المحتوى المضلل: ما هو وكيف تتجنبه؟

خلال ذروة أزمة فيروس كورونا انتشرت معلومات كثيرة ومحتوى كبير عن الفيروس، لكن أغلبية هذه المعلومات لم تكن دقيقة أو صادقة من الأساس، هذا النوع يسمى بـ(المحتوى المضلل) انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وأشهرهم “فيس بوك وتويتر”. تم نشر هذا في الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق مجموعة تسمى “أفاز” وهى مجموعة توعوية غير هادفة للربح، قالت في التقرير: إن نحو (3,8) مليار مشاهدة على الفيس بوك كانت لمحتوى مضلل عن الفيروس خلال الأزمة، وأن عدد النقرات التي تحصل عليها الصفحات التي تروج للمحتوى المضلل أضعاف الصفحات الأخرى وبشكل عام فإنه تقريبًا (42%) من المعلومات التي تم نشرها عن فيروس كورونا على صفحات التواصل الاجتماعي كانت مضللة على حسب منظمة اليونيسكو. بالطبع هذا كان له أثر سلبى جدًّا في مواجهة الأزمة. في هذا المقال سنتعرف على المحتوى المضلل وأنواعه وكيفية تجنبه كأفراد.

ما المحتوى المضلل؟

أعتقد أن الجميع بشكل ما يعرفون المعنى العام فهو تقديم معلومة، خبر كاذب أو ناقص أو تم التلاعب به. من الممكن أن يكون المحتوى الذى تقرؤه بالكامل كاذب أو يتم دس خبر أو معلومة كاذبة وسط المعلومات الصحيحة. في الغالب الأخبار الكاذبة تنتشر بسرعه لذلك يلجأ البعض لها.
للمحتوى المضلل (6) أنواع رئيسية وهناك أنواع أخرى لكنها تخرج من تحت عباءة أحد الـ (6) الرئيسين، وأنا على يقين أنك قابلت أحدهم في يوم ما؛ لأن الإنترنت وخاصة السوشيال ميديا فهي مليئة بهم. دعنا نتعرف على أنواع المحتوى المضلل.

محتوى تهكمي

منذ سنوات تم نشر مقال في أحد المجلات المصرية المعروفة تتحدث صاحبته عن فتوى عجيبة. الفتوى من موقع على الإنترنت أسمه موقع الشيخة أم أنس والفتوى تقول أن المرأة التي تجلس على الكرسي فهي بذلك تمارس الزنا. الموقع غير موجود حاليًا لأنه لم يكن موقع جدي منذ البداية، لقد كان موقع هزليًّا ينشر فتاوى وأخبار دينية ملفقة وتهكمية ساخرة لغرض خبيث في نفوس أصحابه لكن المغزى هنا هو أن المحتوى التهكمي هو محتوى ملفق بالكامل، هو محتوى ساخر من قضية أو مقولة أو شخصية. أيًّا كان لكن لا يمكن تصديقه للمبالغة التي تكون غالبة عليه لكن يبدو أن البعض يصدقه وينشره أيضا.

حاليًا قد تجد أحدهم على مواقع التواصل ينشر صورة لأديب ما ومكتوب على الصورة جملة منسوبة لهذا الأديب. الجملة هزيلة جدًّا وساخرة بشكل مبالغ فيه ويصعب تصديق أنها اقتباس للأديب بل هي أقرب للجمل التي يتم وضعها على عربات النقل في مصر ورغم هذا تجد البعض ينشرها ويتداولها على أنها للأديب.

مصدر كاذب

هذا النوع منتشر حاليًا على الانترنت. يتم نشر معلومة ما وصاحب المنشور يكتب أن هذا نقلًا عن مصدر كذا وكذا وهنا نواجه أحد الاحتمالين؛ إما أن المصدر الذى تم الاستناد إليه هو مصدر موجود بالفعل لكنه لفق المعلومة بالكامل أو أن المعلومة ملفقة من مجهول وتم نسبتها إلى مصدر مشهور لا يعلم عنها شيئًا. هناك احتمال ثالث وهو أنه المعلومة ملفقة من مجهول ويتم نسبتها لمصدر مجهول.

