أطباق مصرية ذات تاريخ يوناني
المطبخ المصري غني بأطباقه ، سواء كانت مصرية خالصة، أو انتقلت إليه مع الحضارات التي تعاقبت عليه، إليكم أطعمة مصرية ذات تاريخ يوناني
add تابِعني remove_red_eye 62,241
المطبخ المصري من المطابخ المتنوعة والغنية، من ناحية عدد الأطباق وأنواعها المختلفة، ومن ناحية المكونات، فالطبيعة الجغرافية في مصر جعلتها تحتوى العديد من البيئات، فهناك البيئة الريفية، مثل محافظات الدلتا، وهناك البيئة الصحراوية، وكذلك البيئة الساحلية، لا يتوقف الأمر هنا فحسب، بل تمتلك محافظات الصعيد مطبخًا عريقًا يحتفظ بأصالته ويتمتع بها، ومن الناحية التاريخية، فإن تعاقب الحضارات التي مرت وسكنت مصر وأصبح بيدها الحكم قد أثَّر في حضارتها وطبعها بطباعه، ونقل إليها كل ما يتعلق بحضارته، بما في ذلك المطبخ.
لا يتوقف الأمر عند الغزو ولكن مصر دائمًا ترحب بزائريها وشعبها يندمج مع الآخرين بسرعة مما تسبب بامتزاج غير المصريين بالبيئة، وتمرير الأطباق التي يأكلونها ليصنعها المصريون، وتصبح جزءًا من مطبخهم، مما نوَّع قائمة الطعام المصرية وجعلها تجمع الكثير من الأكلات من البيئات الأخرى بإضافة وتغيير بسيط، أو بمنحها اسمًا مصريًا فقط، أو حتى بتركها دون أي تغيير، ومن المطابخ التي تأثر بها المطبخ المصري وأخذ عنها الكثير من الأطباق التي أصبحت من أعمدة المائدة المصرية ليس في الحياة اليومية فحسب بل في الكثير من المناسبات، كان ذلك المطبخ اليوناني، وإليكم بعض الأطعمة صاحبة التاريخ اليوناني.
المسقعة
– هو الأكل دا فيه حاجة – أيوه فيه سم “فيلم موعد على العشاء”
من المشاهد التي تستدعيها ذاكرتي حينما أستمع لاسم المسقعة، هو استخدامها كوسيلة لقتل الزوج الشرير في فيلم “موعد على العشاء” وكيف تستخدم “نوال” البطلة، ما يحبه الزوج وسيلةً لقتله. فالمسقعة طبق مصري جميل، يحبه الصغار والكبار، يحتوى على البطاطس والباذنجان والصلصة، وكذلك اللحم المفروم والبشاميل، يمكن الاستغناء عن اللحم ليناسب “زنقة آخر الشهر؛ أو الأموال القليلة المتبقية من مصروف البيت، ويمكن جعلها أكله صيامي للأخوة المسيحين، بالاستغناء عن اللحم والبشاميل، لن تفقد رونقها أبدًا وستظل شهية ولذيذة وقادرة على إمتاع حاسة الشم وحاسة التذوق، تتذكر مذاقها الذي يعوضك عن يوم دراسي كئيب، أو درجة امتحان الدراسات السيئة، تذكرك بالجدات الطيبات وبراعتهن في صناعة الطعام، ودعوات الأمهات على مائدة الإفطار.
عام 1920م ودعوات قرر طاه يوناني يسمى “نيكوس تيسلمنتس” وهو يوناني ولد في القسطنطينية وتلقى تعليمه في فرنسا أن يقوم بتطهير المطبخ اليوناني من أي تأثير خارجي ولا سيما المسقعة التي يرجع وجودها للعرب عندما أدخلوا الباذنجان إلى المطبخ وهذا ما يشير إليه كتاب “الطبيخ” لمحمد بن الحسن البغدادي، وقد عثر على أول وصفة للمسقعة في كتاب تركي، لكن الطاهي نيكوس والذي يبدو أنه كان متعصبًا لمطبخ بلاده قرر إضفاء طبقة البشاميل على وجهه من أجل إضفاء الطابع الأوربي عليها، لذل يرجع شكلها الحديث إليه، وتعد جزءًا من المطبخ اليوناني، متى تم انتقالها إلى مصر، لا أحد يعرف ولكن ربما يرجع ذلك للجاليات اليونانية التي انتشرت في ربوع مصر أثناء فترة الملكية.
مكرونة الباشميل
أو المكرونة بالبشاميل، أو المكرونة بالبشاميلا تبع لنطق بعض السيدات الريفيات لها، هي طبق حديث نسبيًّا لكنه بالنسبة للريف حديث جدًا، لم يتم الالتفات إليها إلا من عشر سنوات، هي ملكة العزائم المتوجة التي تتربع على عرش المائدة في المناسبات المهمة، مثل عرس، خطبة، احتفال بنجاح وتخرج الابن، اليوم الأول في رمضان، أو الغداء الأول للزوج المنتظر، مع جملة “شوف العروسة وقفت بنفسها وعملتلك ايه”، برهان المهارة في المطبخ، والطبق الأكثر استهلاكًا للوقت والأواني في التحضير، الأسرع أكلًا، تم العبث معها قليلًا، فأصبحت النساء تستبدل المرق بدلًا من الحليب، وعن نفسي أجد الأصل هو الأفضل بالفعل.
