كيف يساعد الموقع الجغرافي في ازدهار تجارة التجزئة في التجارة الإلكترونية؟
إذا كان تاجر التجزئة يبحث عن فرص لاستغلالها للنمو بتمجره الإلكتروني، فعليه الإلمام بكل الأنظمة وما توفرها من ميزات لكسبها لصالحه
إذا كان تاجر التجزئة يبحث عن فرص لاستغلالها للنمو بتمجره الإلكتروني، فعليه الإلمام بكل الأنظمة وما توفرها من ميزات لكسبها لصالحه
add تابِعني remove_red_eye 557,129
لم يعد الذكاء اليوم مقتصرًا على الإنسان فحسب، فمن شدة ذكاء الإنسان قرر نقل بعض من ذكائه إلى الآلات لتسهّل أعماله اليومية وتجارته وتعاملاته، فصارت الآلة قادرة على كسب الذكاء بالتدريب حتى تحقق أفضل أداء للإنسان. وكان اختراع جهاز الحاسوب، أول محاولة للإنسان بنقل ذكائه للآلة لتسهّل عمله، حتى طوّره الإنسان وصار يحلّ محلّه في أغلب الأوقات، فحتى الذهاب لبيت صديق أو لمتجر معروف صار عن طريق الهاتف الذي يعد حاسوبًا محمولًا مصغرًا.
وقد دخل مصطلح “الذكاء الاصطناعي” في جميع مجالات الحياة تقريبًا مثل الهندسة والعلوم وحتى الجراحة، وبالطبع كان للتجارة الإلكترونية نصيبًا من ذلك. ودخوله في التجارة الإلكترونية أيضًا يُجتزأ بالدفع المالي أو العرض والطلب، وإنما تعداه إلى “الذكاء المكاني” فما هو الذكاء المكاني وما استخداماته؟ وكيف يساهم بازدهار تجارة التجزئة الإلكترونية؟
الذكاء المكاني (Location Intelligence) هي منهجية يُعتمد عليها لاستخراج التصورات الاستراتيجية من مختلف مصادر بيانات المواقع ثم تحليلها ودراستها لبناء حلول فعلية لتحديات الأعمال أو المجتمعات.
وقد أولى تجار التجزئة اهتمامًا خَاصًّا بالعامل الجغرافي قديمًا، فكان من الحمق فتح متجر ما بعيدًا عن مركز المدينة مثلًا أو اختيار مكان يصعب على الناس الوصول إليه، وقد انتقل هذا التحدي حتى مع التجارة الإلكترونية، فكان لزامًا على تجار التجزئة في التجارة الإلكترونية دراسة المكان وتحليل كل ما يتعلق به وبالسكان فيه حتى يتقرر نِهَائِيًّا.
عند الحديث عن ذكاء الموقع الجغرافي أو الذكاء المكاني يمكننا القول إنها أداة مبرمجة تجمع البيانات من مصادرها المختلفة ثم تحللها وتنظمها وتخرج بأفضل النتائج التي تترتب عليها أكبر القرارات، لذا ما نوع البيانات التي تحلل وتُقرأ؟
تخيّل أن كل نوع من أنواع البيانات السابق ذكرها ستكون ذا قيمة عند تطبيقها في إدارة التسويق أو قرارات التوسّع أو حتى في التعامل الدائم مع العملاء، فكيف لو جمّعت هذه البيانات وجعلنا من ارتباطاتها معلومات قيّمة تكسب التاجر ميزة تنافسية فريدة؟
ولأن تجار التجزئة يتعاونون مع العملاء النهائيين فالبيانات التي توفرها برامج الذكاء المكاني، قد تحدث فرقًا حقيقيًّا في زيادة الأرباح والمحافظة على العملاء والازدهار المتزايد والنمو المستمر لمتجرك ولعلامتك التجارية. فما أهم الفوائد التي يكتسبها تاجر التجزئة الإلكتروني عند تفعيل أنظمة الذكاء المكاني؟
بمعرفتك لمشاكل البنية التحتية التي يعاني منها عميلك، وأحوال الطقس المتبدلة، هذا يجعلك أكثر فهمًا لمتطلباته واحتياجاته لتلبيتها في وقتها، وهذا لا يكون بصورة مباشرة ببيع الملابس الثقيلة مثلًا في فصل الشتاء وبيع الملابس الخفيفة في الصيف، بل يتجاوزه ليكون لتقديم حلول أكثر ذكاءً وفعالية حتى في بيع الملابس، فعلى سبيل المثال:
إذا كنت صاحب مطعم في منطقة تعاني من الاكتظاظ السكاني، والتأخر في المواصلات العامة، وكان السكّان يفضّلون -خاصة ما بعد الوباء- عدم الذهاب للمطاعم، فتنشئ حملة تسويقية تضمن لهم وصول الطعام ساخنًا في غضون نصف ساعة وإلا لن يستطيعون التمتع به مجانًا، في هذه الحالة أن تحل لهم مشكلة عناء الذهاب للمطعم، واختصار وقت المواصلات، وعدم الخوف من وصول الطعام باردًا، كل هذا لأنك فهمت ما يواجهه جمهورك فلبّيت احتياجاته.
