كن حَذِرًا من التضليل: بالمعلومة المنقوصة وتوهم المرجعية
عليك أن تتأكد من المرجعية بوعي، حتى كلامي هذا تأكد منه وناقش صحته وتأكد من مصداقيته
add تابِعني remove_red_eye 38,075
ماذا تعرف عن التضليل؟ عن البعض سماع هذه الكلمة تظهر معه صور ذهنية سيئة لشخص سيئ مضلل لمن حوله، وتخيل صور تعبر عن الخداع، ولكن الحقيقة أننا جميعًا نتعرض للتضليل دون أن نشعر، وعلى الرغم من درجات ذكائنا المختلفة، قد يحدث هذا عند نقل أو استقبال معلومة منقوصة دون علم، وعند الاعتماد على مرجعية وهمية نستند عليها في التأكد من مدى مصداقية معلومة ما، وهذا ما سوف تعرف عنه أكثر الآن.
التضليل بمعلومة منقوصة
المعلومة المنقوصة ببساطة معلومة لا تقدم الهدف الذي وجدت من أجله، بسبب حذف تم فيها، سواء حذف باقي المعلومة أو سياقها وزمنها وغيره من الطرق التي تجعل المعلومة ضارة أكثر من نفعها.
للتوضيح سوف أذكر مثالًا: إذا قررت أم أن تطور طريقة تربية أبناءها، فقررت مناقشة صديقتها من الأمهات عن فكرة حضور ورش تدريبية عن طريق التربية الإيجابية، ووجدت صديقتها تقول إنها حضرت ورشة بالفعل، وتعلمت قواعد عن التربية، ومن ضمن القواعد التي تعلمتها أنه ممنوع منعًا باتًّا ضرب الأبناء عند الخطأ لأن هذا ضار لنفسيتهم، شعرت الأم بالحيرة وتساءلت ماذا أفعل بدلًا عن ذلك؟! ولم تحصل عن إجابة، فقررت أن تنفذ تلك النصيحة، وكلما أخطأ أطفالها تكظم غيظها، وعندما تقرر عقابهم وضربهم تتذكر النصيحة ولا تعرف كيف تتصرف! فتصمت.
مع الوقت ظهرت مشكلة أن أبناءها لم يصبحوا أطفالًا مهذبين، فشعرت بالذنب ولم تكن تعرف أين المشكلة؟ في رأيك هل تعرضت هذا الأم للتضليل؟ وكيف حدث ؟ الإجابة: نعم، هذه الأم تعرضت لمعلومة منقوصة، تتناقلها الكثيرات من الأمهات المهتمين بالتربية، والمتخصصون الواعون فقط يؤكدون على عدم تناقل معلومات منقوصة، فضررها أكبر من نفعها.
ففي الموقف السابق حدث التضليل غير المتعمد عندما نقلت صديقة الأم معلومة لم تكن متأكدة من كماليتها، ولم تخبرها أنها نسيت شيئًا ما فتوجه الأم للبحث أكثر أو أنها نسيت ولكنها قدمت المعلومة بكل ثقة، فضللت صديقتها وتسببت في ضرر كبير غير مقصود ولكن لا يمنع أنها مسؤولية عن صحة نقل المعلومة وكذلك الأم مسؤولة عن التأكد من صحة المعلومة التي نفذتها دون وعي كافٍ.
مسؤولية الكلمة
هنا تكون المسؤولية مشتركة وهي مسؤولية الكلمة، ولتكون مسؤول عن شيء يجب عليك أن تعرف عنه كثر، الحقيقة أن كل كلمة تنفذ للنفس أثرها كبير في الوعي وفي النفس وفي أدوارنا، لذلك تأكد عندما تستقبل معلومة أو تنقلها أنها صحيحة.
تأكد من المصداقية عندما تستقبل معلومة
عندما تستقبل معلومة هامة سوف يترتب علبها قرار تنفذه سواء داخلك عليك فعل التالي: التأكد من مرجعية المتحدث، والسؤال عن مصدر المعلومة وما مدى صحتها، هل معلومة محايدة أم متحيزة لأهواء الذي يحدثك أم الذي نقل عنه، أو تعرضت المعلومة للنقصان أو التشويه والتغير حتى ولم يكن متعمدًا كما ظهر في المثال السابق.
