كيف أتعامل مع الفراق بعد الطلاق؟
العلاقات طويلة الأمد مثل الزواج والخطبة لفترات طويلة حينما تنتهي تشعرنا بأننا عاجزين غير قادرين على التعامل مع أنفسنا أو مع الحياة
العلاقات طويلة الأمد مثل الزواج والخطبة لفترات طويلة حينما تنتهي تشعرنا بأننا عاجزين غير قادرين على التعامل مع أنفسنا أو مع الحياة
add تابِعني remove_red_eye 65,954
حينما تتزوج أحدًا سواء طالت المدة أو قصرت، لا يكون من السهل عليك أبدًا أن تتجاوز الأمر وكأن شيئًا لم يكن، لأنكما تشاركتما في حياة كاملة، الأمر ليس قصة حب عمرها بعض الأشهر، بل هي حياة كاملة، كنتما معًا في كل خطوة، كنتما معًا في الفرح والحزن، والغضب والمرض، في السعادة والشقاء، في مشاهدة فيلم في ليلة شتوية، في جلسة في الشرفة في ليالي الصيف.
وكذلك في الخطبة وخاصة التي طالت مدتها، فأنتما قد خططتما حياتكما وَفْقًا لأفكاركما وأحلامكما المشتركة، اخترتما أسماء الأولاد، وألوان البيت، تشاركتما الحديث لساعات، تشاركتما نزهة، احتشدت المشاعر في صدوركم، كنتم تحلمون باليوم الذي ستتوج قصتكم فيه بالزواج، ولكن فجأة لأسباب قوية أو ضعيفة، أو بلا سبب تجدان أنفسكما يتخلى كل منكما عن الآخر، والأيادي التي لطالما تشابكت، تصبح هي الأيادي التي تنال من الآخر، فكيف يمكنكما أن تتخطيا ذلك وكيف يمكنكما التغلب على تلك الخيبات، ومتابعة الحياة، الحياة التي لا تستحق أن تنتهي عند فصلٍ واحد.
التعافي من العلاقات طويلة الأمد أمر صعب للغاية، الأمر أشبه بأن تستيقظ لتجد ذراعك غير موجود، تبدأ في إدراك العالم من جديد بالاستعانة بطرف واحد، وهو ما يجعل الأمر صعب، فحتى إن غاب الحب، فإن عامل التعود لا يغيب، الأشياء التي اعتدت عليها، الوقت الخالي في اليوم، الانتقال من المسكن في حالة الطلاق، أو خلو يومك من الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية التي ترد إليك منه، هذا ما تشعر به في الصباح التالي للانفصال، الفراغ التام.
– أولى الخطوات المهمة في الطلاق هي إنهاء الإجراءات بلا أي خسائر مادية فادحة للطرفين، بالطبع لا بد أن تكون هناك خسائر ولكن الأفضل أن يتم حل تلك المشكلات عن طريق التراضي، وبطرق ودية ولا يتم أخذ الأمر نحو المحاكم والقضايا وما إلى ذلك، فهي مما ستزيد الأمور تعقيدًا، كما أنها ستؤخر الخطوة التالية، والتي قد تمنع الأشخاص من الدخول في عملية التعافي بسرعة، لذلك يجب فض النزاعات وحل التسويات بسرعة، حتى تصل للخطوة الأخرى بعد ذلك.
– تسوية أمور الأطفال: من الأمور التي يجب أن يتم حلها بسرعة أيضًا عند الطلاق هي الأولاد، ما الذي يحتاجون إليه، كيف نتعامل معهم، كيف ستسير الأمور معهم، مع من سيبقون، كيف لا نعرضهم لصدمة عنيفة ونجعلهم يتقبلون فكرة طلاق الوالدين، دون أن يشعروا بأن حياتهم تزعزعت.
– إنهاء الأمر بأقل قدر من النزاعات: حتى وإن كان طرف من الأطراف سيئًا أو تسبب بألم كبير للطرف الآخر فإن الاستسلام للنزاعات لن يشعر الطرف الآخر بالسعادة، ولن يقتص من الذي تسبب له بالألم بل سيعمق ألمه، لذلك في تلك الحالات فالأفضل دائمًا أن يتم إنهاء الأمر بأقل قدر من النزاع.
