقة عملائك بك بدرجة كبيرة فعليك أن تكون صادق في كل شيء بداية من جودة المنتج والصور والتفاصيل الخاصة به وحتى أصغر تفاصيل الأسعار والتوصيل، لأن هذا سيمكنك من كسب المزيد من الاحترام والثقة وبالتالي ستحصل في النهاية على عميل سعيد منك ومن متجرك وبنسبة كبيرة سيقوم بالتعامل معك والشراء منك مرة أخرى.

من المتعارف عليه في عالم المبيعات أنه من الصعب أن تقول للعميل لا على شيء يطلبه أو أن تقوم بإبلاغه مثلا معلومات مضللة عن منتج ما، فهذا سيؤثر بشكل سلبي على ثقة العميل فيك وفي متجرك وبالتالي عليك تجنب تماما فكرة أن تعد العميل بشيء لا يمكنك تحقيقه أو يصعب عليك تحقيقه، لأنك في تلك الحالة ستخسره ومن الممكن أيضًا أن تمتد الخسارة لعملاء آخرين.

أهمية التغليف المستدام ودوره الأساسي في كسب ثقة العملاء

يزداد الطلب دائمًا في الفترة الأخيرة من العملاء على العلامة التجارية التي تعتمد أسلوب التغليف المستدام، لذلك يجب على الشركات اعتمادها كأسلوب من أجل مواصلة المنافسة، حيث إنها بذلك تقوي أواصر الثقة بينها وبين المستهلكين الذين يهتمون بشكل مستمر بالاستدامة كأسلوب حياة، وتقليل نسبة الكربون الناتجة عن وجودهم المعتاد على كوكب الأرض.

وقد أثبتت الدراسات أنه نسبة أكثر من 60% من العملاء، مستعدين لدفع المزيد من أجل التغليف الذي يسهل إعادة تدويره مرة أخرى، ويزداد إقبالهم كذلك على المنتجات المستدامة بيئيًا، من أجل إنتاج أقل نفايات ممكنة.

ومن حيث التسويق فإن ذلك يؤثر على سمعة العلامة التجارية بالإيجاب، لأن العميل يشعر باهتمام خاص في سعي المتجر نحو دعم تجربته الاستهلاكية صديقة البيئة، كما تلعب عبوات التغليف القابلة التلوين دورًا رئيسيًّا في انتعاش التجارة الإلكترونية، حيث إنه من المعتاد أن يختار المستهلك العلامة التجارية المفضلة له ارتكازًا على عبوات العلامة تحديدًا، وخاصة المستهلكين من الأجيال الجديدة، الذين أصبحوا على دراية كاملة بقضايا البيئة، ووفقا للإحصاءات فإن نسبة 48 في المئة من جيل الألفية يبني اختياراته على هذه الاعتبارات في التسوق عبر المتجر الإلكتروني.

وهذا الاهتمام من المستهلكين من شأنه أن يكون ملهمًا للشركات والمتاجر الإلكترونية، من أجل فتح آفاق جديدة في قطاع التعبئة والتغليف المستدام، ووضع العلامة التجارية أو ما يعرف بعملية العنونة (labelling).

ويأتي هذا في إطار اهتمام الحكومات والدول في أنحاء العالم بتبني اقتصاد أكثر دائرية، مما يساهم في خلق حوافز ولوائح جديدة تخص الاستدامة من أجل تقليل انبعاثات غاز الكربون، وزيادة إمكانية إعادة تدوير عبوات المنتجات المختلفة بحلول عام 2030.

إليك أيضًا

• ماذا يعني التغليف الأخضر؟ ولماذا أختار هذا النوع لتغليف منتجات التجارة الإلكترونية؟
• التغليف المستدام وتأثيره الإيجابي في مشاريع التجارة الإلكترونية
• ماذا يعني التغليف الأخضر؟ وما المواد التي تستخدم فيه؟