الفرق ما بين الولادة الطبيعيّة والقيصريّة: مميزات وعيوب

تقضي المرأة الحامل طيلة فترة الحمل تنتظر بفارغ الصبر مرور الأيام وانقضاء الأشهر التسعة لتضع مولودها بين يديها، وعلى الرّغم من المتاعب والمشاكل الكثيرة التي قد تمرّ بها خلال الحمل، فإنّ مرحلة الولادة قد تكون الأصعب بينها؛ وذلك نظرًا لمدى تييسر عمليّة الولادة، والتي قد تكون طبيعيّة أو قيصريّة بالجراحة. في مقالنا هذا سنتعرّف على أهم الفروقات ما بين الولادة الطبيعيّة والقيصريّة، ومميزات وعيوب كل منها.

الولادة الطبيعيّة

تعد آلام الولادة الطبيعيّة والطلق من أشد أنواع الآلام التي قد يتعرّض لها البشر، ولكن هذه الطريقة الربانيّة التي سخرّها لنا الله لها الكثير من الميزات التي نستطيع أن نستمتع بها بعد انتهاء الولادة؛ ومن أهمّ مميزاتها:

1. تستطيع الأم العودة لحياتها الطبيعيّة بعد انتهاء الولادة في أقل من 24 ساعة.

2. الولادة الطبيعيّة تساعد في تكوين رأس الجنين، وتساعد عظم الجمجمة على التشكل بالشكل المناسب.

3. تزيد هذه الطريقة الارتباط ما بين الأم ومولودها، كالرضاعة الطبيعيّة.

4. تقليل احتمالات تعرُّض الأم لأيّة عدوى، لا سيّما تلك التي تحدث من الأدوات الجراحيّة، أو تعريض أنسجة الحسم للهواء خلال العملية القيصريّة.

5. التقلصات الرحميّة التي تشعر بها الأم خلال آلام الطلق تساعد الجنين في تهيئة رئتيه للتنفس.

6. تعزيز مناعة الجهاز المناعي للطفل.

7. الولادة الطبيعيّة تقلّل من احتماليّة إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة، ما يساعدها في العناية بطفلها بشكل أفضل.

إذا كانت هذه ولادتك الأولى، ولا يوجد أي داعٍ أو سبب طبي يستدعي اللجوء لعملية قيصريّة؛ يمكنك اتباع النصائح التالية لزيادة احتمالية ولادتك بشكل طبيعيّ دون أيّة مضاعفات:

1. احرصي على المشي، والذي يساعد في إنزال رأس الجنين إلى داخل الحوض، ما يسهّل عملية الولادة.

2. ممارسة تمارين كيجل، والتي تساعد في توسيع عنق الرحم وتقوية عضلات الحوض.

3. ممارسة العلاقة الحميمية الآمنة في الشهور الأخيرة من الحمل.

4. الاسترخاء والهدوء، لتجنّب إفراز هرمون الإدرينالين والذي يُعدّ مضادًا لهرمون الأوكسيتوسين الذي يساعد في تسهيل المخاض وتخفيف الطلق.

5. شرب الأعشاب المساعدة في تسهيل الولادة: كالزعتر، والينسون، والميرمية، والحلبة، وأوراق توت العليق، وغيرها.

ورغم أنّ الولادة الطبيعيّة تظل أفضل من العمليّة بالتأكيد، إلّا أنّ هناك بعض المخاطر التي قد تتعرّض لها والأم أو الطفل؛ منها:

1. قد يتعرّض الطفل لنقص الأكسجين وصعوبة التنفس، ما قد يسبّب للأسف الشلل نتيجة تأثر المخ، أو قد يصاب الطفل بنزيف دماغيّ نتيجة استخراجه بطريقة عنيفة وغير مهنية.

2. قد تصاب الأم بنزيف رحمي نتيجة إجهاد الرحم من الولادة الطويلة، أو تأخر نزول المشيمة، أو نتيجة الإصابة بجروح متعددة في عنق الرحم والمهبل.

3. قد تصاب الأم بتلوث في الرحم والمهبل، والذي قد يتفاقم أكثر خلال مرحلة النفاس لتصاب الأم بحمى النفاس.

الولادة القيصريّة

لا يتم اللجوء إلى العملية القيصريّة لمجرّد رغبة الأم بذلك، فلا بُدّ من وجود أسباب ومستدعيات مهمّة تجعل هذا الخيار خيارًا أساسيًا وضروريًا بدلًا من انتظار ولادة الأم بالطريقة الطبيعيّة.

من أهمّ الأسباب التي تدفع الطبيب للجوء إلى هذا الخيار:

1. انخفاض المشيمة إلى آخر عنق الرحم، وتغطيته بشكل كامل أو جزئيّ، ما يمنع الجنين من النزول بشكل طبيعي، كما وإنّ سقوطها قد يُسبّب نزيفًا في الرحم ويقلّل كمية الأكسجين الواصلة للجنين، ما يجعل خيار القيصرية خيارًا مستعجلًا.

2. عدم ظهور علامات الولادة بعد انقضاء مدّة الحمل بالكامل.

3. كبر حجم رأس الجنين، ويصعب خروجه من الرحم؛ لا سيّما إذا كان عنق الرحم عند المرأة صغيرًا ولا يتسع لخروج الرأس.

4. تسمُّم الحمل، وارتفاع ضغط الدم خلال الحمل ما قد يؤثر على صحّة الجنين ووصول الأكسجين إليه.

5. الإصابة بسكري الحمل المؤقت أو السكري المزمن.

مميزات العمليّة القيصريّة:

1. تحديد موعد الولادة بوقت مبكّر: حيث إنّ تحديد موعد الولادة مُسبقًا سيساعد الأم على الاستعداد نفسيًا جيدًا، وتحضير كل ما يلزمها برويّة وهدوء.

2. الاستعدادات الطبيّة تكون أفضل: يكون الفريق الطبي مستعدًا لاستقبال المولود الجديد، ويحصل على رعاية خاصّة بعد الولادة.

3. لن تعاني من ألم الطلق بتاتًا: بعكس الولادة الطبيعيّة فإنّك لن تعاني من أي ألم قبل العمليّة، ولن تعاني من آلام الطلق الموجعة للغاية، والتي تعاني منها الأمهات اللاتي يلدن بطريقة طبيعيّة.

4. العودة للعلاقة الحميميّة بشكل أسرع، لعدم وجود جرح في منطقة الأعضاء التناسلية عند المرأة.

5. حماية الطفل عند الولادة من بعض المخاطر التي يتعرّض لها الطفل المولود بشكل طبيعي، حيث إنّ بعض الأطفال قد يتعرضون للاختناق أو نقص الأكسجين، وكذلك لن يتعرضوا للبكتيريا الموجودة في عنق الرحم.