ماذا عن صاحبك السكر؟
هنالك أقوال متضاربة عن ضرر السكريات على الجسم، منها حقيقة ومنها شائعات وتتعدد الأنظم الغذائية، فسأخبركم هنا عن رأيي
add تابِعني remove_red_eye 3,265
يقول المثل العربي :قل لي من تعاشر أقل لك من أنت، و قد قال العرب أيضاً (صحبةُ الأخيارِ تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث الندامة.)
فأهلاً و سهلاً بك يا صديقي في عالمك الخاص، أهلاً بك في رحلة نقطعها معاً في داخلك، في أعماق جسدك
لا أقول لك هذا مازحاً أو بصيغة المجاز كما يبدو لك، بل أعني ما قلت.
فهيا بِنَا.
هل لفت نظرك عنوان المقال ؟!
حسنًا..
ماذا نقصد بالسكريات هنا؟
أكاد اجزم أن الجميع _إلا قلة من المختصين و المهتمين بجوانب التغذية-قد انصرفت أذهانهم عند سماع مصطلح (سكر) إلى ما يعرف علمياً بسكر الطعام -ذاك الذي يباع في السوبرماركت-لكننا عندما نبحث في الأمر، سواءً في الكتب أو المواقع الإلكترونية الموثوقة – سنجد أن السكر أو السكريات عبارة ذات مدلول يشمل جميع مايعرف بالكاربوهيدرات.
هل سبق و سمعت بالكاربوهيدرات أو قرأت عنها؟
إن كنت من المهتمين بصحتهم ولو من حين لآخر، فقد مرت بك هذه الكلمة ،سواء عبر صديق أو عبر مدرب النادي أو عبر الإنترنت، أو عبر أي طريق آخر. و لا بد أنه قد تم تحذيرك من السكريات (الكاربوهيدرات )سابقًا. فهل حقًّا هي مضرة بتلك الصورة التي صورت لنا؟!
لا أعلم إن كنت قد بحثت عن الحقيقة أم لا؟!
أما عن شخص مثلي لا يكاد يصدق أمرا قبل أن يجعله تحت مجهر الشك ليتبين من مدى صحته ، فإني قد بحثت في الأمر ، مستعينًا بما أملك من معلومات صحية عامة و تجارب شخصية، فقد بحثت في بعض المواقع الموثوقة لأجد الآتي
في موقع ( بي بي سي العربي) جاء مايلي:
“وقد توصل تحليل موسع شمل 88 دراسة، إلى وجود علاقة ما بين استهلاك مشروبات سكرية وزيادة وزن الجسم. لكن الباحثين خلصوا إلى أنه بينما تزايدت معدلات تناول المشروبات الغازية والسكر المضاف، بجانب زيادة معدلات السمنة في الولايات المتحدة، فإن البيانات عبرت فقط عن وجود علاقة فضفاضة بين تلك المشروبات وبين السمنة”
أما في موقع ( D.W.TV الألماني ) فقد جاء الأتي:
“تزايد استهلاك السكر على مستوى العالم بشكل كبير، ما جعل منظمة الصحة العالمية تحذر من “وباء عالمي” بسبب الارتفاع الشديد في الأمراض الناتجة عن تناول السكريات.”
كما كشفت دراسة أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا الأمريكية أن “مؤسسة أبحاث السكر” -وهي مجموعة تجارية تُعرف اليوم باسم “رابطة السكر”، وتربطها علاقة تنظيمية بالمنظمة العالمية لبحوث السكر البريطانية بلندن- دفعت أموالاً لثلاثة من باحثي التغذية في جامعة هارفارد؛ من أجل إخفاء بحوث تُظهر علاقة السكر بأمراض القلب.
و بعد ، فلعلك تلحظ يا عزيزي مدى الإختلاف بين هذه الأبحاث في تقدير مدى خطر السكريات ، بين من لا يرى فيها مسببًا رئيسيًّا للأمراض التي انتشرت بين الناس في العقود المتأخرة كالسمنة مثلًا ، و بين من يجعله داء العصر بلا منازع.
و كأشخاص غير متخصصين ، فإن الحيرة ستصيبنا ، و تتركنا بلا قرارٍ ربما !
و مما وجدته أثناء بحثي أيضًا ، حديث كثير، متشابك أحيانًا و متضاد في أحيان أكثر ، حديث عن أنظمة غذائية مختلفة، يعتمد بعضمها على اللحوم و مشتقاتها كنظام الكيتو جنك، و برامج تعتمد على النباتات بشكل أكبر، أو ربما تجعلها (أي النباتات ) هي المصدر الوحيد للغذاء، و يعرف أصحاب هذا النوع من التغذية بالنباتيين.
وبعد فإن كل إنسان هو أبصر بنفسه من غيره، و الحصيف من نظر فيما حوله فاتعض بغيره، فعلينا إذًا أن نتدارس أنفسنا و نعرف كيف نتعامل مع هذا الجسد الذي وهبنا الخالق، وعلينا أن نتعلم كيف نحافظ عليه بالطريقة التي تتناسب مع وضعنا المادي و الاجتماعي و النفسي، فلا يمكن أن أعتمد على نظام غذائي ما دون أن أراعي في ذلك النظام البيئي و الإجتماعي المحيط بي.
و خلاصة هذا الأمر، أنه يجب علينا المحافظة على هذه الهبة الربانية التي و هبنا الخالق، و ذلك وفق المعطيات المتاحة أمامنا ، فليس من الضروري أن يكون لنا نظام غذائي و رياضي محكم إن لم نستطع إلى ذلك سبيلا، بل يكفي الاجتهاد في حدود الممكن، و ذلك خَيْرٌ الف مرة من الاستمرار على العادات الغذائية السلبية التي تدمر أجسادنا.
add تابِعني remove_red_eye 3,265
link https://ziid.net/?p=41206