تقنية 3PAS في القراءة السريعة

توجد في مهارة القراءة السريعة مجموعة من التقنيات SQ3R و3PAS و QSCP وRWAP و PQRST، في هذا المقال سنتحدث عن تقنية 3PAS، كما يمكنك قراءة مقالي الخاص بتقنية SQ3R وتعلمها الآن. أتبع في طريقتي في القراءة خطوات SQ3R أكثر إلا أنني سأشاركك بعض تجاربي ببعض خطوات هذه التقنية وما استخدمته منها، حيث أنه بعد التجريب كأنك تصبح تخترع طريقة هي مزيج من أفكار الخطوات.

يهمني أن أنقل تجربتي لأن الكثير من هذه الأمور الخاصة بتطوير الذات يقرؤها المرء ثم لا يطبقها، وذلك لأسباب عدة منها أنه معتاد على طريقة معينة ومنها أنه لا يكون متعمقاً بالطريقة والأداة فتفشل الأمور معه.ما وجدته في رحلتي لما يزيد عن 8 سنوات في القراءة وحضور الدورات في مجالات تطوير الذات أن الكثير من الأمور التي يسوقون لها إن بحثت وراءها تجد أنها ما هي نظريات ذهنية منطقية، لم تتكسر على صخرة الواقع وتتشجذب لتصبح نسخة عملية.

تتشابه التقنيات عموماً مع اختلافات بسيطة كالترتيب وبعض التعديلات من تقسيم الخطوات أو جمعها، وبالنسبة للرموز في أسماء هذه التقنيات فإنها اختصارات لخطوات التقنية مع ترتيبها.

تقنية 3PAS لاكتساب القراءة السريعة

1- الاستعداد  P1:

في هذه الخطوة تحدد هدفك من الكتاب أو المحتوى الذي بين يديك، وفي الحقيقة أنت أصلاً لم تصل إليه إلا لأنه كان لديك هدف، حدد هذه الأهداف في خطوة الاستعداد. تقرر أيضاً في هذه الخطوة متى وأين تخطط استخدام هذه المعلومات، راجع مقالي حول المبادئ “كيف تقرأ بسرعة فعلاً؟ مهارة القراءة السريعة”.

الوقت المخصص لها: 5 دقائق

2- الاستطلاع P2:

وهو الاطلاع على الكتاب أو المحتوى وأجزائه، يتضمن ذلك قراءة الغلاف الخارجي الأمامي والخلفي، استكشاف الفهرس، الاطلاع على الرسومات والصور والخرائط، وكذلك قراءة المقدمة والخاتمة. في تجربتي أقوم بذلك إلا أنني لا أقرأ المقدمة دائماً ونادراً الخاتمة، كثيراً ما أجد فيهما حشواً، حيث لا يجيد جميع الكتاب صياغتهما أو تحقيق هدفهما.

كما لم أجرب كثيراً الانتباه للرسوميات، الأمر فقط يختلف بحسب المحتوى، إذا كان المحتوى الذي تقرأه ويوجد ضمن احتياجاتك وجود رسوم توضيحية ستهتم بذلك، أما إذا كان المقروء فكرياً قد لا يكون مهماً.

الوقت المخصص لها: 7 دقائق

3- التصفح P3:

تصفح الكتاب بفقراته وعناوينه وأبحاثه، كيف يصوغ الكاتب كتابته ويرتب أفكاره، هل الفقرات مقسمة بعناوين، أم أنه سردي كامل. هذه الخطوة لأخذ القرار حول ما قد يهمك وما قد لا يهمك، وحول كيفية قراءة المحتوى، لا أخفيك أن المحتوى السردي بدون تقسيمات صعب القراءة غالباً، لأنك لا تستطيع أن تلتقط ما قد يفيدك مما يستهلك من وقتك. أطمح يوماً أن أكتب مقترحي للكتابة بتقنية القراءة السريعة، جربت طرحها مرة ولكن أحتاج لاختبارها والمتابعة.

الوقت المخصص لها: 5-10 دقائق

4- التفحص A:

وهي خطوة قراءة الأفكار الرئيسية للمحتوى الذي بين يديك، طريقة الخطوة تكون بقراءة الفقرة الأولى من كل فصل والجملة الأولى من كل فقرة. هناك بروتوكول نظامي للتأليف يتضمن أن يكتب الكاتب بطريقة الأفكار الرئيسية، أي أن يقسم محتواه إلى أفكار وكل فكرة كبيرة يختصرها بجملة واحدة ويضعها أول الفقرة، ثم يكمل في الفقرة شرحاً عنها أما نهاية الفقرة قد تكون بمثال أو توكيد للسطر الأول، مثال على ذلك كيف صغت لك هذه الفقرة التي تقرأها الآن، أليس هذا جميلاً :) .

مع الأسف ليست كل الكتب كذلك، وأيضاً ليس كل محتوى يتبع هذه النظرية، إلا أنها تسهل كثيراً القراءة. من تجربتي، لم أقم بهذه الخطوة بكامل تفاصيلها، ولكن أطمح لتجريبها كاملة، ما استفدته منها وطبقته أن السطر الأول لكل فقرة هو مكان القرار الذي يجب أن آخذه في هل أكمل الفقرة أم لا تهمني، وساعدني ذلك كثيراً واختصر لي الكثير من الوقت.

الوقت المخصص لها: 30 دقيقة

5-الاختيار S:

في هذه الخطوة تختار ماذا تريد أن تقرأ كاملاً حسب احتياجك وهدفك، وكل الخطوات السابقة تحضير لهذه الخطوة والتي هي القراءة الفعلية. تتضمن أيضاً أن تسأل نفسك هل تمت تلبية احتياجاتك، أم لم يفلح الكتاب في ذلك، وبعدها تقوم بما تعلمته في ذلك الاحتياج.

الوقت المخصص لها: 20 دقيقة

لا أخفيك أنني لا أهتم بالزمن المخصص هذا كثيراً، فإني لا أضمن أن أجلس ساعة واحدة متواصلة للقيام بالقراءة، الأمر بالنسبة لي مرن مع محاولة تحقيق الاحتياج والسرعة والتركيز قدر الإمكان.

هذه التقنية جيدة، ما أتعبني فيها عندما جربتها كاملة أنك يجب أن تقوم بقراءة الأفكار الرئيسية لكل شيء أولاً ثم تبدأ بالقراءة الفعلية، هذا لم ينجح معي من الناحية العملية كثيراً، فغالباً عندما أجد السطر الأول للموضوع يهمني أمضي للإجابة عن أسئلتي وأقرأ مباشرة، ربما قد أجرب مرة أخرى أن أقرأ بطريقتهم هذه.

في الختام، إن تقنيات القراءة السريعة بديهية الفعل ومرتكزة بالأساس على مبادئ تهتم بعدم إضاعة الوقت والجهد، إن أنت عرفتها حلت مشكلتك ووجدت لك طرقاً وليس طريقة واحدة فقط.