جوهر الصقلي وتأسيس مدينة القاهرة
قام صلاح الدين الأيوبي بإنشاء المدارس السنية في مصر لتعمل على نشر المذهب السني كي يمحو أي مظهر شيعي للفاطميين
add تابِعني remove_red_eye 20,905
قامت الدولة الفاطمية في المغرب، في عام 296 هجريًّا، بعد القضاء على دولة الأغالبة، وكان عبيد الله المهدي هو أول خليفة للفاطميين في بلاد المغرب العربية، وعلى الرغم من أن الدولة العباسية كانت تحكم العالم الإسلامي في ذلك الوقت، فإن الضعف الذي دب في أوصال الدولة قد ساعد الفاطميين في إقامة دولة مستقلة -عن الدولة العباسية- لهم في المغرب، ولم تكن الدولة الفاطمية هي الدولة المستقلة الوحيدة التي قامت في ظل وجود الدولة العباسية، بل نجد أن عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) قد أسس الدولة الأموية في الأندلس، والتي كانت هي الأخرى من الدول التي استقلت عن الدولة العباسية.
ولما استقرت دعوة الفاطميون ودولتهم، ورغبوا في التوسع بدأوا يوجهون أنظارهم إلى بلدان المشرق الإسلامي، وكانت مصر التي تخضع لحكم الدولة الإخشيدية في لك الوقت هي أولى وجهاتهم، -فهم يعلمون جيدًا أهمية مصر الإستراتيجية بالنسبة للدولة العباسية- مستغلين بذلك ضعف الدولة الإخشيدية وتفككها. ولكن كيف دخل الفاطميون مصر؟ وما عاصمة الدولة الفاطمية في مصر؟ ومن الذي أسسها؟
الفاطميون في مصر
حاول الفاطميون بعد أن استقروا في المغرب أن ينقلوا دولة الخلافة الفاطمية إلى مصر، لأن مصر تقع في قلب العالم الإسلامي، كما أنهم كانوا يدركون جيدًا أنهم لا يستطيعون القضاء على الدولة العباسية وهم في المغرب العربي، لذلك حاولوا دخول مصر منذ عهد أول خليفة لهم وهو عبيد الله المهدي، ولكن محاولاتهم قد فشلت، لكنهم حاولوا ثانية في عهد الخليفة القائم بأمر الأمر، ففشلوا دخول مصر مرة أخرى، إلي أن استطاعوا دخول مصر في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي.
وقد وقع اختيار الخليفة المعز لدين الله الفاطمي على جوهر الصقلي -أعظم قائد في تاريخ الدولة الفاطمية-، ليتولى قيادة الجيش المتوجه لفتح مصر، والذي بلغ عدده مائة ألف واستطاع جوهر الصقلي دخول مصر عن طريق مدينة الإسكندرية التي سلمها أهلها لجوهر الصقلي دون قتال، وخرج العلماء والوزراء يطلبون من جوهر الصقلي الأمان، فوعدهم بالأمان والحرية الدينية.
فكان المصريون على المذهب السني، ودخل جوهر الصقلي مدينة الفسطاط التي كانت عاصمة مصر في ذلك الوقت، لكنه أراد أن يقيم عاصمة جديدة لاستقبال الخليفة الفاطمي المعز لدين الله عندما يأتي إلى مصر، فالخليفة الفاطمي كان يعتزم اتخاذ مصر مقر لخلافته، لتصبح مصر بذلك لأول مرة دار خلافة، بعد ان كانت مصر على مر عصورها، مجرد دار إمارة. واستمر الحكم الفاطمي في مصر من عام 969م، وحتى سقوطها.
جوهر الصقلي وتأسيس مدينة القاهرة
بعدما استقر جوهر الصقلي في مصر أراد أن يقيم عاصمة جديدة للفاطميين في مصر، فشرع في تأسيس مدينة القاهرة، ووضع حجر الأساس لهذه العاصمة الجديدة في 5 يوليو من عام 969م، وكان أول ما بناه جوهر الصقلي في العاصمة الجديد هو قصر للخلفة يتخذه مقرًّا للحكم، ثم بعد ذلك قام ببناء جامع الأزهر، وكان جوهر الصقلي يهدف ببناء الجامع الأزهر نشر المذهب الشيعي في مصر، وكانت أول صلاة تقام في الجامع الأزهر بعد الانتهاء من بنائه هي صلاة الجمعة في يوم21 يونية عام 972م.
ولم يغفل جوهر الصقلي وهو القائد المحنك أن يحصن عاصمته الجديدة، فقام جوهر الصقلي بتحصين مدينة القاهرة لحمايتها من أية هجوم محتمل من الأعداء. وقد ظل جوهر الصقلي مدة طويلة في مصر يمهد البلاد لاستقبال الخليفة الفاطمي، كما عمل على إخضاع بلاد الشام والحجاز. ولم استقرت الأحوال بعث جوهر الصقلي للخليفة يخبره بإن البلاد في استقباله، فخرج الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي من القيروان قادمًا إلى مصر، فدخلها في 9 يونية عام 973م.
كان جوهر قد أسمي العاصمة الجديدة باسم المنصورية، ولكن عندما جاء الخليفة إلي مصر غيرها أسماها، وأطلق عليها اسم القاهرة، لأنها ستقهر العالم. وكانت القاهرة في البداية لا يسكن بها سوى الخليفة، وعائلته، وحاشيته، ثم بعد ذلك وفي عهد الخليفة المستنصر بالله أصبحت مفتوحة للجميع.
نهاية الفاطميين في مصر
حدث في أواخر عهد الدولة الفاطمية الكثير من الصراعات بين قواد الدولة، وكان الضعف قد دب في الدولة الفاطمية، وكان الصليبين قد استولوا على الشام وانتزعوه من الدولة الفاطمية، حتى جاء نور الدين محمود ليقف أمام الصليبين في الشام، وفي محاولة إنقاذ نور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي لمصر قد تم إرسال صلاح الدين الأيوبي إلي مصر من قبل الخليفة العاضد، فدخل صلاح الدين الأيوبي، وقام بمواجهة القادة الفاطميين المتنازعين فيما بينهم، حتى تخلص منهم جميعًا الواحد تلو الآخر.
كما قام صلاح الدين الأيوبي بإنشاء المدارس السنية في مصر لتعمل على نشر المذهب السني، فكان صلاح الدين يحاول كل ما خلفته الدولة الفاطمية في مصر، ومع الوقت استطاع صلاح الدين بالفعل أن يتخلص من كافة مظاهر الحكم الفاطمي الشيعي في مصر، ولم يتبق له سوى أن يقطع الخطبة للخلفاء الفاطميين، ويقيمها للخلفاء العباسيين لترجع مصر مرة ثانية تحت ظلال الخلافة العباسية السنية.
وقد استطاع صلاح الدين في عام597م، أن يقيم الخطبة للخليفة العباسي المستضئ بنور بالله، فبدلًا من أن يقوم بالدعاء على المنابر للخليفة الفاطمي العاضد، دعا للخليفة العباسي المستضئ بنور الله، وعمم الخطبة له في كافة جوامع مصر، وعندما سمع الخليفة العاضد آخر خلفاء الدولة الفاطمية بذلك وكان مريضًا، ازداد مرضه فتوفي، لتنتهي بذلك الدولة الفاطمية في مصر والتي استمرت لمدة قرنين من الزمان.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,905
كل ما تريد معرفته عن سيرة الدولة الفاطمية
link https://ziid.net/?p=93126