بعد مرحلة الوباء العالمي كوفيد-19 لجأ أصحاب المتاجر بالدمج بين التجارة التقليدية والتجارة الإلكترونية، وبكل الحالات فمكان البيع مهم، لأنه يترتب عليه التواجد السريع لإرسال الطلبات وتوفير منتجات تلبي احتياجات السكّان، والمعلومات القيّمة التي تقدمها أنظمة الذكاء المكاني توفّر على التاجر مراحل من التجربة والخطأ لأنها تشمل إنشاء علاقات بين بيانات قد لا تقدّم قيمة بحد ذاتها. فمعرفة حالات الطقس لا تعطي نفس القيمة والتأثير على القرارات كما تفعل معرفة سلوك المستهلكين بناء على تغير حالات الطقس، وهكذا دواليك.
تساعد أنظمة الذكاء المكاني، بالمعلومات التي توفرها التجّار على وضع استراتيجيات وخطط التوزيع وتخزين المنتجات وإدارة الموارد، وإنهاء الحيرة التي يقع بها التاجر لمعرفة أيهما أفضل تجميع الطلبات وتوصيلها في وقت واحد أم توصيل كل طلب على حدة؟ ومعرفة إمكانية التوصيل على مساحات جغرافية أوسع بدلًا من التجربة ثم الوقوع في كمين التأخير على العميل وعدم الوفاء بالوعود وفقدان ثقته.
ولا بد من أن استراتيجيات التخزين أيضًا من أولويات تجار التجزئة، لأن التسلّح بالعلم الكامل عن البنى التحتية للمنطقة والظروف الجوية وحتى طبيعة السكّان، كلها تصب في مصلحة التاجر للحفاظ على منتجاته أطول فترة ممكنة وعدم المخاطرة في فقدان أو تلف المنتجات وبالتالي تجنّب خسائر فادحة. بالإضافة إلى تنظيم حركة الجرد والإيراد.
كما أسلفنا فإن أنظمة الذكاء المكاني، توفر معلومات عن سلوكيات المستخدمين وهذه المعلومات تجعل التجّار أقدر على معرفة التحديات التي تواجه العميل عند الشراء والطلب وتصفح الموقع، لذا فهذه المؤشرات يجب عدم تجاهلها والعمل على تحسين الموقع/التطبيق لتحسين تجربة المستخدم وكسبه لمدة أطول على الموقع وأخيرًا تشجيعه على الشراء.
ويمكن تحسين تجربة العملاء بتوفير ميزات تتعلق بإمكانية تجربة المنتجات قبل اعتمادها مثلًا، وتوفير سياسات الإرجاع والتبديل، وسياسات استرداد الأموال وغير ذلك مما يشجّع العميل أكثر على ضمان حقوقه.
إذا كان تاجر التجزئة يبحث عن فرص لاستغلالها للنمو بمتجره فعليه الإلمام بكل الأنظمة وما توفرها من ميزات لكسبها لصالحه، وهذه بعض العوائد المكتسبة في حال تفعيل أنظمة الذكاء المكاني:
سُميت بالعوائد لأنها تعود على التاجر بعد أدائه لما يقع على عاتقه أولًا لاستغلالها، وإلا لن يكتسبها بمجرد معرفتها، فالمعرفة شيء والتطبيق شيء آخر.
add تابِعني remove_red_eye 557,129
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
هل يساعد الموقع الجغرافي في ازدهار التجارة الإلكترونية؟؟ الإجابة في هذا المقال
link https://ziid.net/?p=109270