شهر رمضان… التركيز وإدارة الوقت والحد من العادات السلبية
بداية العادة تشبه خَيْطًا غير مرئي، لكن في كل مرة نكرره نقوي الخيط، ونضيفه إلى باقي الخيوط إلى أن يصبح حَبْلًا متينًا كبيرًا
add تابِعني remove_red_eye 2,745
التركيز وإدارة الوقت من أحد المواضيع والمهارات المستمرة معنا بشكل دائم بغرض ترشيد الموارد وزيادة فاعلية الأداء، لذا مستوى التركيز يتناسب طرديًّا مع إنتاجية الفرد، وبالطبع مع حلول الشهر الكريم ومرور أول أيام الشهر المعظم التي تتزاحم به المهام وتعدد الأولويات محتاجين نتعرف على الطريقة المثلى لإدارة الوقت حتى يرتفع مستوى التركيز لدينا، وبالتالي نستطيع السيطرة على العادات التي تفقدنا التركيز والوقت.
لسان حالنا مع بدايات الشهر الكريم، واسترجاع ذكريات السنوات الماضية والشغف لأيام الخير والبركة والعديد من الأفكار والمعتقدات التي تبحر في ذهنك وعقلك الباطن:
- لن يكون لدي القدرة الجسدية خلال نهار رمضان.
- لن أستطيع البعد عن التدخين والمنبهات.
- لن أستطيع التركيز في المذاكرة/ العمل خلال نهار رمضان.
- سأكون عصبيًّا جدًّا وانفعاليًّا منذ صباح نهار رمضان حتى وقت الإفطار.
- سأنام أطول فترة ممكنة خلال نهار رمضان وأؤدي كافة المهام المطلوبة مني بعد الإفطار.
- يوم الصيام طويل للغاية وقد أصاب بالصداع والتعب الشديد، علمًا أن السنوات السابقة كانت ذات ساعات صيام أطول!
يتصور البعض أن إدارة الوقت والتركيز خلال الشهر الكريم سوف يكون له أسلوب وطريقة مختلفة في تخطيط وتنظيم الموارد عن باقي الشهور سواء خلال النهار أو الليل، رغم أنه بطبيعة الحال أن الوقت في رمضان يختلف عن غيره من الشهور ليس في عدد الساعات ولكن في تقسيمها والعادات في ظل تغير الأوقات المسموحة للعمل بالإضافة إلى محددات الوقت الخاصة بمواعيد الإفطار، الصلوات وإقامة الشعائر بل وقلة فترات النوم والراحة… إلخ مقارنة بالأيام العادية. هنا عليك بتنظيم وقتك بشكل أكثر فاعلية حتى تؤدي مهامك أثناء أعلى تركيز لديك وقبل الدخول مرحلة الإرهاق وفقد التركيز حتى لا تؤثر على سير وجودة الأعمال.
دعنا نستعرض أهمية تنظيم وإدارة الوقت ومستوي تركيزك تأتي نتيجة زيادة الشعائر الدينية، زيادة التواصل الأسري والاجتماعي من خلال كثرة العمومات والمقابلات، تغير وقلة ساعات العمل، تغير أوقات الطعام وتغيير مواعيد النوم والاستيقاظ لذا من كثرة المهام والمحددات لا بد لك من تنظيم مواردك.
الغرض هنا ليس الهدف منه هو البعد أو محاولة تقليل الأجواء الرمضانية رُوحِيًّا أو عِبَادِيًّا ولكن الغرض ما هو إلا محاولة لترتيب المهام وإدارة الوقت واستغلال مواردك بالشكل الأمثل الذي معه تحقق الجانب الروحاني والشعائر، وَأَيْضًا تحقق مهام عملك دون تأجيل أو تسويف وسط تحقيق توازن بين روحانيات الشهر الكريم والحياة الشخصية والعملية. لكن هنا تذكرا أن إدارة الوقت سوف لا تتحقق إلا من خلال وضع خطة جيدة من خلال مهارات التخطيط وتحديد الأولويات والأهداف وبالطبع مدى التزامك بها هو المؤشر الحقيقي لجني النتائج المرجوة.
وهنا لا بد لنا من التعرف على محددات تنظيم الوقت
- مخزون الطاقة.
- الأولويات.
- الوقت المتاح.
- طبيعة المهام.
