كيف بدأ الأندومي؟
الأكلات الشعبية ليست مجرد طعام، وإنما إرث يتشاركه الجميع، ليصبح مع الزمن جسرًا يصل بين الغرباء في كل العالم
add تابِعني remove_red_eye 11,914
تحتل النودلز/الأندومي الصدارة من حيث الاستهلاك بين جموع المراهقين والشباب لكونها وجبة سريعة الطهي، لا يتخطى وقت طهيها أكثر من خمس دقائق كما أنها رخيصة ومتنوعة النكهات لتناسب جميع الأذواق.
فكيف بدأت الإندومي ولماذا أصبحنا نحبها؟
في البداية دعونا نلقي نظرة على تاريخ نشأة تلك الأكلة الشعبية، ونستكشف اختلافها عن طريق ثقافة كل إقليم التي تميز كل طبق عن الآخر.
المنشأ
نشأ النودلز في الصين تحديدًا في عهد سلالة هان الحاكمة، أي عام 202 قبل الميلاد، وظلت صناعة النودلز تنتقل من جيل إلى آخر محافظة على تقاليد الصناعة. بالتدريج انقسمت الصين في صناعة النودلز إلى مقاطع تختلف كل واحدة منهما في نوعية الصناعة. فالجزء الشمالي ينتج القمح؛ لذا استخدموا دقيق القمح في صناعة النودلز الصفراء. أما مناطق الجنوب التي كان إنتاج الأرز هو موردها، تم استخدم نشاء الأرز في صناعة النودلز البيضاء الجذابة، بالإضافة إلى أنواع نشاء أخرى كانت تستخدم في صناعة النودلز مثل نشاء الفاصوليا ولكن على نطاق ضيق.
أيضًا فصول السنة المختلفة تؤدي إلى طبخ النودلز بطرق متنوعة، فالصين بلد واسع يتميز بتعدد نكهاته وأيضًا شعبها له تفضيلاته المميزة وصارخة الاختلاف من منطقة لأخرى.. فالبعض يحبها باردة أو مالحة أو حارة وأيضًا حلوة.
النودلز المنزلية، مهنه شاقة على وشك الاندثار
صناعة النودلز المنزلية على الطريقة الأصلية تتطلب وقتًا ومجهودًا كبيرًا حتى يكتمل نضجها ويصبح مذاقها لذيذًا.. فبرغم مكوناتها البسيطة التي تنحصر في الدقيق والماء، فإنها تستغرق وقتًا طويلًا في التحضير قد يتجاوز خمسة عشر ساعة في اليوم الواحد لتحضير مثل تلك الكمية. ومع مرور الوقت وتزايد سرعة رتم الحياة في الصين لم يعد الكثيرون مهتمين بامتهان تلك الصناعة وبالتالي أصبحت في طريقها للاندثار، نظرًا لصعوبة صناعتها وسعرها المرتفع مقارنة بسعر النودلز المصنعة سريعة التحضير.
تتوقف صناعة النودلز المنزلية على جودة الجو أيضا ففي الأيام الممطرة والباردة يصعب صناعة النودلز بل يستحيل في بعض الأحيان لأنها تتطلب درجة حرارة معينة وأيضا تعرض لما يزيد عن ساعتين لأشعة الشمس الناعمة ونسائم الهواء الخفيفة لكون شعيرات النودلز رقيقة ومعرضة للكسر والفساد بسهولة.
فالنودلز المصنعة في الربيع -كما يقول أحد العاملين في المجال- تتميز بكونها ناعمة وذات مذاق فريد ورغم المجهود المبذول في صناعتها، فإنهم يشعرون بالفخر لكونهم مستمرين في مثل تلك الصناعة العتيقة. يمكنك الاطلاع على مشاهدة سحر صناعة تلك الشعيرات الرفيعة من هنا. فالنودلز لم تعد فقط طعامًا ولكنها أيضا رمز يبرز الاختلافات الثقافية بداخل الأرض الصينية ويوحدهم تحت شعار واحد وهو مشاركة طبق نودلز.
النودلز المصنعة وخطر الأمراض
منذ ما يتجاوز عشر سنوات انتشرت النودلز المصنعة في الشرق الأوسط ومعها انتشرت إشاعة عن خطر الإصابة بكثير من الأمراض ومنها الإصابة بالسرطان. إلا أن المصانع المنتجة لم توقف خطوط إنتاجها أو تحجر عليها وزارة الصحة لكونها بتلك الخطورة. فهل هي حقًّا مضرة؟
تتم صناعة النودلز المعلبة على خطوات متعددة يتضمنها القلي على درجة حرارة معينة لمدة معينة، لتكتسب شعيرات النودلز مسامسية معينة تتيح لها الفرصة للطهو سريعًا عند تعرضها للماء الساخن.
النودلز/الأندومي المصنعة عبارة عن وجبة مليئة بالنشويات ولا تحتوي على أي عناصر مغذية؛ لذا مع زيادة استهلاكها يزداد خطر الإصابة بالسمنة، وخصوصًا إذا تم استهلاكها بكميات كبيرة خلال فترة زمنية صغيرة، كما يمكنها أن تسبب التسمم إذا كانت ظروف التعبئة أو الطهي في المصنع سيئة الجودة. إلا أنه لم نجد أي ورقة بحثية تدين الأندومي بخطر الإصابة بالسرطان.
ولكونها غذاء محبب ومنتشر في الأراضي الصينية، أصبحت الشركات تبتكر نكهات جديدة لتلائم جميع الأذواق بل وتجذب المزيد من الطلاب أو العاملين في المجالات التي تتطلب ساعات عمل كثيرة، بكونها وجبة رخيصة وسريعة التحضير وأيضًا مشبعة.
النودلز أو الأندومي كما هو متعارف عليه، يعد رمز يبرز ثقافة الطعام الصينية بما تحمله من نكهات متعددة ومختلفة، فهي جزء من التراث الصيني إلا أنها الآن لم تعد منحصرة في تمثيل مجتمع واحد، وإنما أصبحت وجبة يتشاركها الجميع مهما كانت ثقافته أو دينه أو حتى توجهه الفكري وهذا هو سحر الطعام، أن يبني جسورًا بين الغرباء وبعضهم ليتشاركو إرثًا لذيذًا يمتد لمئات الآلاف من السنين.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 11,914
مقال ينهي أسطورة النودلز/ الأندومي
link https://ziid.net/?p=81876