خمس إستراتيجيات لتصميم محتوى التعليم الإلكتروني – ج١

في ما يلي أحد أكبر المشكلات التي نواجهها كمصممين لمحتوى التعليم الإلكتروني: فبدون قلق التفاعل المباشر مع جمهورنا، كيف يمكننا أن نجعل جمهورنا محفزًا كفاية ليس فقط لإكمال المقررات التي نطورها، ولكن في الواقع ليستمتعوا بتعلم المهارات والمعرفة التي وضعناها أمامهم؟

في هذه المقالة، نقدم نظرة عن قرب على بعض طرق التحفيز الناجحة التي ساعدت المصممين التعليميين على تحسين تجربة التعلم لسنوات عديدة. ويمكنك دمجها في مقررات التعليم الإلكتروني.

الإستراتيجية الأولى: تعلم أساسيات الدافعية

قبل أن أبدأ مناقشة الأساليب العملية التي يمكنك استخدامها لزيادة دافعية المتعلم، إليك ما أخبرنا به الخبراء حول هذا الموضوع خلال العقدين الماضيين. يجب أن يتضمن أي مناقشة جادة حول دوافع المتعلم على الأقل نظرة سريعة على نموذج ARCS. والذي نُشر في الأصل في عام 1987 من قبل عالم النفس جون كيلر، ARCS هو اختصار يحدد أربعة عناصر أساسية للدافعية:

الانتباه

إذا لم تستطع جذب انتباه المتعلمين والحفاظ عليه، فلن يكون لديك أي بصيص أمل في تحفيزهم، ناهيك عن تعليمهم أي شيء. ومع التعلم الإلكتروني، يجب علينا استخدام الحيل مثل الرسوم المتحركة، المحفزات العاطفية، ورواية القصص للحفاظ على اهتمام المتعلم.

الملاءمة

هناك أيضًا أمل ضئيل في النجاح إذا كان المتعلمون لا يعرفون سبب أهمية تعلم المعلومات الواردة في مقررات التعليم الإلكتروني. وكما هو الحال بالنسبة للتعلم التقليدي (وجهًا لوجه) فمن الأفضل أن نوضح أولاً سبب أهمية معرفة هذه المعلومات ولأن وظيفتك تتطلب ذلك لا يتم احتسابها.

الثقة

إذا كان المتعلمون لا يشعرون أنهم قادرون على تحقيق أهداف التعلم، فإن مستويات دافعيتهم ستنخفض. وللمساعدة في اكتساب ثقة المتعلمين، دائمًا ما يُفضّل الإشارة إلى الفترة الزمنية التي سيستغرقها في إكمال الجلسة.

الرضا

يشعر المتعلمون بقدرٍ أكبر من الحماس عندما يتوقعون بعض المكافأة على جهودهم. قد تكون هذه شهادة بسيطة أو تمييزًا لفظيًا، أو قد تتضمن خطوات على طول الطريق إلى الزيادة أو الترقية.

وبجانب نموذج ARCS، حدد علماء النفس أيضًا نوعين من الحافز، على أساس العلاقة وهي الدوافع الذاتية التي تنشأ من التأثيرات داخل المتعلم (مثل المتعة أو الأخلاق) والدوافع الخارجية والتي تأتي من التأثيرات خارج المتعلم (مثل المكافآت النقدية، والترقيات، والعقاب، والدرجات، والثناء، وما إلى ذلك). ومن بين الدافعَين، تكون الدوافع الذاتية أكثر إثارةً للاهتمام بشكلٍ عام لمصمم التعليم الإلكتروني، لأن المصممين غالبًا لا يتحكمون بالعوامل الخارجية التي تحفز جمهورهم، باستثناء الكلمة العرضية من المديح أو درجة النجاح.

وكذلك تشير الأبحاث (Malone and Lepper, 1987) إلى أن الدافع الذاتي أكثر نجاحًا في تعزيز السلوك المطلوب من الدوافع الخارجية. وببساطة، فإن الدافع الداخلي هو ما يجعل الناس يفعلون الأشياء التي عادةً ما يقومون بها بأنفسهم، سواءً قمت بإجبارهم على الحوافز الخارجية أم لا.

إذن كيف يمكنك الاستفادة من الدوافع الجوهرية لجمهورك عند تصميم التعليم الإلكتروني؟ كيف يمكنك إنشاء البرامج التعليمية التي سيستمتع بها جمهورك، وترغبهم في العودة إليها وتجربتها مرارًا وتكرارًا؟

الإستراتيجية الثانية: البنية الفكرية

إن ﻗﺴﻢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ اﻟﻤﻨﻈﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ هﻮ أكثر تحفيزًا؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺎﻟﺞ الثقة ﻓﻲ ﻧﻤﻮذج ARCS. وسيشعر جمهورك بمزيد من الثقة بشأن إكمال جلسة التعلم إذا تمكنوا من تصور البنية العامة للقطع. وببساطة، إذا تمكنوا من رؤية المكان الذي سيذهب إليه، فسيكون لديهم دافع أكبر للتوجه في هذا الاتجاه.

وترتبط ثقة المتعلمين بمدة الجلسات التي يُنشئها مصمم التعليم. ويوضح بحث (Hartley and Davies, 1978) أنه في المتوسط سيكون المتعلمون قادرين على إيلاء اهتمام وثيق للمحتوى لمدة تتراوح من 9 إلى 10 دقائق في كل مرة. هذا يعني أن كل جزء من محتوى التعليم الإلكتروني يجب أن لا يستغرق أكثر من 10 دقائق. فهل هذا يعني أنك يجب أن تكون مختصرًا ويلتزم بالضروريات؟ وإذا كان موضوعك يتطلب المزيد، فقم بتجميعه في جلساتٍ متعددة تتراوح مدتها بين تسع وعشر دقائق، وإنشاء مواد مطبوعة قابلة للنسخ (ملفات PDF) للحصول على مرجع أكثر تفصيلاً، إذا لزم الأمر.

وهناك العديد من أنواع الهياكل المختلفة التي يمكنك استخدامها لبناء مناهج التعليم الإلكتروني. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

• الانتقال من عامٍ إلى محدد.
• الانتقال من المفاهيم المجردة إلى أمثلة ملموسة.
• هل لديك مقدمة ومضمون وخاتمة.

لكن الأهم من نوع البنية التي تستخدمها هو أن يكون لديك هيكل. يمكن أن تكوّن مجموعة عشوائية من الحقائق مملة للغاية، ولكن مستويات الفائدة تزيد بسرعة بمجرد وضعها في بنية منطقية ومتماسكة.