هل أنت متأكد أنك تعرف كمية الجهد اللازمة لإنشاء وبيع دورة على الإنترنت؟

يُعد الربح من الإنترنت ثورة عصرنا الحالي، حيث يعدك الكثيرون بالنتائج، ويخبرونك عن آلاف الطرق لفعل ذلك، ورغم بريق هذا كله إلا أن التجربة ستبين لك أن الأمر مختلف تماماً.

إليك تجربتي التي دامت شهوراً (أكثر من 6 أشهر) لإنتاج وتخريج دورة تعليمية ومن ثم بيعها، حيث استعرض في هذا المقال مقدار الجهد المطلوب لإنشاء دورة تدريبية، وهو جزء من سلسلة مقالات في هذا المجال تتضمن بعض الجوانب التي قد لا تعرفها عن معوقات التسويق والمنصات والفرص والأرباح، وهي:

• هل تناسبني طريقة بيع محتوى تدريبي عبر الإنترنت
• خطوة بخطوة لإنشاء وبيع محتوى تدريبي على الإنترنت
• 5 عوائق لا تعرفها حول بيع دورة للربح من الإنترنت عن الفرص والأرباح
• ضائع جداً؟ إليك خطوات التخطيط لإنشاء وبيع محتوى تدريبي على الإنترنت

هل بيع دورة تدريبية عبر الانترنيت سهل كما يدّعون؟

الإجابة باختصار: لا! اسمح ليّ أن أخبرك بالأسباب

1- أنت لست نشيطًا جدًّا لإنهاء دورتك في شهر

على الرغم من أن الدورة أنتجتها لأستاذة، إلا أن تصميم المحتوى وبناءه ليس سريعاً كما تظن. كنت أدخل إلى المنصات المختلفة وأشاهد كيف يحفزّني الموقع لإنهاء دورتي التدريبية بأسرع وقت، كيف يصنع التحديات ويخبرني بالجوائز إذا رفعت دورتي التدريبية خلال شهر، يُرسلون الإيميلات المتواترة ويعدونني بالجوائز لأنهي ما بدأته. على سبيل المثال، أحد الجوائز كانت سنة كاملة مجانية للدخول على جميع دورات الموقع بالإضافة إلى الدخول على سحب Ipad!

تعلمت من خلال هذه الرحلة أن بناء المحتوى ليس سهلًا.. بل هو من أصعب الأشياء، بما في ذلك (كتابة المقالات).
ستواجهك أسئلة على غرار: ماذا سأقول في أول فيديو، كيف ستكون المقدمة، كيف أرتب الدروس، ماذا أقول هنا، كيف أشرح هذه؟ هل سيفهم الطلاب هذا؟ كيف أجعل الدرس غير ممل؟ ..وهكذا، وهو ما يتطلب تفكيرًا طويلًا وإعادات كثيرة للصياغة والأسلوب.

هذا، ولم نذكر بعد إعادات التصوير، أتذكر أن العديد من الفيديوهات التي أنتجتها قمت بإعادتها كاملة 3 مرات تقريبًا، أما الإعادات الداخلية حول دقيقة معينة أو فقرة ما فحدث ولا حرج.

2- ستحتاج وقتًا أطول بكثير من المتوقع، وإلى صبر أكثر بكثير مما تظن

تبدأ رحلتك مع تكوين المحتوى ثم تنسيقه وترتيبه ومن ثم صياغته وتقسيمه، ومن ثم اعتماد معدات التصوير، إضافة لتصويره وتسجيله ومونتاجه، وأهيرًا رفعه إلى المنصة الأنسب ومن ثم تصميم التمارين، ومن ثم تصميم صورة الغلاف، ومن ثم إنتاج فيديو البرومو، ومن ثم كتابة صفحة الهبوط Landpage ومن ثم التسعير، ومن ثم تمكين الحساب المالي، ومن ثم نشر الدورة ومن ثم تسويق الدورة، وهي كما ترى رحلة طويلة وصعبة، وستأخذ من وقتك الكثير إذا قررت خوضها وحدك، وتحتاج منك صبرًا ومواظبة دءوبة للوصول إلى النهاية.

3- نعم! أنت تقوم بشيء تحبه، ولكن هذا لا يعني أنك لن تكرهه أحياناً أو تؤجله أحيانًا أخرى

يُخطئ من يظن أن العائق بين الإنسان وأداء عمله هو أنه لا يحبه، حب الشيء؟ لا أراه سببًا كافيًا يدفع الشخص للمواظبة على عمله والالتزام به في كل دقيقة وثانية.

الإنسان كائن يميل للراحة ويكره العمل، يتحمس في بداية الأمر ثم تهمد همته بعدها، البدايات أسهل بهذه الجرعة من طاقة الحماس، ولكن الاستمرار يحتاج إلى إرادة وعزيمة داخلية، ومن تجربتي أيضًا أقول: يحتاج إلى تنظيم وقت، لقد أخذت على عاتقي الاستمرار مهما كلف الأمر ولكن العثور على الوقت يكون صعبًا مع انشغالاتك الأخرى.

