أخطاء خطيرة يرتكبها الآباء عند التحدث لأطفالهم
الأمومة والأبوة أمر صعب، ويجب على الآباء والأمهات إتقانه جيدًا وألا يقصروا في حق الطفل.
الأمومة والأبوة أمر صعب، ويجب على الآباء والأمهات إتقانه جيدًا وألا يقصروا في حق الطفل.
add تابِعني remove_red_eye 15,156
تشكل الأبوة والأمومة إحدى المهام الحياتية المهمة، وهي مهمة تستدعي التحدي والحكمة في التعامل، وهي ليست بالعملية السهلة، وتحتاج إلى صبر واتصال فعّال بين الوالدين والأبناء. مع الأسف الشديد، يستخدم بعض الآباء والأمهات طرقًا وإستراتيجيات تربوية لا تسمح للطفل بأن يصبح له شخصية مستقلة أو إحساس بالفاعلية. وهناك بعض الآباء الذين يتعاملون بغلظة شديدة، معتقدين أنهم يعوضون تساهل الأم في التربية. وهذا يتداخل بشكل كبير مع عاطفة الطفل.
إنهم يفهمون الأبوة بطريقة خاطئة، ولا يدركون أنّ الأبوة تحمل عدة مفاهيم قيّمة منها: العدل والاحترام والتعلم والمرونة، لكن للأسف هناك من يتبنى مفاهيم الخضوع كهدف رئيسي. وبالتالي يحدث التفاعل غير الفعّال بين الآباء وأبنائهم.
هناك العديد من الآباء والأمهات الذين يتحدثون مع أبنائهم بكلام كثير، والمشكلة هنا هو ما وجده الباحثون من خلال مجموعة من الدراسات، وهو أنّ الدماغ البشري لا يحتفظ إلا بأربعة أجزاء من المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى لمدة تصل إلى (30) ثانية، وبالتالي لا يستوعب الأبناء كل الحديث. لنعطي مثالًا على ذلك في شكل رسالة من إحدى الأمهات لابنها.
“لا أعرف ماذا علينا فعله بشأن دروس الباليه والكرة اللينة خلال هذا الفصل الدراسي، ربما لا تستطيع القيام بكلا الأمرين خلال هذا الفصل. لأن الكرة اللينة تكون أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس الساعة الرابعة. وبعد ذلك عليك تسريح شعرك، لكن لن يكون الوقت كافيًا، ما لم تحزم أعراضه الباليه خاصتك يوم الاثنين”.
في المثال السابق، نلاحظ وجود العديد من الأفكار المختلفة، وهذا يُشعِر الطفل بالارتباك، كما هناك نغمة سلبية في الرسالة، وهذا يُولد حالة من القلق والشك داخل الطفل. لذا، يُفضل تقسيم وترتيب المعلومات جيدًا.
إليك مثال فعّال، “إذا كنت ستمارس الباليه والكرة اللينة في هذا الفصل الدراسي، فعليك الانتقال من واحدة لأخرى في بعض الأيام. دعنا نبحث عن حل مناسب لي ولك. في المثال السابق، استطاعت الأم اختصار الحديث وهذا يسهل على الطفل استيعاب المعلومة جيدًا.
الصباح الباكر، هو وقت الاضطرابات والحركة السريعة في المنزل، ويندفع العديد من الآباء والأمهات لإخراج الجميع من المنزل في الوقت المحدد للخروج، أضف إلى ذلك المحاذير والأوامر الخاصة بالوجبات والملابس الرياضية والواجبات المدرسية والآلات الموسيقية وما إلى ذلك من العادات اليومية.
في كثير من الأحيان، يشعر الوالد بتحدٍ كبيرٍ عندما لا يستعد الطفل للخروج في الموعد المحدد، ويأتي ردّ الفعل من الوالد أو الوالدة بالتذمر أو النقد، لأنهم يشعرون أنّ الوضع أصبح خارج نطاق السيطرة. لكن هذا ليس تصرفًا حكيمًا، فهذا يأتي برد فعل معاكس للأطفال، ويدربهم على تجاهل كلام الوالدين، لأنهم يعلمون أنّ والديهم سيُذكرونهم في المستقبل بما يجب عليهم القيام به.