ربما يدور بذهنك مثلما دار بذهني حينما عرفت هذا، سألت كيف سوف أتأكد من كل تلك المعلومات؟ هذا غير واقعي، الحل أن تبتعد عن المثالية وتجتهد في سعيك للتأكد، كما يمكنك تسهيل المهمة على نفسك وتجد بنفسك شخص تطمأن لمرجعيته الصحيحة في كل مجال يهمك، مثلما حدث في المثال السابق كان دور الأم أن تراجع المعلومة وتتأكد من مدى صحتها عند متخصص أمين، سواء بالقراءة أو مشاهدة مقاطع مصورة أو حضور ورشة تربوية وتسأل بنفسها عن البديل أن الضرب.
وفي المواقف الحياتية عندما يخبرك أحد خبرًا ما يهمك أو كلام قيل عنك أو يبلغه أحد لك، عليك أن تتأكد قدر المستطاع من صحة ما وصلك، ولا تظن أن هذا تشكيك في الآخر فمع افتراض حسن النية وعدم تضليلك عن عمد، عندما لفهمك أن عند استقبال وإرسال المعلومة تتشوه بقدر ما، حسب تركيز المستقبل وقدرة المرسل على تبليغ كل ما يعنيه، وقوة الذاكرة.
تأكد من عدم توهم المرجعية
إن مع تواصلنا عبر السوشيال ميديا نتعرض لكم محتوى مكتوب ومسموع ضخم لا تعلم ما مدى مصداقيته، لذلك أريدك أن تفتح عينك ولا تغرك شهرة أحد لتطمئن لمصداقيته، فالشهرة ليست دليل سوى على القدرة على الانتشار والوصول للجمهور المستهدف على نطاق واسع، لذلك ضع أمام عينك ليس كل محتوى يقدمه شخص مشهور يقدم لك، يستند على مرجعيه وأسس علمية أكاديمية، لذلك تأكد وأسأل بحرص.
توهم المرجعية؛ يعني أن تعتمد على ثقتك في شخص بناء على أسباب بعيدة عن معايير التقييم مثل: الشهرة أو المنصب أو الوظيفة، وعدد سنين الخبرة ليست كافي معيار، ﻷن الخبرة تتقرر بجودة النتائج ومدى تطوره والتدريب المستمر، ليتضح الأمر: يوجد طاهٍ يطهو يوميًّا لمدة 30 عام هل هذا يجعله خبرة في الطبخ بقوة ويقدر المنافسة مع الطهاة ويربح؟ بالطبع لا.
وبل بالعكس قد يكون طاهيًا سيئًا، وكان كل يوم يكرر طهي نفس المقادير دون تطوير، لذلك تأكد من مصدر مرجعيتك، الأمر يحتاج لتركيز وفهم لأساس المعايير في المجال الذي تتواجد فيه، وفهم أنه لا يوجد شخص لا يخطئ مهما كان تخصصه، لأن بطبيعة الأمر يوجد معايير للفشل والنجاح داخل كل مجال ويتدرج العاملين في المجال وفق درجة التزامهم بها، مثلما تجد داخل التخصص الطبي طبيب أفضل من الآخر.
في النهاية.. أعيد: عليك أن تتأكد من المرجعية بوعي، حتى كلامي هذا تأكد منه وناقش صحته وتأكد من مصداقيته، فلقد تعلمته عن رحلة من التعلم في الحياة وبالتدريب مع الكوتش أحمد حسين، حيث تعلمت معنى المعايير والبحث عن المرجعية الذي صار وسيلة للتقدم خطوات أثبت وأرسى معتمدة على بناء الوعي حول أي خطوة أريد التقدم فيها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 38,075
كيف يحدث التضليل وكيف يمكنك تجنبه؟؟ التفاصيل في هذا المقال
link https://ziid.net/?p=95064