تجربتي الشخصية في تطبيق تقنية SQ3R للقراءة السريعة
توجد العديد من التقنيات للقراءة السريعة،تعد طريقة SQ3R أول وأشهر تقنية وللقراءة السريعة لتقرأ بشكل أكثر استيعاباً وسرعة
add تابِعني remove_red_eye 77,790
أريد أن أطمئنك أولاً أنني لن أسوق لك كلاماً غير قابل للتنفيذ أو لا يمكنك أن تطبقه أكثر من مرة واحدة إلا تركته، بل أعدك أن ترى المنطق خلف ما أقوله. صدقني، أنا -مثلك- أكره تلك الطرق المثالية المرمية على الرفوف والتي لا يستطيع أحد استعمالها، إنها فقط تبدو منطقية ووجبة هنيئة للعقل فقط.
في مجال القراءة السريعة، هناك تقنيات لا تهدف فقط لجعل قراءتك أسرع بل لجعلها أكثر استيعاباً بحق.
لقد أمضيت سنوات طويلة وأنا أحاول امتلاك هذه المهارة، فمجالي وعملي يتطلب مني كمية قراءة لا بأس بها، وكذلك علوم عصرنا التي تشعبت وتضاعفت، فإن مثل هذه المهارة تجعلك تسبر كميات ممتازة بوقت قليل، ولكن السؤال الأهم: هل يوجد شيء اسمه القراءة السريعة، أما تراه وهم منسوج من عالم التنمية البشرية الذي يقوم كثيراً منها على المثاليات وأحياناً الكذب.
من هذه التقنيات: SQ3R و 3PAS و QSCP وRWAP و PQRST، سنركز اليوم على التقنية الأولى SQ3R، وهي اختصار لخمس كلمات تلخص خطوات القراءة التي يجب المرور عليها، أقدمها لك من خلال تجربتي الشخصية.
من المهم أن تقرأ مقالاتي الأخرى عن القراءة (تقنية 3PAS في القراءة السريعة – هل توجد فعلاً قراءة سريعة؟ تجربتي في 6 سنوات من البحث عن إجابة – كيف تقرأ بسرعة فعلاً؟ مهارة القراءة السريعة) لتتعرف عن المبادئ الأساسية التي تقوم عليها التقنيات، فبدونها تكون التقنيات آليات مكانيكية ستتحمس للقيام بها فترة ثم ستتركها.
1- الاستعراض Survey:
هو استعراض المحتوى الذي بين يديك: العنوان، الغلاف الأمامي والخلفي، الفهرس. وجدت ذلك نافعاً، البعض ينصح بقراءة المقدمة والخاتمة أيضاً ولكنني حقيقة لا أقرأها إلا إذا أردت التعرّف إلى أسلوب الكاتب أو خلفيته أو طريقته في عرض الكتاب، بعض المقدمات تكون مليئة بالحشو. في حين غالبًا ما أجد الخاتمة قليلة النفع، ولكن لك أن تختار.
الخطوة التالية: استعراض الصور والجداول والمخططات، أنت بهذا تتعرف على ما يقدمه الكتاب من وسائل إيضاحية وعن روحه وطريقته في إيصال فكرته، قد تكون الخطوة مفيدة، لكن عن نفسي لم أجربها كثيراً.
تُخصص لهذه الخطوة 10 دقائق. ولكنني لا أجد تحديد الوقت مفيداً حيث قد يختلف باختلاف طول المحتوى وقصره، ولكن الأهم أن تحافظ على قصره، لأنك إذا أطلته ستنسى ما استعرضته، وتخسر الهدف من الخطوة وهو إلقاء نظرة عامة.
2- السؤال Question:
وجدنا في مقالي السابق عن مبادئ القراءة أن الأخيرة تنبع من السؤال أصلًا، وعدم وجود أسئلة يعني أنك لا تعرف هدفك من القراءة.
في هذه الخطوة عليك كتابة أسئلتك المتعلقة بأهدافك عن المحتوى، ومن المفردات التي تساعدك (ماذا، متى، أين، كيف). أُضيف لخطوات التقنية تحديد الهدف كالخطوة 0 لأنها تساعد في هذه الخطوة الخاصة بالأسئلة، وهي عموماً تعتبر مبدأً وليس خطوة. تُخصص لهذه الخطوة مدة 15-20 دقيقة، وتعليقي عليها مشابه لما ورد أعلاه.