يرجع الطبق المصري الآن، لطبق يوناني يسمى (باستيتسيو) وهو عبارة عن طبقة من معكرونة بيني مع طبقة من اللحم المفروم والصلصة والجبن والبيض، وتعرف بصورتها الحالية باسم الباستيشيو وهو مصنوع من المعكرونة مخبوزة مع اللحم المفروم والصلصة والباشميل، الطبق اليوناني الأصلي يتكون من طبقة من المعكرونة الأنبوبية، مع وجود البيض كطبقة رابطة مع اللحم المفروم وأحيانًا لحم الخنزير، مع صلصلة الطماطم والقرفة والقرنفل، أما الطبقة العلوية فهي تعتمد على الدقيق أو تتكون من الدقيق والجبن ، كما يتم رش الطبقة العليا بجبن الماعز.
لم يبدأ صنع البشاميل في صورته الحديثة باستخدام الحليب عندما بدأ الأمر لأن الناس في القرن السابع عشر افتقروا إلى تقنيات التبريد الحديثة لذا كان يحاذرون في استخدامه، لكن الملوك والأثرياء هم فقط من كانوا يتمتعون بتلك الميزة، لذلك أول من اخترع صلصة المورني وهي الأصل الفرنسي للبشاميل، هو الدوق فيليب دو مورني، والمكافئ الإيطالي لها هو صلصة بيضاء تصنع من الزبد والحليب والدقيق، وقد تم إحضارها إلى فرنسا في عام 1533م.
الكفتة
باستخدام اللحم المفروم والقليل من البهار وقطع البصل المصفاة من مياهها، يتم صنع الكفتة، ببساطة توضع في الفرن لتفوح أكثر الروائح جمالًا، ليضج المطبخ بالعبير، وتدفئ الرائحة أركان المنزل السعيد، أو تشوى باستخدام الفحم والأسياخ في جمعة أصدقاء سعيدة، أو تشتريها من المطعم المجاور لسكنك الجامعي، وبينما تقضمها بنَهم وجوع، تتذكر صنع والدتك ويأخذك الحنين للبيت، إلا أن الكفتة ليست سوى وصفة وطبق يوناني بالأصل، يسمى الطبق “كيفتيديتس” وهو طبق فاتح للشهية أو بمعنى أصح مقبلات، كرات لحم العجل المفرومة مع التوابل والبهارات، تقدم مع صلصة تزاتزيكي وخبز البيتا، أو مع طبق من الأرز البسمتي، كما تضاف في بعض الأحيان إلى صلصة الطماطم والبطاطس المهروسة، أو صلصة الطماطم والمعكرونة.
سلطة الزبادي
طبق جانبي رائع، سلطة تقدم بجوار الكفتة أو حتى الأسماك المملحة كالرنجة من أجل درء القليل من الأضرار، قد يظن الكثيرون أنه طبق مصري خالص لكن في الحقيقة هو طبق يوناني، وهو (صلصة تزاتزيكي) يتكون من الثوم والخيار والزبادي اليوناني، وعلى الرغم من سهولة المكونات فإنه من الضروري التأكد من فرم الثوم جيدًا للحصول على القوام الناعم المثالي والذي تتميز به الوصفة الأصلية، كما أن تلك الوصفة لم تنتقل من اليونان إلى مصر فقط بل حصلت على شعبية عالمية، لخفتها وسهولة تحضيرها.
السلطة اليونانية (Greek Salad)
إنها من الأطباق التي انتقلت إلينا وما زال اسمها كما هو، ومكوناتها أيضًا بلا أي تعديلات أو تغييرات، وجبة صباحية مناسبة، كما أنها وجبة سريعة صحية، تنقذك حينما تتبع نظامًا صحيَّا لا يمكنك من أكل الوجبات السريعة مع أصدقائك في المطعم، اسمها في اليونان ليس سلطة يونانية بالطبع، اسمها (هورياتيكي) وتعني سلطة القرية، أو سلطة الفلاح وهي تتكون من الخيار والطماطم والبصل والفلفل الأخضر، مع جبن الفيتا وزيت الزيتون، يمكنك الاستعانة برشة من الأريجانو.
ويخلو هذا الطبق من الخس لأن السلطة اليونانية في الأصل طبقًا صيفيًّا بينما ينمو الخس في الشتاء، فلذلك تخلو تلك السلطة من الخس، كما أنها طبق ريفي، غالبًا كان يأخذها المزارعون لتناولها أثناء النهار، لكنهم في بادئ الأمر كانوا يحتفظون بها غير مقطعة وملفوفة بقطعة خبز، وحينما يشعر بالجوع كان يأكلها مثل الشطيرة، كما أن الطماطم ليست مكونًا أساسيًّا لها منذ بادئ الأمر، لأن الطماطم لم يتم إحضارها إلا في القرن التاسع عشر.
إليك أيضًا
هل يمكن للأطباق المقلية أن تكون صحية؟ بالتأكيد!
add تابِعني remove_red_eye 62,241
إليكم أطعمة مصرية ذات تاريخ يوناني
link https://ziid.net/?p=79070