نساء ذكرهم الله تعالي في القرآن
قد ولد موسى –عليه السلام– في مصر في زمن كان الفراعنة يضطهدون بني إسرائيل اضطهادًا شديدًا
add تابِعني remove_red_eye 19,380
ذكر الله لنا في كتابه العزيز قصص كثير من النساء لنتخذ من قصصهم العبرة والعظة، لم يذكر أحد من هؤلاء النساء باسمه سوى مريم ابنه عمران، وأما بقية النساء فقد وردت الإشارة إلى قصصهم دون ذكر أسمائهم، وسوف نتحدث في هذا المقال عن خمسة نساء، ثلاث نماذج لنساء مؤمنات صالحات طائعات لأوامر الله تعالى، هم: (أم موسى، ملكة سبأ، مريم ابنه عمران)، وثلاث نماذج لنساء ضرب الله بهن مثلًا على الكفر والأعراض، وهم: (زوجة أبي لهب، امرأة نوح وامرأة لوط).
1. أم موسى
قد ولد موسى –عليه السلام– في مصر في زمن كان الفراعنة يضطهدون بني إسرائيل اضطهادًا شديدًا، وكان فرعون قد قرر على أثر رؤيا قد رآها أن يقتل كل ولد يولد لبني إسرائيل عامًا ويتركهم عامًا، وكانت ولادة موسى في العام الذي يقتل فيه الذكور، فيصور لنا القرآن تصويرًا دقيقًا موقف أم موسى وهي خائفة ترتقب المصير المنتظر لوليدها، وتنتظر لحظة دخول الجنود عليها، حتى يتصور القارئ لقصة أم موسى في القرآن أنه يشاهد المشهد أمام عينه.
ويخبرنا الله تعالى أنه أوحى إلى أم موسى أن تضع ابنها في صندوق وتقذفه في اليم، وبالفعل نفذت أم موسى أمر الله تعالي، وألقت ابنها الرضيع في النهر، وأمرت ابنتها أن تتبع أخاها، ونجد أن الابنة تشاهد الصندوق وهو يصل إلى قصر فرعون، وكيف أن أخته أخذت تراقب الموقف وهي تشاهد الجنود وهم يلتقطون موسى الرضيع من اليمّ، ثم تشاهد زوجه فرعون وهي تترجي فرعون أن يتركه لها كي تتخذه ولدًا، ولكن موسى رفض كل مرضعة كانوا يأتون بها، وكل ذلك ترتيبات الله –عز وجل–، فهو وعد أم موسى بأنه سوف يرجع إليها ابنها، فما كانت من أخت موسى إلا أن عرضت على امرأة فرعون أن تأتي لها بمرضعة تكفل موسى، ووافقت امرأة فرعون على الفور، وجاءت أم موسى إلى القصر، وأقامت هناك ترضع ابنها، بعد أن تحقق وعد الله لها بعودة ابنها إليها.
2. ملكة سبأ
الملكة بلقيس هي ملكة مملكة سبأ، ذكر الله لنا قصتها مع سيدنا سليمان –عليه السلام– في سورة النمل، حيث علمنا من خلال السورة أن هذه الملكة كانت تحكم قومها، وكانت مملكتها قوية، وكانوا يعبدون الشمس، وعندما دعاها نبي الله سليمان إلى عبادة الله أذعنت لدعوة سليمان ودخلت في دين الله تعالى، “قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”.
3. مريم ابنه عمران
ذكر الله لنا القرآن الكريم قصة سيدتنا مريم منذ أن حملت بها أمها، وأن أمها كانت تتمنى أن تنجب ولدًا ليخدم بيت الله، ولكنها أنجبت أنثى، ثم يخبرنا الله تعالى أن سيدنا زكريا قد كفل مريم وتربت عنده إلى أن كبرت، وفي يوم من الأيام أخبرها الله تعالي أنها سوف تنجب ولدًا وسوف يكون نبيًّا لبني إسرائيل، فتعجبت كيف تنجب وهي غير متزوجة، ولكن الله أخبرها أنه إذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون، وكان هذا الولد هو نبي الله عيسى الذي أرسله لبني إسرائيل.
وكانت مريم من النساء الذين ضرب الله بهم المثل في الإيمان والصلاح، “وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ”.
4. أم جميل زوجة أبي لهب
أخبرنا الله تعالي في كتابه الكريم قصة امرأة تدعى أروى بنت حرب كانت من سادات كفار قريش، وزوجة أبي لهب عم رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، وكان ابنها عتبة هو زوج أم كلثوم ابنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، كما كان ابنها الآخر عتيبة متزوجًا من رقية بنت رسول الله، فكان اثنتان من بنات رسول الله –صلى الله عليه وسلم– زوجات لاثنين من أولاد أم جميل، ولكن أم جميل بعد بعثة رسول الله –صلى الله عليه وسلم– أمرت أولادها بتطليق بنات رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، وقد تزوج عثمان بن عفان السيدة أم كلثوم والسيدة رقية، لذلك كان يعرف بذي النورين.
اشتدت عداوة أم جميل لرسول الله –صلى الله عليه وسلم–، فكانت تتعمد إيذاءه، وقد كان بيتها بجوار بيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، فأخبرنا الله بقصتها هي وزوجها في سورة المسد بشيء من الإيجاز، وأخبرنا عن العذاب الذي سيصيبهما يوم القيامة، فقال تعالي: “تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَأمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)”.
وقد ذكر الله هذه القصة في كتابه العزيز لنستخلص منها العبر، وليعلم كل إنسان أن الله تعالى ناصر رسله لا محاله، وأنه تعالى يمهل ولا يهمل، وفي سورة المسد شيء من إعجاز القرآن الكريم فقد أخبر الله تعالى نبيه عن شيء سوف يقع في الغيب وهو أن أبا لهب وزوجته سوف يموتان على الكفر، وهو ما حدث بالفعل فقد ماتا على الكفر، وحتى لم يستطع أبو لهب أو زوجته ادعاء الإيمان ليثبتوا عكس ما جاء عنهم في القرآن، وهنا يتجلى إعجاز القرآن.
5. امرأة نوح وامرأة لوط
على الرغم من أن سيدنا نوح قد ظل يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، إلا أن القليل من قومه فقط هم الذين آمنوا به وصدقوه، وهم الذين نجاهم الله مع نوح في الفلك، وأغرق الباقين، وكان من ضمن الغارقين ابن نوح، أما زوجته فقد ماتت على الكفر قبل زمن الطوفان.
وكما كذبت امرأة نوح نبي الله نوح، كذلك لم تؤمن امرأة لوط مع لوط –عليه السلام– وكانت من الهالكين وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم عن هاتين المرأتين في سورة التحريم، فقال تعالي: “ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ”.
فعلى الرغم من كونهن زوجتَين لنبيَيْن فإنهما لم يؤمنا، –ومعنى خانتاهما: أي بالكفر–، ولم يستطع نوح أو لوط أن يغنيا عنهما من الله شيئًا، فكان عاقبتهما أنهما في النار مع الكفار.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 19,380
5 قصص ملهمة من القرآن الكريم
link https://ziid.net/?p=92105