10 أساليب تدمر علاقتك بطفلك المصاب بـ “فرط الحركة وتشتت الانتباه”  

تشتت الانتباه وفرط الحركة والاندفاعية سلوك قد يظهر في طفلك أو في طفل تعلمه، وهذا ما حدث معي أثناء عملي كمعلمة أطفال في نادٍ أسبوعي. بدايةً لم تكن لدي أي معلومات سوى أنه نشاط حركي زائد غير هادف، ولا يتناسب مع الموقف أو المهمة وممكن يسبب ازعاجًا للآخرين فقط هذا ما كنت أعرفه ولكن وجود حالة استدعت مني أن أفهم أكثر وأقرأ وأسمع وأحضر دورات تركز على العلاج والحلول.

أحيانًا قد تعرف مسبقًا بأن الطفل من ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من خلال والدته وقد تكون أنت من يكتشف هذا من خلال سلوكه علمًا بأن التشخيص لا يكون إلا من أهل الاختصاص. ولكن لا مانع من معرفة الأعراض فهي مهمة لكل من يعمل في مجال الطفولة حتى يستطيع التعامل مع الطفل في حال وجد تطابق الأعراض أو تم إخباره بأنه مصاب.

كيف تعرف إذا كان الطفل مصابًا بفرط الحركة وتشتت الانتباه؟

هناك أعراض مثل: شرود الذهن، صعوبة التفكير، وصعوبة في تنظيم أو أداء المهام، صعوبة البقاء على مهمة، عدم القدرة على اتباع التعليمات، تجده غالبًا يفرط في الحديث، ويجد صعوبة في اللعب أو الاشتراك في أنشطة أوقات الفراغ، عدم القدرة على المتابعة والتركيز على المهمات والمثيرات المرتبطة بالموقف أو المغالاة في الانتباه بمثيرات مرتبطة بالموقف. أيضًا سلوكيات تتمثل بالإهمال والنسيان عند أداء الأنشطة اليومية، وفقدان الممتلكات في أغلب الأحيان.

كذلك عدم قدرة الطفل على الجلوس ساكنًا أو اللعب بهدوء والانتقال من نشاط إلى آخر والانشغال بنشاطات متعددة. وفي الاندفاعية نجد لدى الطفل الاستجابة دون تفكير مسبق، يجد صعوبة في انتظار دوره، لا يفكر بالبدائل المتاحة قبل أن يتخذ قراره، سهولة الضجر والملل والتعرض للإحباط، تبدل المزاج، فوضى سلوكية، كثرة مقاطعته للآخرين أو يتدخل في شؤونهم، غالبًا يقول الإجابة قبل استكمال السؤال. كذلك لديه اضطرابات الكلام من قصور في اللغة التعبيرية وعدم ربط الحديث أو تكوين جملة ناقصة أيضًا معاناة من اضطرابات في النطق واللغة.

سلبيات وإيجابيات فرط الحركة وتشتت الانتباه

السلبيات

تأخر في نمو المهارات، ومقاومة في التدريب وكان هذا أكثر شيء كنت ألاحظه لأن النادي كان يعتمد على التدريب، أيضًا من السلبيات مشكلات في إدارة السلوك للمصاب، ضعف في العلاقات الاجتماعية من أسباب الإزعاج الذي سببه للآخرين. أيضًا الاندفاعية ومزاج متقلب بصورة واضحة وفي دراسته الأكاديمية يكون لديه قصور في مدى ونوعية التحصيل الأكاديمي ويعوق تعليمه، فهو ليس لديه القدرة على إنهاء واجباته المدرسية.

الإيجابيات

الخصائص الإيجابية لدى ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تجد الطفل عفويًّا، ومبدعًا ومبتكرًا، ويستفسر، ومثابر ومغامر، كريم، مخلص ووفي، حدسي، لديه شعور إنساني جيد، يمكن الوثوق به، متسامح، نشيط بلا شك.. لذلك الحل هو في تعزيز هذه الصفات وتحويل هذا الطفل إلى منتج وسعيد ومثابر.

10 ممارسات سلبية عند التعامل مع فرِط الحركة

هناك أساليب لا تجدي نفعًا وتدمر العلاقة بينك وبين الطفل المصاب منها:

1- كثرة النصح

تسبب فجوة بين الآباء والأبناء “وكثرة المواعظ توغر القلوب” كما أن لها تأثيرًا سلبيًّا في العلاقة بينك وبين الطفل.

2- التهديد

سواء كان هذا التهديد ماديّ بالضرب والحرمان والعقاب وغيره، أو معنويًّا مثل الابتزاز العاطفي وقولك: (إذا لم تفعل ما طلبته منك لا أحبك) وهكذا.