مخزون الطاقة يأتي من خلال النوم الجيد، حيث يعد أحد أكبر مسببات فقد التركيز والبعد عن الالتزام وجدولة الوقت لذا عدم الانتظام في النوم أو الاستيقاظ (مواعيد غير ثابتة) يؤدي بك إلي الهاوية والسير دون برنامج ثابت؛ نتيجة الإرهاق والإجهاد الذهني والجسدي وفقد التركيز، لذا عليك إعطاء جسدك وذهنك القدر الكافي من الراحة حتى تجدد نشاطك، وتذكر أن النوم هو بمثابة الشاحن الكهربائي لبطاريات جسدك وعقلك لذا عليك بشحن بطاريتك بمواعيد ثابتة تضمن لك الأشغال الجيد والمتوازن خلال اليوم.
التركيز وإدارة الأولويات تحتاج منك أن تقييم ذاتك ويومك وعاداتك سواء في الأيام العادية أو أيام الشهر الكريم لذا تدعني نتعرف على معوقات التركيز والتي منها.
- عادة انشغال العقل والتفكير في أمور متكدسة لديك نتيجة تزاحم المهام.
- المماطلة والتسويف نتيجة انقسام اليوم ذِهْنِيًّا لدي البعض ما بين قبل وبعد الإفطار.
- تزاحم الأولويات في العقل خُصُوصًا في ظل قلة ساعات العمل خلال يوم رمضان.
- قبول فكرة التكاسل عن شهر رمضان شهر مزدحم واستهلاكي وليس له أي مقومات إنتاج.
- الإجهاد الذهني والجسدي نتيجة الصيام مع مضاعفة المجهود وعدم قدرة البعض على تحمل البعد عن المنبهات، المياه، المأكولات.
- التصرف بسلبية مع النفس، حيث قد تتم معاقبة النفس والجسد من خلال عدم تنظيم الوجبات والمشروبات وتعويد الجسد على الصيام.
- الترويج السلبي للذات والعقل، حتى تقنع نفسك أنك سوف لا تقدر ولا تستطيع الفعل من قبل بدء الصيام وهذا الترويج يحدث سواء كنت في يوم عمل أو إجازة خلال الشهر الكريم.
لأن شهر رمضان من الأشهر التي توفر أجواء تساعدك على تغيير العادات، حتى تتخلص من السلبيات، الطباع السيئة ومشتتات تركيزك وصحتك، لذا عليك بمعرفة كيفية تغيير العادة.
خطوات تغير العادة
- تحديد السلوك الروتيني المراد تغييره.
- تحديد المكافأة التي تحصل عليها عند ممارسة السلوك الجديد.
- تحديد ما هي الإشارة التي تجعلك تبدأ ممارسة سلوك معين.
- تحديد الخطة أو الروتين المتبع لممارسة السلوك الجديد.
بداية العادة تشبه خَيْطًا غير مرئي، لكن في كل مرة نكرر فيها الفعل نقوي الخيط، ونضيفه إلى باقي الخيوط إلى أن يصبح حَبْلاً متينًا كبيرًا يشدنا قَطْعِيًّا وبلا رجعة في الفكر والعمل (أوريزون سويت ماردن).
وبالتالي عليك التخطيط والتدريب على تغيير عاداتك أو اكتساب العادة والتي تتطلب منك.
- القرار: خذ قرار تنمية العادة عن اقتناع وإرادة.
- الانضباط: الالتزام بالتدريب المستمر والدائم والمنظم على تنمية العادة دون تكاسل.
- التصميم: العزيمة والإصرار وقوة الإرادة على مقاومة التغيير والمشتتات.
إليك بعض الأفكار التنظيمية لعلها تفيدك وتضعك على بداية الطريق
- البدء في المهام الصعبة أو غير المحببة في الصباح.
- جدولة أهم الأنشطة في ساعة الذروة.
- تحجيم الأعمال الروتينية.
- جدولة الأعمال الروتينية إلى وقت الأقل نَشَاطًا.
- تخلص من كل ما ليس له ضرورة وأهمية.
تذكر أن الأعمال الروتينية تستهلك من 30 % إلى 60 % من وقتك.
أخيرًا، دعني أحذرك بأن تتذكر أن أكبر مشكلة قد تواجهك عند التخطيط وجدولة الأنشطة والمهام، هو عدم التزام وانضباط البرنامج المخطط من قبلك، كما نتمنى أن يتم هذا الشهر الكريم في استغلال الجانب الأكبر من الروحانيات والشعائر بالإضافة إلى انتهاز موفرات الوقت سواء للدراسيين أو العاملين من خلال تقليل ساعات العمل وَأَيْضًا تقسيم اليوم من خلال المحددات التي تم ذكرها سَابِقًا حتى يتحقق لك أولوياتك وأهدافك.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 2,745
خلال شهر رمضان تحتاج أن تعرف كيفية إدارة وقتك والسيطرة على العادات التي تفقدك التركيز والوقت
link https://ziid.net/?p=98512