3- اقرأ Read R1:
فكرة تعديل السرعة: اقرأ واضعًا اسئلتك السابقة في الحسبان، هكذا، ستتغير سرعة قراءتك ضمن سرعتين: عالية في الفقرات والأفكار التي لا تهمك وبطيئة متأنية في الفقرات التي تُجيب عن تساؤلاتك، وهنا تجد أننا نقرأ ما يهمنا بتأن وتركيز وليس بسرعة كما قد تظن، نلجئ للقراءة السريعة عند المرور بمحتوى لا علاقة له بهدفنا. وينتج عن ذلك إنجاز أكبر وفائدة أقرب وذاك أحد مفاتيح القراءة السريعة.
هذه الفكرة لا تستوجب منك قراءة الكتاب من الغلاف للغلاف، ولا الفقرات من أول سطورها وحتى آخرها. ولا حتى من أول السطر إلى آخر السطر، كثيرًا ما أتخطى فقرات كاملة بمجرد قراءة أول بضعة كلمات منها ومعرفة أنها لا تهمني/حشو ممل/أنها بعيدة جداً عن هدفي. تُخصص لهذه الخطوة 25-35 دقيقة بحيّث يُقسّم المحتوى بحسب جلسات القراءة، فمنطقيًا، أنت لن تجلس أكثر من ساعة متواصلة لتقرأ، بالنسبة ليّ: لا ألتزم بالحدود الزمنية كثيراً، فجلسات القراءة لدي متشعبة متغايرة.
4- استذكر Recite R2:
راجع إجابات الأسئلة بشكل متسلسل بعد حصة القراءة (الأفضل كتابتها أو تعليمها لشخصٍ آخر). ألجئ للتلخيص في ذلك، هذه طريقتي، لا يوجد كتاب لا ألخصه، أما المحتوى بشكل عام (مثل محتوى المواقع العلمية أو المقالات) قد ألخصه وقد لا أفعل يتعلق ذلك بالغاية. تُخصص لهذه الخطوة 25-35 دقيقة.
5- راجع Review R3:
للمراجعة طرق عدّة، مثل قراءة العناوين الرئيسية وبدايات الأبحاث والأسئلة والأجوبة وبعض الفقرات. بالنسبة ليّ، لا أراجع إلا بقدر حاجتي للأسئلة في عملي أو حياتي وفي حال خانتني ذاكرتي، أراجع ملخصي، وعندما يصعب علي التذكر كلياً من الملخص أعود للكتاب وأعرف موقع المعلومة من الملخص فلا أستهلك وقتاً في البحث، وأتذكرها.
في الحقيقة أقيّم جودة ملخصي من خلال عدم جعلي أعود للكتاب، والتلخيص مهارة ليست سهلة وتحتاج للتمرن. البعض يعتبر المراجعة روتيناً ضروريًا، الهدف منه أن تبقى محتفظاً بالمعلومات أطول فترة ممكنة، ولكنني لا أرى هذا منطقياً ولا أطبقه، لأن الوقت أضيّق بكثير من الحرص على إبقاء كل شيء في ذهني، أجد أحياناً أنني بحاجة لمراجعة بعض الملخصات -التي تضمّ معلومات أحتاج لاستخدامها كثيراً- بضعة مرات.
إليك روتين مراجعة أقتبسته لك من كتاب “كيف أقرأ” للدكتور طارق السويدان:
مرة بعد 15 دقيقة، وأخرى بعد 24 ساعة، وثالثة بعد أسبوع، ثم بعد شهر و أخيرًا بعد 6 أشهر.
تُخصص لهذه الخطوة 25-35 دقيقة.
6- أضيف هنا خطوة “استخدمه”:
أنت قرأت ما قرأته لتستفيد منه، أليس كذلك؟ إذًا، طبّق ما قرأته أو -على الأقل- خطط للقيام به.
في الختام
التقنيات تتفرع من أم تُدعى (الغاية)، وهي تخدم هذه الأم، بدون المبادئ التي تعلمتها عن القراءة السريعة كان من الصعب تطبيق هذا، وذكرت لك ما أطبقه وما هو نافع معي وأحاول تطبيقه في معظم الأوقات حسب الاحتياج والغاية.
وملخص الخطوات بالنسبة لي: ابحث عن محتوىً لهدفك، تصفحه واسأل ماذا تريد واقرأ فقط ما تريد ثم لخص ذلك ثم استخدمه وإن احتجت راجعه.
add تابِعني remove_red_eye 77,790
مقال يتناول تقنية SQ3R للقراءة السريعة وكيف تحقق أعلى استفادة منها
link https://ziid.net/?p=43871