5 أخطاء يجب أن يتجنبها كاتب المحتوى  

تحدثنا من قبل عن الأخطاء التي يجب أن نتجنبها مع التسويق بالمحتوى، وحان الوقت لنتحدث عن الأخطاء التي يجب أن يتجنبها كُتاب المحتوى، ولكن قبل أن نبدأ دعونا نتعرف على المحتوى وعلى كاتب المحتوى في نبذة صغيرة قبل أن نتطرق للأخطاء.

المحتوى هو ببساطة الرسالة التي تريد إيصالها للجمهور، وتلك الرسالة قد تكون نص مكتوب، أو مسموع، أو مرئي، أو صور أو إنفوجرافيك، ولكي تنشر رسالة جيدة يجب أن تكون الرسالة واضحة ولا تحمل أيّ نوع من الغموض، وأهم من هذا وذاك أن يفهم الجمهور من خلالها ما تريد إيصاله له. لاحظوا أن أخر نقطة مهمة جدًا لأن أغلب الرسائل الترويجية، وخاصة في الإعلانات تعتمد في طريقتها على التشويق وعناصر الجذب، ولكن في النهاية يصل الجمهور لنهاية الإعلان بعلامة استفهام كبيرة تحمل سؤالًا واحدًا فقط، وهو “هو الإعلان يتحدث عن إيه؟” لذا لا تقعوا في فخ التميز وتنسوا الغرض الرئيس من المحتوى.

من هو كاتب المحتوى إذن؟

كاتب المحتوى ليس شخصًا يجيد الكتابة فحسب، ولكنه شخص يُدرك أهمية العوامل الأخرى مثل من هو جمهوره المستهدف، كيف سيطرح محتواه بطريقة تناسب الجمهور وتناسب منصات عرض المحتوى، كيف سينتج محتوى متنوع؟ فمحتوى الفيديو يختلف عن المحتوى المكتوب، وكلاهما يختلفان عن محتوى البودكاست، وهكذا.

الآن خطر على عقلي أني بحاجة لمعرفة مهارات كاتب المحتوى؛ لذا سأسجلها في دفتري وسأتحدث معكم عنها في مقالة جديدة بإذن الآن. دعونا سريعًا نترك المقدمة الطويلة ونتعرف على الأخطاء التي يرتكبها كاتب المحتوى.

1- كاتب محتوى لا يملك أرشيفًا احترافيًّا

لنفترض أنك كاتب محتوى تعمل بشكل مستقل على أحد مواقع العمل الحر، وتريد التقديم على أحد المشاريع، ولكن أصحاب المشاريع لا يكترثون لعروضك رغمًا عن مهاراتك، طبعًا وقتها ستعتقد أن جذب أصحاب المشاريع ضرب من الحظ، وسيأتي عليك وقت وستشعر بالملل من تجاهلهم لك في حين أن المشكلة برمتها تكمن في طريقتك في تسويق ذاتك، وأكبر خطأ يقع فيه كاتب المحتوى هو عدم إنشاء أرشيف، أو أعمال سابقة له تجعل أصحاب المشاريع يدركون مهاراته واستحقاقه للعمل على مشاريعهم.

2- الجهل بطرق تسويق ذاتك ومهاراتك

دعوني أخبركم مثالًا بدلًا من الشرح، ولنفترض مثلًا أني اعتزلت الصحافة، وعالم التأليف، واتجهت لمجال كتابة المحتوى وكرست له جُلَّ وقتي، ولكن بعد مرور سنة لم أُحقق أيّ دخل يذكر من كتابة المحتوى، وكل المواقع التي كنت أكتب فيها بدأت تفتقدني وتقول أين أنتِ يا هبة افتقدنا مقالاتك الرائعة، في هذا العام كان يجب أن تقوم “هبة” بالتسويق لاسمها وتقول إنها “كاتب محتوى” هل تتذكرون الكلمات المفتاحية التي تحدثنا عنها في مقالة ال SEO؟ تلك الكلمات هي أول وأهم طريقة لتسويق عمل هبة ككاتب محتوى في محركات البحث؛ فبدلًا من مشاهدة مقالاتي وأعمالي الأدبية، وتقاريري الصحفية فقط على جوجل أصبح الجمهور وأصحاب المشاريع يعرفون هبة ككاتب محتوى أيضًا … هل فهمتم قصدي؟