3- إعطاء الأوامر من غير معرفة الغرض من الأمر

الطفل هُنا يشعر بالإهانة ولكن حين تبرر له سبب الأمر سيعرف الطفل أيضًا القيم التي سيتصرف بناء عليها بعد ذلك.

4- الجدال

الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب تكون لديه سمة الجدال فتجده يجادل كثيرًا لذلك انتبه من عدم الحدة في هذه المجادلات حتى لا تتدمر العلاقة بينك وبين الطفل المصاب.

5- إصدار الأحكام

على المربي أن يبتعد عن إصدار الأحكام على الطفل مثل قولك: “أنت غبي، أنت غير مؤدب… وغيرها”.

6- اللوم

كثرة اللوم يسبب الحساسية ونفورًا في العلاقات بشكل عام وفي حال الطفل المصاب أكثر.

7- النقد السلبي

التركيز على السلبيات والأخطاء دون النظر على الإيجابيات والأمور الصحيحة التي يقوم بها الطفل، والتي من الأولى التركيز عليها.

8- التحقيق

كثرة سؤال الطفل بغرض أن يعترف بالخطأ الذي قام بها وكأن المربي تحول إلى محقق.

9- المقارنة

وهي سلاح ذو حدين فهناك المقارنة السلبية التي تؤثر تأثيرًا سيئا على شخصية الطفل.

10- الصراخ

يعتبر الصراخ من أكثر الممارسات السلبية ويقع فيها الكثير خاصةً في حال وجود فوضى في الفصل الدراسي أو البيت بالنسبة للوالدين، كما أن الصراخ يحطم معنويات الطفل وينشأ رابطًا سلبيًّا بينه وبين الصراخ.

الانتباه من الوقوع في هذه الأساليب ستحسن العلاقة بينك وبين الطفل المصاب.

أساليب تحسن العلاقة مع ذوي اضطراب فرط الحركة

1- إثارة انتباه الطفل عند الحديث معه أو طلب شيء منه

لأن الطفل المصاب لا ينتبه لذلك نعمل على إثارة انتباه الطفل فعلى سبيل المثال: إذا كنت أريد منه كتابة التمرين ابدأ بالطلب بصوت واضح وبأسلوب جاد وبدون أي انفعالات أو مشاعر إيجابية أو سلبية وبدون أي تعابير للوجه “لو سمحت اكتب التمرين” بعد أن تطلب وتلح في الطلب لأنه وارد جدًّا بأنه لا يستجيب تكرر الطلب بنفس الأسلوب إلى أن تكون الاستجابة من الطفل وقام بما طلبته، بعد ذلك تكون ردة فعلك مدحه والثناء عليه بقولك “أعجبتني الطريقة التي كتبت بها التمرين حين طلبت منك أن تكتب التمرين” بحيث يتعلم الأسلوب الجاد في التعامل لأن الطفل المصاب بهذا الاضطراب ليس لديه جدية في التعامل.

2- وضع بعض القوانين لضبط سلوكيات الطفل

في القانون يتعرف الطفل المصاب على ما ينبغي فعله وما ينبغي تركه، وهذه الممارسة لا تقوم بفعلها إلا بعد التوقف عن الممارسات السلبية المذكورة واستخدام الأسلوب السابق وظهر للمربي استجابة الطفل المصاب مع قلة حدة انفعالاته حينها تبدأ بسن القوانين بحيث يتم ضبط سلوك الطفل المصاب فمثلًا سلوك مقاطعة الآخرين أثناء الحديث وضع له قانون يقول: “انتظر دورك في الحديث ولا تقاطع” وعلى المربي فقط تذكير الطفل بالقانون عند مخالفته، الطفل الطبيعي عادةً بسهولة يكتسب هذه السلوكيات ولكن في حال الطفل المصاب بهذا الاضطراب يجد صعوبة في تطبيق هذه السلوكيات ويحتاج إلى تدريب لفترة.

وفي النهاية فهم حالة ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والعمل على مساعدتهم من خلال الممارسات والأساليب المناسبة يجعل لديك المقدرة والصبر على هذا الإزعاج، وفهم بأن الطفل لا يتعمد هذا فتصبح أكثر رفق ولطف معه.

إليك أيضًا

• 7 أخطاء نرتكبها -دون قصد- عند تعاملنا مع الأطفال
• مخاوف الأطفال على حسب المرحلة العمرية
• كيفية التعامل مع الطفل الموهوب بطريقة تساعده في تنمية مواهبه