كيف تجذب انتباه الطلاب مفرطي الحركة؟

هل سبق أن دخلت إلى فصلك ووجدت طالبًا أو اثنين أو حتى أكثر من ذلك، لا يكفون عن اللعب والتحرك، يضايقون زملاؤهم أو يضايقونك أنت، ربما لا يضايقون أحدًا ولكنهم ينشغلون بالكثير من الأشياء، ربما يلعبون بكراساتهم، أو أقلامهم بينما أنت تشرح الدرس، لا يمكنهم الانتباه لوقت طويل، يريدون المرح واللعب، يشتكي ذَوُوهم من أنهم لا يتمكنون من الجلوس ولو لثلاث دقائق من أجل كتابة واجباتهم، أو حتى المذاكرة، مهما توعدهم الأهل بالعقوبة، أو حتى قاموا بتحفيزهم بالهدايا، لا شيء يجدي معه، هل فكرت أن هؤلاء الطلاب لا يقصدون إثارة المتاعب، إنما هي طبيعتهم فحسب، إنهم لا يتمكنون من الجلوس بهدوء لأنهم أطفال حركيون أو بالاسم العلمي مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

هؤلاء الأطفال لا يحتاجون منك سوى أن تتفهم طبيعتهم فقط، لا أن تعاقبهم، لأن حالتهم تلك ليست بأيديهم كما أنه لا يمكنهم السيطرة على الأمر، ولكن إذا حصلوا منك على الاهتمام الكافي، ستصبح تجربة التعلم تلك ممتعة وملهمة، لأن أولئك الطلاب يتميزون بذكائهم، كما أنهم مرحون ويمكن الاعتماد عليهم، فقط إذا قمت بالتجديد من نفسك، ومن طريقة تعاملك معهم، وإليك أهم الطرق التي قد تساعدك على التعامل معهم.

علمهم كيفية الاسترخاء

إن الاسترخاء لا يقتصر على تمارين اليوجا فحسب، جرب أن تدربهم على تمارين التنفس، يمكنك تعلمها من خلال اليوتيوب أو حتى التطبيقات الهاتفية المختصة بذلك الأمر، إن تمارين التنفس قادرة على جعل الأطفال يسترخون، كذلك اليوجا أو التأمل لدى الأطفال الأكبر عمرًا، فإن اليوجا والتأمل تساعد الإنسان على اليقظة، أي التركيز على اللحظة الحالية، بدلًا من التفكير فيما مضى أو ما سيأتي، مما يعني أن العقل سينحّي المشتتات جانبًا.

تشجيع التعلم العملي

الطلاب مفرطو الحركة يمكنهم التعلم بشكل أفضل إذا كانوا مشاركين في العملية التعليمية، نَحِّ التلقين جانبًا، فقط أشركهم في العملية التعليمية، في الاعمار الصغيرة يمكنك استخدام التدريس بأسلوب تمثيلي، مثل أن يأخذ هذا الطفل دور الفتحة أو الضمة، أو حتى تمثيل العناصر الكيميائية في الجدول الدوري، الأغنيات هنا تلعب دورًا هامًّا، وكما أن أفضل طرق تعلم اللغة العربية -من وجهة نظري- النظم (أي الشعر) فإن الغناء لا غنى عنه للأطفال، سيمكنك من تعليمهم، أفضل سيجذب الإيقاع آذانهم، وسينتبهون لكل ما تقوله، كذلك التعلم عن طريق القصص والحكايات، أو حتى استخدام الرسوم التوضيحية والألوان، كلها طرق تساعدك على الوصول معهم لأفضل النتائج.

أما الكبار يمكنكم حينها تبادل الأدوار وتركهم يقومون بدور المعلم الذي يشارك في شرح الحصة، مما يعطيهم دفعة كبرى للتعلم، لأنهم يشاركون حينها بالفعل.

اسمح لهم بالتحرك

قد يتنافى ذلك مع قواعد ضبط الصف، ولكن دَعْ أولئك الأطفال يتحركون، لا تدعهم محبوسين في مقاعدهم، وهذا يعود بنا للنقطة السابقة، وهي إشراكهم في العملية التعليمية، وكذلك التعلم العملي، لن يهتم الطفل بالتلقين، أصلًا حتى الأطفال الهادئون سيملون من التلقين، لذلك اعتمد أساليب تعليمية جديدة تعتمد على حركتهم.

ساعدهم أن يكونوا مفيدين

هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى التحرك باستمرار، إلى أنشطة يفعلونها طوال الوقت، لذلك شجّع طلابك على فعل المزيد من الأنشطة مثلًا أسند إليهم تنظيف الفصل، قسّمهم إلى مجموعات لفعل ذلك وساعدهم، تلك المهمات الصغيرة تجعل هؤلاء الطلاب يشعرون بالمسئولية، كما أنها تحرق الطاقة الزائدة وتصرفها في مجال نافع.