3- الكتابة بطريقة عشوائية

يجب ألا ننكر أن العالم الآن أصبح يتجه للمحتوى المتخصص، وهذا ما كنا نتحدث عنه منذ 12 سنة في جامعتي أن المستقبل سيبحث عن المتخصصين والخبراء، وأتذكر أني أخبرتكم من قبل أني أتبع تلك المقولة دائمًا: “أن تعرف شيء عن كل شيء، وكل شيء عن شيء” وآخر جزء في الجملة هو أكثر نصيحة يتجاهلها كُتاب المحتوى؛ فأغلبهم يعتقدون أن التنوع في طرح المواضيع وكتابة محتوى في المجالات المختلفة أمر مفيد في حين أن تخصصك في شيء واحد لا يستطيع أن ينافسك فيه أحد من أهم المهارات التي يبحث عنها سوق العمل حاليًّا.

4- عدم البحث عن متطلبات السوق

هل تعرفون كيف تحكمون على مهارة الأطباء؟ العبرة ليست بدرجاتهم، ولا بمهاراتهم، ولا حتى بثبات أعصابهم وذكائهم المتناهي … إلخ، كل هذا لا يساوي شيء من وجهة نظري، عدا مهارة واحدة فقط، وهي مهارات البحث، والممارسة، والاطلاع على الأبحاث الجديدة، وهذا بالضبط ما يجب أن يفعله كاتب المحتوى؛ فليس من المنطقي أبدًا أن تعمل مع محترفين في مجال يتطور باستمرار، وأنت لا زلت تعيش في قوقعة خبراتك وثقافاتك القديمة.

كاتب المحتوى بالنسبة لي كنسخة الويندوز يجب تحديثها باستمرار وإلا ستُعرقل أدائك، وسيتجاوزك الآخرين.

5- عدم الالتزام بتسليم المشاريع في وقتها

هل تعلمون ماذا تعني الكفاءة في بلدان شرق آسيا؟ أن تنجز مهامك بجودة عالية وفي وقت قياسي، وبالنسبة لأولئك عاشقي العمل لوقت متأخر بعد موعد انتهاء العمل؛ فلا يُنظر إليهم، وكأنهم عباقرة بل يسخرون منهم ويعتقدون أنهم أغبياء لا يقدرون على إنهاء عملهم في الوقت المحدد كغيرهم؛ لذا إن أردت بناء سمعة جيدة لنفسك في عالم كتابة المحتوى إياك وتأخير موعد تسليم مشاريعك وإلا سيُنظر إليك أصحاب المشاريع بنظرة “كاتب غير كفء” ولن يعتقدوا أبدًا أنك مشغول أو معك مشاريع أخرى تعمل عليها، وقتها لن يكترثوا بالسبب حتى لو كان التأخير بسبب رغبتك في إعطائهم مشروع مميز، ومثالي.

في الختام.. أهم نصيحة سأخبركم بها اليوم هي أن كاتب المحتوى لا يختلف كثيرًا عن مُسوِّق المحتوى، في الحقيقة كلاهما شخص واحد؛ فكاتب المحتوى المحترف لن تجد مُسوِّقًا يمتلك مهاراته لأنه يكتب ما يستحق التسويق، ويعرف كيف يُسوق محتواه في المنصات التي تتناسب مع طبيعة محتواه.

إليك أيضًا

• أنواع المحتوى التسويقي وخصائصه المختلفة
• فن كتابة المحتوى التسويقي وأهم النصائح الفعالة لجذب العملاء
• كيف أستطيع ككاتب بناء جمهور لكتاباتي؟