رحلة إلى مملكة البلاغة (مراجعة رواية أوبال)
عندما تصبح كوابيسك حقيقة، عندما تعيش ما لم تصدقه. اعلم أنك في مملكة البلاغة! رواية أوبال للدكتورة حنان لاشين
add تابِعني remove_red_eye 13,162
رواية “أوبال” ثاني جزء لرواية “ايكادولي” . والتي صدرت سنة (2018م) للكاتبة الدكتورة المبدعة “حنان محمود لاشين” أو كما تُلقّب بـ “أم البنين”.
تحكي الرواية عن ” حبيبة”، التي يأتي عليها الدور لتذهب إلى “مملكة البلاغة” وذلك نظرًا لأن نفس الأشياء التي حدثت مع أخيها “أنس” تحدث معها.
بداية من كوابيس وظهور الرمز الغريب والكتاب الذي يختارها، وصولًا إلى النسر الذي يأخذها إلى “مملكة البلاغة”، لتقوم بمهمة ما والتي تمثلت هنا في مساعدة وإنقاذ مملكة البلاغة على التحرر من “ساحرات أوبالس” اللاتي سيطرن على كل شيء في المملكة، مما أدى بها إلى حافة الانهيار والسقوط .
أما في الجانب الآخر تحكي قصة “يوسف” الذي وجد نفسه في المملكة بشكل غير مسبوق أو مفهوم بالرغم من أنه ليس محاربًا و لا يحمل كتابًا، ويتم إيداعه في سجن قلعة “الديغور”، ولكي يسترد حريته مرة أخرى عليه أن ينفذ بعض الأمور التي هو في حد ذاته لا يعرف عنها شيئًا، لكنه يجد نفسه متورطًا في وسط الأحداث بشكل أو بآخر ويدرك أن الخطر ليس متمثلًا فقط في “ساحرات أوبالس” فيا ترى كيف ستتقاطع طرقات أبطال القصة وهل يستمر كل شخص منهم في الدفاع عن مبادئه والوصول إلى مبتغاه؟
لماذا أعجبتني رواية أوبال؟
على الرغم من أن رواية “أوبال” هي الجزء الثاني لرواية “إيكادولي” فهي مستقلة عنها في الأحداث و الشخصيات حيث تشتركان فقط في محور الرواية أو قصتها الأساسية و هي الذهاب إلى “مملكة البلاغة” والدفاع عن الكتاب وكتابته.
أحببت رواية “أوبال” كثيرًا، تميزت عن رواية “إيكادولي” في حبكة الأحداث وتعقيدها و سرعتها و كذا قوة اللغة والأسلوب ووجود التعبيرات المؤثرة.
هي رواية فنتازية وممتعة بامتياز أو بالأحرى ركائز الرواية فنتازية. أبدعت الكاتبة في خلق فجوة زمنية للقارئ ينتقل فيها بعقله وقلبه بين شخصيات الرواية وأحداثها. وتميزت هذه المرة بقوة اللغة والأسلوب وكذا خيال الكاتبة الذي لا ينضب.
لذلك أجد أن هذا العدد من سلسلة مملكة البلاغة تفوّق على سابقه بمراحل، فالعشوائية في السرد لم تعد حاضرة في هذا العمل، بل ورغم أن أحداثه كثيرة وقصصه متشعبة فإن الكاتبة استطاعت أن تداخل بينها بطريقة ذكية لا تشتت القارئ ولا تفقده تركيزه، مما يعرب عن مجهود جبار في التحضير وإطلاق العنان للخيال. من جهة أخرى، ما زلت أتحفظ على “إقحام” الدين في هذه السلسلة، وإن كان الأمر ليس مبالَغًا فيه مثل ما حدث في إيكادولي.
أحببت كثيرًا تشبيه الكاتبة للحياة التي نعيشها بدروب متشعبة، حيث قالت:
“الحياة دروب، بعضها نختاره بأنفسنا، وبعضها يُفرض علينا، درب فيه نسعد، ودرب فيه نشقى، ودرب فيه نذنب، ودرب فيه نتوب، ودرب فيه نموت لنبدأ الرحلة في درب أخير نولد فيه من جديد”، لنصل إلى حقيقة أن “الحياة حرب مع أنفسنا، ومع الدروب التي نسلكها، وأحيانًا مع الحمقى الذين نحبهم”.
جسدت الألم بصورة عظيمة، وجعلتنا نعيشه مع “يوسف، عبيدة، موراي، ميسان وهيدرانجيا”. ومع كل هذا الألم علمتنا أن من ألطاف الله بنا أنه يبتلينا بابتلاء صغير لننشغل به عن وجع ابتلاء آخر أكبر منه، فننشغل بهذا عن ذاك. وربما لا ندرك هذا إلا بعد وقت طويل، أو لا ندركها أبدًا.
جعلتنا الكاتبة نسير في دروب غير دروب “أوبال” وإنما هي دروب الحياة. تعلمك الثبات على المبادئ والاستعفاف في الحب، وكذا تعلمك أن كل درب تسلكه يستحيل أن يكون ممتلئا بالعناء إذا لم تكن وجهته عظيمة. فعظيمة هي دروبنا وعظيمة هي وجهاتنا.
للمزيد من المراجعات
add تابِعني remove_red_eye 13,162
مراجعة وقراءة في رواية أوبال للدكتورة حنان لاشين
link https://ziid.net/?p=64079