متي بدأ الوجود الإسلامي في الهند
كان للعرب صلات تجارية مع الهند حتى من قبل ظهور الإسلام، واستمرت هذه الصلات التجارية في صدر الإسلام أيضًا.
add تابِعني remove_red_eye 20,905
لا يخفى على أحد أن الله تعالى بعث رسوله إلى الناس كافة، وأمره أن يبلغ رسالة ربه، وقد امتثل الرسول –صلى الله عليه وسلم– لربه وأخذ يدعو الناس للدخول في دين الله، فدعا قومه في البداية، ولكنه لم يقتصر على قومه فقط لأنه أرسل للناس كافة، فبدأ بدعوة الأمم والملوك المعاصرة خارج الجزيرة العربية؛ فنجد أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– قد بعث رسائل إلى هرقل عظيم الروم، وإلى كسرى ملك الفرس، وإلى النجاشي ملك الحبشة، إلى المقوقس في مصر، وغيرهم من الملوك والأمراء، يدعوهم للدخول في الإسلام. وكان من بين الملوك الذين أرسل إليهم –صلى الله عليه وسلم– رسلًا لدعوتهم إلى الإسلام ملك ماليبار في الهند عام 7 هجريًّا.
وقد بدأت الفتوح الإسلامية بعد ذلك من أجل هذه الغاية العظيمة، وهي إبلاغ دين الله تعالى للناس كافة، في كل مكان، وكما توجه المسلمون لفتح الأندلس، وصقلية، فقد توجهوا أيضًا إلى الهند من أجل فتحها ونشر الإسلام بها، وتحرير شعبها من براثن الجهل والظلام التي كانت منتشرة في بلادهم قبل دخول الإسلام والمسلمون.
أحوال البلاد في الهند قبل وصول المسلمين
انتشرت في المجتمع الهندي العديد من الخصال السيئة، فكان المجتمع الهندي مجتمعًا طبقيًّا، ينقسم إلى أربع طبقات: كان يأتي في المرتبة الأولي رجال الدين ورجال الدولة، ثم يأتي في المرتبة الثانية رجال الحرب، أما المرتبة الثالثة فكان يحتلها التجار والمزارعين، ثم تأتي الطبقة الدنيا والتي كانت يطلق عليهم شودر، ولم يكن لهذه الطبقة أي حقوق في نظر الهنود أحط من البهائم، وإن من أقصى أمانيهم خدمة طبقة رجال الدين ورجال الدولة.
وكانت المرأة في المجتمع الهندي قبل الإسلام بمثابة الأمة، وكان زوجها يقامر عليها إذا لعب القمار، وعندما يموت زوجها كانت تحرق وتدفن مع زوجها. لذلك كانت هذه الطبقات التي تعاني من الظلم في المجتمع أول من دخلوا في الإسلام بعدما رأوا سماحة الإسلام وإن الإسلام سوف يعلي من قدرهم، ويحميهم من الظلم والاضطهاد الواقع عليهم.
الوجود الإسلامي في الهند قبل حركة الفتوحات الإسلامية
كان للعرب صلات تجارية مع الهند حتى من قبل ظهور الإسلام، واستمرت هذه الصلات التجارية في صدر الإسلام أيضًا، وقد لعب التجار المسلمون دورًا كبيرًا في نشر الإسلام في بلاد الهند، فلما رأى أهل البلاد أخلاق هؤلاء التجار المسلمين، ولما رأوا سماحة الإسلام دخل الكثير منهم في الإسلام، وقد ذهبت بعثه إسلامية إلى الهند استقرت في مدينة “كدنغلور” بقيادة مالك بن دينار، وشرف بن مالك، من أجل نشر الإسلام هناك.
بداية الفتوحات الإسلامية في بلاد الهند
1. في عهد الصحابة
نجد أن فكرة فتح الهند قد راودت الصحابة: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان –رضوان الله عليهم–، لكن ربما لم يقدر لهم أن تكون بداية فتح بلاد الهند على أيديهم، لكنهم قاموا بالتفكير في هذا الأمر، والتخطيط له؛ فأخذوا يجمعون المعلومات عن هذه البلاد وتقصي أحوالها لتمهيد عملية الفتح. وقد أمر عثمان بن عفان عامله على العراق بإرسال رجل لبلاد الهند من أجل معرفة أحوالها، فتم إرسال رجل يدعى حكيم بن جبلة العبدي، الذي قام بمهمته على أتم وجه، وعندما عاد قام بإخبار خليفة المسلمين عثمان بن عفان عن أحوال البلاد. وفي عهد على بن أبي طالب –رضي الله عنه–: خرج رجل يدعى الحارث بن مرة العبدي إلى الهند ليختبر أحوال البلاد. فعاد منتصرًا ومعه بعض الغنائم والسبي.
2. في عهد الدولة الأموية
نظرًا لحجم ومساحة شبه القارة الهندية فلم يتم فتحها مرة واحدة بل كان فتحها على عدة مراحل امتدت لسنوات طويلة، كان أولها:
- في عام 44 هجريًّا، أرسل معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنه– قائدًا يدعى المهلب بن صفرة من أجل غاية عظيمة وهي فتح بلاد الهند، وبالفعل استطاع بعد عدة مواجهات عسكرية أن يفتح بعض المناطق في الهند، فكان المهلب بن صفرة بذلك قائدَ أول فتح فعلي وحقيقي في بلاد الهند.
- أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي ابن عمه محمد بن القاسم عام 90 هجريًّا، من أجل فتح بلاد الهند، وبالفعل خرج محمد بن القاسم بجيش من العراق مكون من ستة الآلاف جندي، وعندما وصل إلى شيراز انضم إليه ستة آلاف جندي آخرين وتوجهوا جميعًا إلى بلاد السند، وظل الجيش الإسلامي بقيادة محمد بن القاسم لمدة سنتين يفتح بلاد السند المدينة بعد المدينة، إلى أن التقى الجيش الإسلامي بالجيش الهندي في معركة دامية عام92 هجريًّا، وكان النصر حليفًا للجيش الإسلامي بقيادة محمد بن القاسم الذي استمر في الفتوحات داخل بلاد السند إلى أن دانت له السند بأكملها، وقام بتأسيس أول دولة عربية إسلامية في بلاد السند. ليدخل بذلك ضمن قائمة العظماء والمؤسسين في العالم الإسلامي.
3. في عهد الدولة العباسية
قامت العديد من الفتوحات الإسلامية في بلاد الهند في عهد الدولة العباسية، كان أشهر وأهم هذه الفتوحات تلك التي قادها السلطان محمود الغزنوي –سلطان الدولة الغزنوية التي كانت واحدة من الدول المستقلة التي قامت في ظل ضعف الخلافة العباسية– حيث قاد بنفسه سبعة عشر حملة لفتح بلاد الهند، تمكن خلالها من السيطرة على بلاد الهند، وكان السلطان محمود أول قائد إسلامي يقوم بتحطيم الأصنام التي كانت موجودة في الهند، واستمر الفتح الإسلامي في الهند، وتعاقب على حكم الهند العديد من الأسر الحاكمة المسلمة كان بعضها قويًّا، وبعضها ضعيفًا، إلى أن سقطت الهند في يد الإنجليز، وبذلك تنتهي الإمبراطورية الهندية الإسلامية في بلاد الهند.
add تابِعني remove_red_eye 20,905
كيف دخل الإسلام في الهند؟ هذا المقال يخبرك
link https://ziid.net/?p=92051