لتحقيق نتائج مُرضية.. يجب أن تقوم بأشياء تكرهها، أن تضطر إلى العودة إلى ذلك الفيديو الذي ضجرت منه لأنك يجب أن تكمله، أنت تحب الفكرة والنتيجة وتحب هذا النوع من الأعمال (التدريس مثلاً) ولكن هذا لا يفترض أن العمل وقطع وقت الراحة والجَوْر على نفسك شيء تحبه.

4- تحتاج إلى رأس مال أو أن تتعلم كل شيء

هناك مهارات تحتاجها لبناء الدورة لا تتعلق بالمحتوى التعليمي، مثل القدرة على التصوير، استخدام وشراء الميكروفون، مونتاج الفيديو، البراعة في استخدام الإنترنت، اللغة الإنكليزية للتخاطب مع المنصات ومراسلة قسم الدعم الخاص بالموقع، مهارات استخدام الإيميل، مهارات الكتابة الإعلانية لكتابة واجهة الدورة، وغير ذلك من المهارات.

فالقاعدة كما هي معروفة بالأعمال، إما أن تقوم بها أنت لتوفير التكلفة أو تدفع المال للحصول على هذه الخدمات، في حالتي اشتريت بعض الخدمات وقمت بالكثير لوحدي أيضًا.

ولأن مواقع الدورات على علمٍ بهذا العائق، فهي تحاول كثيرًا مساعدتك وإزالة هذا الخوف لديك، تخبرك كيف تصور دورة تدريبية رائعة بمعداتك الحالية وأن لا حاجة لشراء شيء، يوجد في موقع Udemy دورات مجانية لتعليمك كيف تصور وماذا تستخدم للمونتاج يقومون بإرسالها إليك.
مع ذلك تبقى تحتاج لتعلم المزيد عن الطرق التقنية خاصة إذا كنت مبتدئًا ولا تتعامل مع الحاسوب كثيرًا

5- ستبذل جهدًا طويلًا ولن تكون متأكدًا من النتيجة

في رحلتي، قرأت عن تجارب من سبقوني في إنشاء الدورات وخطواتهم، واكتشفت أن إنشاء الدورة التدريبية وبيعها كطريقة للربح من الإنترنت لها هذا العيب: أنك تقضي وقتاً طويلاً لإنشاء وإتقان الدورة ولا تستطيع تحسس أي نتيجة (هل سينجح عملك أم لا) حتى تصل للنهاية، بمعنى أنك تخاطر بوقتٍ وجهدٍ كبيرين مع مخاطرة كبيرة أنه قد يرمى في مهب الريح.

يذكرني هذا في ما تعلمته عن طريقة بناء الـ Bussiness: في الماضي، كان أصحاب المشاريع يبذلون رأس مالهم لبناء منشأة تجارية ما، يضعون كل هذه الموارد على مهب الريح لأنهم يريدون تلبية حاجة في السوق ثم يتبين لهم عدم وجود حاجة ملحة مثلاً، وتفشل المنشأة. ربما ترغب في الإطلاع على تجربتي في تنظيم فعالية للأطفال من 300 حاضر وبماذا أنصحك

أما اليوم صار هناك مفهوم يسمى اختبار نموذج العمل، أي ليس إنشاء الشركة كلها ثم انتظار هل سيأتي زبائن أم لا؟ بل التنبؤ المسبق لاحتمالية النجاح: إنشاء الاستبيانات، القيام بدراسة سوقية منظمة، محادثة الزبائن المحتملين، بناء نموذج مصغر ومحاولة بيعه لفئة صغيرة، بل حتى هناك أفكار غريبة من مثل إنشاء موقع على الإنترنت للإعلان عن منتجك وأنت لم تقم به بعد فقط لتقيسم مدى تقبّل السوق له. بمعنى أنه صار يقوم على جمع المعلومات قبل دفع كمية كبيرة من المخاطرة، هل تتذكر الاستبيانات التي يربح منها البعض من الإنترنت (مثل  You Gov)؟ تلك واحدة من أساليب دراسة السوق.

ولكن هذا صعب في بيع الدورة، أنت لا تعرف جمهور الموقع جيدًا، ورغم أنه يمكنك استعمال أداة البحث الخاصة به للتعرف على الدورات القوية والدورات الأخرى لكن قد لا يكون ذلك كافيًا.
جدير بالذكر أن موقع Udemy يقدم لك أداة جيدة لمعرفة السوق، تدخل له كلمة معينة ويخبرك كم هو الطلب عليها  في موقعه وما هو احتمال قوة الدورة التي تنتجها حول هذا الموضوع.

شاهد هذا..

zoom_out_map

zoom_out_map

بعد هذا لا أدعوك لليأس أو التخاذل، بل لصقل خطتك وتوقع الجهد والزمن والنتائج اللازمة لتجربتك بشكل أفضل.