ثلاثة أفلامٍ من السينما الإيرانية تحملك في رحلة مليئة بالمشاعر المختلطة
السينما الإيرانية واحدة من أجود أنواع الفنون في العالم، والتي تظهر صورة إيران الحقيقية بعيدًا عن بروباجندا الإعلام والسياسة
add تابِعني remove_red_eye 21,255
تعد الأفلام الإيرانية واحدةً من أهم الإنتاجات السينمائية في العالم، حيث تشاركُ هذه الأخيرة كل عامٍ بعددٍ جيدٍ من الأفلام في ترشيحات الجوائز العالمية كالأوسكار وغيرها. ورغم القوانين التي تضعها السلطة الإيرانية لصناعِ السينما إلا أنها استطاعت أن تقدم أعمالًا مهمة، يظهر فيها المجتمع الإيراني بمشاكله وتطلعاته.
في هذا المقال نُقدم لم ثلاثة أعمالٍ من السينما الإيرانية، فاز واحدٌ منها بالأوسكار.
1. انفصال (separation)
الفيلم من سيناريو وإخراج الإيراني أصغر فرهادي، ويعد من أشهر المخرجين الإيرانيين، له عدة أعمالٍ إيرانية وأخرى مختلطة الجنسيات. أنتج عام 2011 ونال أوسكار أفضل فيلمٍ باللغة الأجنبية، كما ترشح لأوسكار أفضل سيناريو أصلي، بالإضافة إلى نيله 30 جائزة.
يشبهُ الفيلم مشهدًا مقتبسًا من عائلة، لا بداية فعلية له ولا نهاية. بجلوس الزوجين أمام القاضي كافتتاحية، دون معرفةِ إذا تم انفصالهما حقًّا أو لا. في حكاية مليئة بمشاعرِ الأمومة، الأبوة والبنوة. يقدم لنا فرهادي قصة نادر وزوجته ياسمين، حيث تريد ياسمين تركَ إيران والتوجه لأوروبا لتحسين الوضع المعيشي، بينما يرفض نادر. نادر الذي يعاني والدهُ المسن الزهايمر ويخوض معه رحلة رعايةٍ بالموازاةِ مع الشقاق الذي حدث بينه وبين زوجته وغادرت المنزل.
الفيلم الذي يمنح نظرة واسعة إلى الرحلة الخاصة لنادر مع والدهِ، بمشاهد أليمةٍ وأخرى بالغة في الحنان والاهتمام، يبكي المخرج فيه وفريق العمل بينما يصورون الأب المسن بينما يحممه ولده في أحد مقاطع الفيديو خلف الكواليس. تتقاطع حياة نادر مع الخادمة المستقدمة لرعاية الوالدِ، فيعرض قصتها هي الأخرى التي لا تقل معاناةً عن سيدها.
إن الفيلم يصور الظروف الاقتصادية للأفراد، الذين تجعلهم بعضا لخدمةِ بعض، تتشابك مشاكلهم ومعاناتهم، كما تعرض السلطة الدينية الممارسة في المجتمع.
2. صه .. الفتيات لا يصرخن
عملٌ جريء، يخوض واحدًا من المواضيع الطابو، التي يتستر عنها المجتمع رغمَ وجودها وبكثرة. يبدأ الفيلم من النهاية، عروسٌ مخضبة بدماءِ المجني عليه، لتبدأ رحلة كشفِ الحقيقة، أو كشفِ المتستر عنه منذ أكثر من عشرين عامًا. القصة التي تحفظها شيرين بعيدًا عن الجميع، وبعيدًا عن نفسها أحيانًا كثيرةً. عدد المراتِ التي تعرضت فيها للاغتصاب من طرفِ السائق المكلفِ بتوصيلها وإرجاعها من المدرسة، وإحضار المستلزمات الدراسية لها. لم تكن وحدها شيرين الضحية، بل 20 طفلةً أخرى اعترفَ فيها المغتصب بعد القبض عليهِ.
حقائق مؤلمة، تنكشف من شيرين لمحاميتها، مشاهد الفلاش باك التي تعود بها كاميرا المخرج بوران دورخشنده إلى طفولتها، وانشغال والديها بالعمل عنها، وماذا أنجر عن كل هذا الإهمال. ينكشف في العملِ سبب جريمة القتل، أو سبب الانتقام والحماية التي وفرتهم لطفلةٍ، ربما رأت فيها البطلة “شيرين الصغيرة” وهي تستمع للجملة التي تهز حياتها: “صه .. الفتيات لا يصرخن”.
3. عن إيللي About Elly
يبدو العمل غامضًا، ربما هذا ما أراده أصغر فرهادي وهو يحملُ الكاميرا نحو الطفل الذي يواجه الغرقَ، لتختفي بعدها “إيللي” التي كانت تحمل طائرةً ورقية على نفس الشاطئ. في رحلةً لعائلات إلى البحر، تعزم أحد أمهات تلاميذ المعلمة إيللي لتقدمها للشاب أحمد الذي عاد من ألمانيا بعد أن انفصل عن زوجته. الرحلة الهادئة والمرحة التي تجمع العائلات والأطفال تتحول إلى رحلةِ البحث عن إيللي، ليس البحث الفيزيائي فقط بل أيضًا: من هي إيللي؟.
يذهب العمل إلى الكشف عن خلف الحيوات، حيوات الأبطال وإيللي، وكيفية التعامل مع الأحداث والمواقف، حيث يقول في ذلك أحد أبطاله: “أن نتأقلم قليلًا، خير من أن نندم على حياتنا”.
حاز الفيلم على جائزة أفضل مخرجٍ من مهرجان برلين، أيضًا أفضل فيلم في المسابقة الدولية لمهرجان تراربييكا وجوائز من مهرجاناتٍ آسيوية أخرى.
بالنسبة لي، لم تكن الأفلام الإيرانية التي شاهدتها مجردَ قصصٍ وحكاياتٍ قد تشبه حكايات الإنسان بشكلٍ عامٍ في أي مكانٍ من العالم. لقد قدمت لي السينما الإيرانية من خلال العديد من الأفلام (البائع، الماضي) مثلا. صورةً وتكوينا عن الفردِ الإيراني داخل مجتمعه وخارجه، صورةً عن الشوارعِ، البيوت، وحتى الهندام المميز للنساء والذي يختلف حسب الطبقة الاجتماعية كما ظهر في فيلم الانفصال في لبس الخادمة والسيدة ياسمين. تقدم هذه الأفلام صورةً عن إيران ومواطنيها، قوانينها أيضًا وكل ما هو متعلق بالعرف والحكم، في العائلة الصغيرة والدولة ككل، وأيضًا على شكلِ الحياة تحت هذا العرف والقوانين والسلطة الدينية.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 21,255
هل سبق وأن تعرفت على السينما الإيرانية، هذهِ ثلاثة أفلامٍ إيرانية.
link https://ziid.net/?p=86432