مثال على ذلك، قول إحدى الأمهات لأبنائها: “أنا أوقظك قبل الساعة السابعة لأنك لا تجهز في الوقت المناسب. أنت بحاجة إلى ارتداء ملابسك حالًا. لقد أخبرتك أن تجهز ولم تفعل. لماذا لم تغسل أسنانك. أين واجبك.. إلخ”. في هذه الحالة، تتحمل الأم مسؤولية كبيرة، ولا تعطي للطفل أي إحساس بالثقة، وبالتالي يقع عبء المسؤولية كاملًا على الأم. وهذه نغمة سلبية، ويمكن صياغة الرسالة السابقة بشكلٍ أكثر فاعلية عند قول: “سنغادر إلى المدرسة خلال (30) دقيقة، إذا لم تُكمل أغراضك، فالأمر لك، تستطيع إخبار معلمك بالأمر”.
كثير ما يُلاحظ أنّ الطفل لا يتعاطف، وذلك لأنه يطور التعاطف ببطء، وهذا أمر طبيعي، وهذه ليست قسوة منه، لكنه يميل أكثر لأن يستمتع باللحظة. فهو لا يتعاطف مع ظروفك أو احتياجاتك، لعدم إدراكه. لذا، تجدهم يعتمدون عليك في كل شيء، فهم يثقون في وجهة نظرك. وبذلك، يأتي الدور الأكبر من المسؤولية على الآباء والأمهات، حتى إنهم يعانون من الإجهاد الشديد الناتج عن تعدد المهام، وينسون الاعتناء بأنفسهم، ويَستاءون من ذلك كثيرًا. لكن يجب أن يهدأ الأبوين جيدًا قبل التعامل مع الطفل.
إليك مثال لهذه الحالة، وفيه تقول أم لابنها: “لقد طلبت منك كثيرًا ترتيب ألعابك هذه، ألا تهتم بهذا؟ ألا تراني أقف على قدمي طوال اليوم؟” قد يبدو الطفل أنانيًّا بالنسبة لنا، ونتعاطف جميعًا مع الأم، لكن مع الأسف، يستوعب الطفل فقط الطاقة السلبية ويبدأ في رؤية نفسه على أنه شخص غير جيد. لكن يُفضل أن تُقال الجمل الآتية: “جميع الألعاب هذه تجعل البيت غير منظم، ونحن بحاجة إلى منزل منظم حتى نستطيع تلبية احتياجاتنا، ستنام هذه الألعاب في المرآب اليوم، وتستطيع استعادتها غدًا”. في المثال السابق، ينقل الوالد مشاعره للطفل دون غضب أو لوم. ويوفر للطفل فرصة بالمحاولة غدًا.
جميعنا نرغب في احترام الآخرين، وأفضل وسيلة للقيام بذلك عن طريق الانتباه لتصرفاتنا وتفاعلاتنا. هذا بدوره يساعد الطفل على تعلم الاحترام والتعاطف، كما يعلمهم مهارات الاتصال الفعّال. في كثير من الأحيان، يجد الآباء صعوبة في الاستماع للأطفال. لأنهم يعتقدون بأنّ ما الاستماع للأطفال هذا بمثابة تضييع للوقت. ويمكن التعامل مع هذا كما في المثال التالي، وهو قول أم لابنها: “من الصعب الاستماع إليك الآن لأنني مشغولة بالطهي، سأنتهي بعد عشر دقائق”. لكن مع ذلك، يُفضل تخصيص وقت واضح للتواصل مع الطفل.
مثال غير فعّال على تعامل الأب والأم السلبي بشأن عدم الاستماع، رد أحد الوالدين على طفل يقول إنه سدّد هدفًا: “هذا لطيف يا عزيزي، اذهب الآن” وأثناء قول هذه الجملة تجد قائلها لا ينظر للطفل. وبالتالي يقلّ حماسه، ويشعر بأنّ الأشياء التي يهتم هو بها، لا يهتم بها أحد والديه، وبالتالي يشعر بالإحباط الشديد. وكان الصواب أن يقول الآباء العبارة الآتية: ” لقد سددت هدفًا! هذا رائع للغاية، أنا فخور بك”.
add تابِعني remove_red_eye 15,156
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
إليك أبرز الأخطاء التي يرتكبها الأب و الأم في الحوار مع الطفل
link https://ziid.net/?p=79354