شجعهم بطرق مختلفة

مثلما تقوم بتغيير طريقتك في التدريس، كذلك لا تجعل طريقتك في المكافاة واحدة، نوّع في أساليب التشجيع ما بين الهدايا العينية، وما بين شهادات التقدير، وكلمات الثناء والمدح والتقدير.

نصائح يمكنها مساعدتك أيضًا

•  اقرأ عن عن فرط الحركة ونقص الانتباه، حاول أن تتعمق أكثر حتى تشعر بما يعانيه الطفل، كذلك لا يتوقف الأمر عند ذلك بل حاول التعرف على المشكلات التي قد تصيب طلابك وتجعلهم عاجزين عن التحصيل مثل الآخرين.
•  كون صداقة مع الوالدين بحيث يمكنك التعرف أكثر على الطفل وتحديد نقاط القوة والضعف لدى الطفل، يمكن أيضًا أن توجههم إلى ما يفيد الطفل، ووضع خطة مناسبة من أجل أن يتمكن الطالب من مذاكرة فروضه المدرسية.
•  حاول دائمًا أن تخلق مساحة من التواصل مع طلابك، اجعلهم يثقون بك، وحاول الاقتراب منهم، وإن لم تتمكن من ذلك اجعل هذا الدور مناصفة مع الأخصائي الاجتماعي في المدرسة.
•  اتفق مع الطالب على إشارة معينة تفعلها لتذكره بالانتباه، على سبيل المثال حينما يلتقط قلمًا ليرسم به وأنت في منتصف الحصة قم بلمس أذنك ليتذكر أن يبقى معك على تواصل.
•  تجنب انتقاد الطفل أمام الآخرين، حتى لا يصاب بالإحباط والخيبة، من الأفضل أن تتم مناقشة نقاط القصور بينكما دون معرفة أحد أخر، ولكن حينما يتم إحراز التقدم احرص على إخبار والديه، أو حتى المدير، دائمًا امدح الطلاب الذين يحرزون تقدمًا أمام الآخرين، دون الانتقاص من غيرهم.
•  لا تعتمد على شكل واحد من أشكال الواجب المدرسي، بل حاول التغيير قدر الإمكان، وكذلك حاول تقسيم مادتك إلى مقاطع قصيرة من الجرعات المكثفة، في الفصل يمكنك تقسيم الحصة الدراسية كذلك، وإعطاء راحة لمدة دقيقة بين شرح الأجزاء المختلفة من الدرس، هو الأمر الذي سيحميهم من المَلَل.
•  وفِّر الفرصة لهم لعرض مهاراتهم ومواهبهم، ولا تكن معلمًا لا يعطي فرصًا متساوية للجميع، بل شجع طلابك على عرض مواهبهم.
•  اطلب من جميع الطلاب الوقوف، أو التمدد أو أي نشاط حركي يمكنهم القيام به، لكن لا تجعلهم طوال الحصة محكومون بنمط واحد من الجلوس على المقاعد لا غير.
• إذا وجدت طالبًا لا ينتبه إلا ما تقوله وجّه إليه سؤالًا ليس بغرض إحراجه، لكن بغرض أن تلفت انتباهه إليك، على سبيل المثال (إذا قلنا ما الضمة يا أحمد مثلًا) حينها سينتبه فتكمل أنت شرحك وكأن شيئًا لم يكن، فإنما جاء السؤال هنا من أجل لفت انتباه الطالب لك فحسب.
•  أعط لهم التوجيهات في عبارات موجزة وبسيطة، لا تستخدم الجمل الطويلة التي قد تصيبهم بالتشتت وكذلك لا تستخدم أبدًا الأسئلة المركبة، حاول دائمًا أن تخاطبهم بلغة سهلة الفهم.
• تحرك أثناء الشرح بين صفوف المقاعد من أجل أن تجذب انتباه الطلاب إليك، كذلك قم بالتنويع في نبرة صوتك، فإن ذلك سيجذب انتباههم نحوك بشكل كبير.
•  أوكل إليهم بعض المهمات البسيطة، مثل مسح السبورة، أو بعض المهام خارج الفصل، لأنهم يحتاجون للتنقل ويملون من المكوث فترات طويلة.
• أعد ترتيب المقاعد واجعلهم دائمًا في مواجهتك، أو في أقرب نقطة لك، حتى لا يغيبوا عن الأنظار، فإن ذلك سيساعدهم على الانتباه أكثر لما تقوله.
•  من الممكن أن تساعده على إدارة قلقه مثل الضغط على كرة مطاطية أو إسفنجية من أجل أن تمتص توتره، يمكنه أيضًا أن يخبرك إذا أراد الوقوف قليلًا ثم معاودة الجلوس من جديد.
• كن مرنًا، قدر أن كل ما يمر به الطالب ليس بيديه لذلك لا تشعره أن عبء أو أن ما يطلبه منك يضايقك.

إليك أيضًا:

• 10 أساليب تدمر علاقتك بطفلك المصاب بـ فرط الحركة وتشتت الانتباه
• ٧ ألعاب تساعد طفلك على الهدوء إن كان يعاني من فرط الحركة
• التعامل بإيجابية مع الأطفال ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه