كيف تقرأ بسرعة فعلاً؟ مهارة القراءة السريعة

بعد رحلة طويلة بدأت منذ 8 سنوات أتدرب فيها لامتلاك مهارة القراءة السريعة وتوسيع القراءات وإغناءها أقدم لك اليوم ما وجدته فعّالاً لجعلك تمارس مهارة القراءة السريعة، قراءة تغطي كمية ممتازة مع تحقيق الفهم والهدف والمتعة… في هذا المقال سنقدم تمهيداً يعطيك النقاط الرئيسية في ذلك.

خطوات تساعدك في القراءة بسرعة

1- حدد الهدف بوضوح

كلنا نقوم بالأعمال لأهداف نريدها، ففكرة امتلاكك للهدف ليست الصعوبة، بل إن الصعوبة في ما هية الهدف نفسه. لماذا تقرأ، ولماذا تقرأ هذا الآن؟، إذا كنت تقرأ لإنهاء الكتاب، قد تقرأ بسرعة وقد تنهي الكتاب بسرعة، ولكنك لن تستفيد منه كثيراً، فأنت تقرأ لتنهي كتاباً وتضعه ضمن الرقم القياسي الذي تحاول الوصول إليه، إذا قرأت لأنك يجب أن تقرأ وتكون مثقفاً هنا ربما لن تكون سريعاً وربما ستستفيد معرفياً ولكن قد لا تطبق كثيراً مما تقرأ.

الهدف الأفضل الذي وجدته من تجربتي هو الهدف العملي، فأنت يجب أن تفعل شيئاً بالذي تقرأه، وعندما يكون هدفك العملي قوياً ستقرأ بقوة وعمق وتصنع مشروعاً من قراءة سلسلة أو عدة كتب تختارها لتحقق لك هدفاً معيناً، مثلاً تريد برمجة تطبيق أندرويد، فأنت ستختار مجموعة كتب أو كتاب معين يعلمك المبادئ ثم ستبرمج تطبيقاً بسيطاً ثم ستفعل كذا ثم كذا… أي أنك تضع خطة تصل بك إلى غاية، والقراءة هي جزء من رحلة الإنجاز.

القراءة بالهدف القوي ستصنع استيعاباً قوياً جداً وغربلة للمقروء كبيرة تختار بها الأهم والأدعى للاستخدام في تلك المرحلة التي أنت بها وهنا سترى نفسك تقرأ بسرعة. توجد أهداف أخرى قد نقرأ لأجلها تكون أقل قوة، إلا أنها قد ترتبط بأهدافنا، وهذا يعود لحكمتنا.

2- تأكد ماذا تريد أن تعرف عن الموضوع الذي تقرأه

وهذا يقودنا إلى عنصر معروف في العديد من التقنيات المشهورة في القراءة السريعة مثل SQRRR وQSCR وغيرها وهو عنصر السؤال. (تابع مقالاتي القادمة للتعرف على بعض هذه التقنيات).

السؤال أي أن تسأل نفسك ماذا تريد من هذا الكتاب أو البحث أو الفقرة أو الذي تقرأه، وفي الحقيقة هذا بديهي الفعل جداً، من هذا الذي ليس لديه أسئلة مسبقة حول أمر ما وبحث عن كتاب أو مقال ليقرأ عنه؟!.

منذ متى يجب عليك أن تتعلم أن تضع الأسئلة؟ وأن هذا من تقنيات القراءة السريعة؟ في الحقيقة يحدث ذلك عندما تكون أهدافك من القراءة هو أن تقرأ فقط لأجل أن تقرأ أو لأجل أن تعرف أو لأجل أن تحطم أرقاماً قياسية أو لتخوض امتحاناً ما، عندها لا يبدو أن لديك أسئلة فهذا شيء ستقرؤه كله أو تدرسه كله، لذا تجد الهدف يحدد بقوة رحلتك كلها في القراءة.

إذاً حدد ماذا تريد أن تعرف الآن ولماذا، يمر الكثير على مثل هذه الجمل دون أن يطبقوا، أنت ستطبق ذلك تلقائياً عندما يكون لك هدف عام حياتي يمسك شخصياً، فمثلاً أنت تريد أن تكون مهندساً محترفاً إذاً لديك الأسئلة التي تعتقد بإجابتها ستقترب من هدفك، أهداف القراءة مجتزأة من أهدافك العامة في الحياة إن كنت تدري.

3- قم بمسح المحتوى

بعد أن حددت ماذا تريد أن تعرف، امسح محتوى الكتاب الذي بين يديك، عادة نبدأ بالفهرس، ثم داخل الأبحاث لمعرفة أي الفقرات أو الأبحاث المحتملة التي تحوي أجوبة الأسئلة التي تدور لديك. والأمر لا يقتصر على الكتب بل على أي محتوى، فالكتب هي خزينة العلوم التي تناقلها أو قالها أو بحث بها مجموعة من البشر، وإن هذا محتوى يمكن إيجاده في أماكن مختلفة ولكل مكان نوعية للمحتوى وجودة له.

4- اقرأ حتى تجد ما تبحث عنه

اقرأ ما تحتاج، اقرأ إلى أن تجد الإجابة وتفهمها بشكل ممتاز، حينها لا حاجة لإكمال الفقرة أو البحث، وأيضاً إذا وجدت أنك تعرف هذه الفقرة أو البحث فلا داع نهائياً لقراءتها، فإنه حتى لو برزت معلومة لا تعرفها إنها لا تساوي الوقت المستهلك لقراءة ذلك كله لإيجادها، وهذه القرارات المستمرة التي تأخذها وأنت تقرأ هي أصعب مهمة وهي أداتك الرئيسية في قراءة أسرع وأكثر نفعاً في نفس الوقت.

أنت عندما تتخلص من فكرة قراءة الجلدة للجلدة وفكرة اقرأ لتحطيم الأرقام وإنهاء مئة كتاب في السنة ستجد نفسك متسامحاً جداً مع ذلك.

5- استعمل المؤشر

رغم أن هذه الفكرة هي فكرة تقنية بحتة ولا علاقة لها بالمفاهيم، إلا أنها من أهم التقنيات للقراءة السريعة، حيث أن استعمال أي مؤشر سواء يدك أو قلم يساعدك في توجيه نظرك نحو المقروء دون تشتت، وهي من النصائح المشهورة في عالم القراءة التي تكاد تتعلمها في كتب القراءة السريعة ومقالاتها ودعاتها.

يصعب استخدامها في القراءة الإلكترونية، هذا ما وجدته من تجربتي، يختلف الناس في اعتمادهم على القراءة الإلكترونية أو الورقية، إلا أن معظمنا تقريباً يقرأ إلكترونياً بنسبة ما، لذا وجدت ذلك صعباً مع شاشة الجوال مثلاً.

في الختام، هذا تمهيد رئيسي نحو قراءة سريعة، إلا أن السرعة ليست كل شيء، تابع مقالاتي القادمة لتعمق أفضل في هذا المفهوم الذي غير حياتي كثيراً وأحسبه سينفعك أيضاً.