“أعزائي عليكم أن تنهاروا” حينما يخبرني الأصدقاء بأنهم يشعرون بالحزن لأي سبب أول ما أطلبه منهم هو أن يتركوا لمشاعرهم المتنفس للتعبير عن نفسها، أن يحزنوا، أن يبكوا، أن يحطموا بعض الأشياء إن كان ذلك هو ما سيخرج الحزن، هو ما سينقي شعورهم، كبت المشاعر لا يجدي نفعًا أبدًا، يجب عليك أن تنهار في الكثير من الأحيان، أن تصرخ وتسأل نفسك لماذا حدث معي هذا، أن تبكي، حتى تبلل الدموع الرقعة التي تجلس فيها، خاصة إن كنت تشعر أنك لم ترد لتلك القصة أن تنتهي، خاصة لو كنت أنت من حصل على النصيب الأكبر من الألم.
العزلة صحية في الكثير من الأحيان، ولكن الانغماس فيها غير محبذ، يمكنك أن تخبر العائلة والأصدقاء ما الذي يمكن أن يساعدك فعلًا وأي كلمات هي المناسبة لدعمك، حتى لا يخطئ أحدهم وهو يظن أنه يدعمك، احتفظ بصديق مقرب يمكنك أن تخبره في أشد أوقات الحزن أنك حزين وأنك تعيس، أو تتصل به لأنك تشعر بالوحدة، أو تخبره أن يشاركك بعض الأنشطة التي كنت تفعلها مع شريك مثل الذهاب للسينما، أو التنزه قليلًا، أو حتى مشاهدة حلقه من برنامجك المفضل، لأنك حينها ستشعر أنه بالإمكان القيام بنشاطات مع أشخاص عاديين، ولا مشكلة أبدًا للبدء من جديد.
على الرغم من أن الحياة مع الأصدقاء والعائلة رائعة، لكن يجب أيضًا أن تبدأ في ممارسة حياتك الطبيعية دون اللجوء لأحد، يمكنك الاعتماد على نفسك مرة، والاستعانة بالعائلة والأصدقاء مرة، حتى تبدأ في اعتياد حياتك المنفردة.
توقف عن مراقبة الشريك السابق من خلال صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، لتتجاوز شخصًا يجب عليك أن تتجاهله، امسح الصور التي تجمعكما سويًّا المحادثات، أو على الأقل أبعدها من أمامك حتى تتعافى ولا تمثل أيّ أزمة لك، لأنه حينما يبقى أمامك لفترة طويلة لن تتمكن من تجاوزه أو التعافي مما حدث، حتى إن كانت هناك احتمالية أن تتقابلا في محل البقالة، ابحث عن واحد آخر، أما إذا كنت مضطرًا للتعامل معه فاكتفِ بعدم المتابعة، فإن انقطع رجاؤك منه قد تشعر بأنه يمضي في حياته بينما أنت واقف وهو ما سيجعل شعورك بالحزن أعمق، وأكثر سوداوية.
إن كنت تتمكن في أخذ استراحة من العمل، والسفر بعيدًا فلا تتردد أبدًا، يمكنك استعادة هدوئك من خلال عطلة سعيدة في مكان جميل، يمكنك أن تنسى ما حدث لبعض الوقت، هذا ليس هروبًا إنه استراحة يستحقها الشخص، من الممكن اختيار مكان لطالما حلمت بزيارته، ويمكنك أخذ إجازة ومشاهدة أفلامك المفضلة، أو حتى البقاء كسولًا في سريرك، والإفطار متأخرًا وإيقاف عجلة الحياة السريعة قليلًا.
لا تجبر نفسك على النسيان بالقوة، دع لمشاعرك المتنفس حتى تتعافى بنفسها، تعامل مع الجرح، لا تترفع عنه، ولا تكبته، لا تستنكر شعورك بالحنين وكذلك شعورك بالحزن، تعامل معهم جميعًا أحسن استضافتهم حتى يبرأ جرحك.
اعرف تلك الضغوطات التي تكون عليكم، وكذلك اعرف أن الفرص الجيدة لا تأتي إلا في ذلك الوقت، ولكن حينما تفعلون ذلك بسرعة لا تتركون لأنفسكم الفرصة للتعافي، مما يسبب الكثير من المشكلات أهمها أنكم حينما تتعافوا من أثر العلاقات السابقة ستجدون أنفسكم مع أشخاص لا تحبونهم، أو على الأقل لن تختارونهم لو كنت في حالتكم الطبيعية، لذلك التأني مطلوب، على الأقل حتى تحبوا أولئك القادمون بكل ما لديكم، أن يكون لديكم ما تستطيعون تقديمه لهم، لذلك لا تتعجلوا أبدًا، في بدأ علاقات جديدة، الأمر أشبه بطهي طعام في إناء لم يغسل من الطعام السابق.
add تابِعني remove_red_eye 65,954
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
دليلك للتعافي من الطلاق أو من العلاقات طويلة الأمد
link https://ziid.net/?p=79428