أقوام تحدث عنهم القرآن “بني إسرائيل”

يعتبر بنو إسرائيل من أكثر الأقوام التي تحدث عنهم القرآن الكريم، وأسهب كثيرًا في الحديث عنهم، وعن طبيعتهم ونقضهم للعهود وتكذيبهم للرسل وقتلهم الأنبياء بغير حق، وإمهال الله تعالى لهم طويلًا ثم إنزال العذاب عليهم باستمرارهم في الطغيان والضلال.

فمَن هم بنو إسرائيل ومن هو إسرائيل؟

كلمة إسرائيل تعني: عبد الله، وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (عليهم السلام) – ويعتبر إبراهيم (عليه السلام) هو الأب المشترك لليهود والنصارى والعرب –، تزوج (إبراهيم عليه السلام) من سارة ثم لم يشأ الله أن يرزق منها بولد، فوهبت له جاريتها هاجر، ثم أنجب منها إسماعيل، ثم بشره الله بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب حفيد له.

ولد يعقوب في فلسطين، في حياة جده إبراهيم الخليل، ثم هاجر إلى حران، وهناك تزوج وأنجب اثنا عشر ولدًا، وبعد أن كبر أولاده رجع بهم ثانية إلى موطنه الأصلي وموطن أبيه وجده في فلسطين، وعاش هناك لفترة طويلة من الزمن إلى أن استدعاه ابنه يوسف –عليه السلام– ليعيش معه في مصر هو وجميع أهله، حيث كان يوسف وزيرًا هناك.

بنو إسرائيل في مصر

بعد أن فتح الله ليوسف في مصر ومكنه الملك على خزائن الأرض دعا أبويه وأخواته وهم “الأسباط” إلى مصر، ويعد الأسباط هم بداية بني إسرائيل في مصر، وعاش الأسباط  في مصر ما يقرب من ٣٤٠ سنة ويقال أنهم كانوا حوالى ٧٠ فرد، تفضل الله عليهم بعيشة هادئة في عهد أخوهم يوسف (عليه السلام )، ثم بعد عهده ،قام فراعنة مصر من بعده باستعبادهم، باعتبارهم أعوانًا للهكسوس الذين كانوا يحكمون مصر قبل مجيء الفراعنة، فبعث الله موسى نبيًّا إلى بني إسرائيل ليرفع عنهم البلاء، ويخلصهم من استعباد الفراعنة لهم ,فكان فرعون يذبح أبناء بني إسرائيل، ويستحي نساءهم، وكان بنو إسرائيل بمثابة عبيد عند فراعنة مصر.

كيف خرج بنو إسرائيل من مصر وإلى أين ذهبوا؟

بعد فترة من دعوة موسى لفرعون وملئه، وتكذيبهم إياه، اضطر موسى أن يخرج من مصر هو وقومه، فتبعهم فرعون وجنوده، من أجل أن يقضي عليهم، ولكن حدثت معجزة الله لنبيه موسى فانشق له البحر، فعبر موسى ومعه بنو إسرائيل، ولما أراد فرعون أن يتبعهم بجنوده، فأغرق الله فرعون وجنوده، ونجى الله موسى ومن معه من بني إسرائيل.

الطريق إلى فلسطين

رفض بنو إسرائيل قتال الجبابرة الذين أمرهم موسى (عليه السلام) بقتالهم من (الحيثيين والكنعانيين) حينما قالوا له (اذهب أنت وربك فقاتلا) فعاقبهم الله بالتيه في الأرض أربعين سنة، وبعد وفاة كليم الله موسى في التيه بالقرب من فلسطين، بعث الله نبيًّا جديدًا لبني إسرائيل اسمه يوشع بن نون، وقد تغير الجيل الذي كان مع موسي، وجاء جيل جديد فكان دخول الأرض المقدسة على أيدي هذا الجيل الجديد مع نبيهم يوشع بن نون. وقد ظل يوشع في فلسطين مع قومه حتى مات ودفن مات. ولكن ماذا حدث لبني إسرائيل بعد يوشع بن نون؟

بنو إسرائيل في فلسطين

كان بنو إسرائيل قومًا صالحين بعد وفاة موسى لفترة من الوقت ، كما صدر في بعض الروايات عن السدّيّ ووهب بن منبه وبعض التابعين مثل ابن عباس (رضى الله عنه)، ثم عبدو الأصنام وانحرفوا وضلوا ،فسلط الله عليهم عدوهم من العمالقة عُبّاد الأصنام وكان اسم ملكهم وقتها جالوت، وأحدث فيهم مقتلة عظيمة وأذلوهم إذلالًا كبيرًا وحينها لم تكن هناك مشكلة كبيرة حيث كان بنو إسرائيل عندهم تابوت موسى فيه سكينة ورحمة من ربهم فلم يقاتلوا أحدًا في ذلك الوقت إلا وغلبوه، فلما تمادوا في ظلمهم سُلب منهم، وصُودرت التوراة من بين أيديهم ولم يعد يحفظها إلا القليل منهم.

ثم سأل بنو إسرائيل نبيهم وقتها أن يجعل لهم ملكًا يقاتلون معه في سبيل الله، فجعل الله لهم طالوت ملكًا، وكان رجلًا صالحًا في بني إسرائيل.

بنو إسرائيل في عهد نبي الله داود –عليه السلام–

بعث الله لبني إسرائيل ملكًا وكان هذا الملك رجلًا صالحًا في بني إسرائيل يدعى طالوت لكي يقاتل معهم ضد جالوت الملك الظالم في فلسطين. كان داود (عليه السلام) جنديًّا في جيش طالوت وانتصر عليه وقام بقتل الملك الظالم، وبعد وفاة طالوت تولى داود –عليه السلام– الحكم.

بنو اسرائيل في عهد نبي الله سليمان –عليه السلام–

ومن بعده تولى ابنه سليمان –عليه السلام–. بدأ الانقسام، بعد سليمان (عليه السلام) تنازع الأمر بين رحبعام بن سليمان وكون دولة في جنوب فلسطين، ويربعام بن رباط وكون دولة في شمال فلسطين وكان يحدث بينهم بعض الفتن والنزاعات أحيانًا، وأحيانًا بعض التعاون والتوافق.

عهد المسيح والرومان

سيطر الرومان على فلسطين وبعث الله عيسى (عليه السلام)، ثم بعد أن رفع الله عيسى –عليه السلام– قام اليهود بثورات عديدة وكان في وقت الملك الروماني تيتوس، فقام بتهجرهم من البيت المقدس (عام٧٠م) ومن يومها تشتت اليهود في الأرض إلى بداية القرن العشرين.

إليك أيضًا

• تسعة من الأنبياء عاشوا في أرض فلسطين
• العبرانيون   متى وكيف سكنوا أرض فلسطين؟
• الكنعانيون.. أول من سكن أرض فلسطين