القصة السابقة عن الصحفية التي نقلت هذه الفتوى الغريبة من مصدر موقع الشيخة أم أنس ينطبق عليها أيضًا هذا النوع من المحتوى المضلل لأنه بسهولة (في ذلك الوقت) كان يمكن الدخول للموقع ومشاهدة محتوياته ومعرفة نوع المصدر الذى أنقل عنه. لكن ماذا لو أعرف أن هذا محتوى كاذب وبالرغم من هذا نشرته أو شاركته؟ ماذا يسمى هذا النوع من المحتوى؟ الإجابة في النقطة التالية

محتوى ملفق

المحتوى الملفق كما هو واضح من عنوانه هو محتوى كاذب من البداية للنهاية مثل المحتوى التهكمي، لكن المحتوى التهكمي يسهل تمييزه وفى الغالب لا يكون له غرض إلا السخرية لكن المحتوى الملفق يكون له غرض واضح عند كاتبه في أغلب الأحيان، وفى أحيان أخرى يكون فقط لجذب الانتباه وجذب الزيارات كما حدث في أزمة كورونا. (العلماء ينصحون بهذه الوصفة لتبعد عنك الكورونا) للأسف تنخدع رغم أنك عارف أن هذا خداع لكنك تدخل لمعرفة الوصفة. هذا السر أكبر من مقاومته فتكتشف أنه محتوى كاذب عن كلام لعلماء مجهولين لا نعرف من هم ينصحون بأن تشرب الليمون.

ترابط خاطئ

(الفنانة سعدية الأسعد تعترف بخيانة زوجها) أنت غير مهتم بسعدية ولا بزوجها ولا بالزواج من الأساس لكنك تدخل على الرابط لقراءة الخبر مثلك مثل الملايين لتكتشف أن هذا دورها في فيلم جديد. تقريبًا أغلب المجلات والصفحات الفنية تستخدم هذا النوع من المحتوى المضلل حتى إنك قد تستغرب إذا دخلت لقراءة مقال ووجدت العنوان يعبر عن المحتوى فعلًا.

(شاهد قبل الحذف سقوط فستان الفنانة اللبنانية لمار) هذا أشهر عنوان لمثل هذا النوع من المحتوى المضلل. لقد كتب هذا العنوان على كل ممثلات العالم العربي تقريبًا حتى إنك تظن أن دور الممثلات الوحيد هو سقوط فستانهم أمام الكاميرات. بالطبع لا يوجد هذا، هذا محتوى مضلل يحتوى نوعين من التضليل وهما المحتوى الملفق والترابط الخاطئ

( كيف تلاعبت أمريكا بالعالم…..أمريكا تعترف بتصنيع فيروس كورونا) تدخل على الخبر فضولًا منك لمعرفة الاعتراف لكنك تكتشف أن هذا مجرد رأي شخصي لشخص اسمه وحيد الخميس (مجرد مثال) وأنه يدعي أنه دكتور في مجال ما ولا يوجد أي اعتراف لأى أمريكي إلا أن وحيد الخميس هذا يدعي أن معه الجنسية الأمريكية والمحرر يرى أن هذا كاف ليدعي أن هذا اعتراف من أمريكا. كما استنتجت الترابط الخاطئ هو وضع عنوان مثير غالبًا لا يعبر بأي حال من الأحوال عن محتويات المقال، بالطبع هذا لجلب زيارات للموقع.

سياق خاطئ

كل ما سبق يسهل معرفة أنه محتوى مضلل بالقليل من البحث عن المصدر أو قراءة المعلومة وتحليلها لكن هذا النوع “السياق الخاطئ” والنوع التالي كشفه أصعب من الأنواع السابقة وهذا لأنه يتم استخدام معلومة أو خبر أو محتوى صادق تمامًا في سياق خاطئ تمامًا، وهذا للتأثير على الجمهور. غالبًا يتم استخدام معلومة صحيحة في غير موضعها لتأييد رأي شخصي. هنا لا يجب فقط البحث عن إذا كانت المعلومة صادقة أو لا أو ما هو مصدرها فقط، فمثلا كثير من السياق الخاطئ يتم استخدام آيات من القرآن أو الأحاديث النبوية فيه، هنا لا يجب البحث عن ما إذا كان هذا الحديث صحيح أو لا فقط لكن يجب قراءة تفسير العلماء له وأسباب وقوعه.

محتوى تم التلاعب به

هو مثل السياق الخاطئ يتم استخدام معلومات أو أخبار صحيحه لكن بعد التلاعب بها فتكون (90%) من المعلومة صحيحًا لكن ما يريده من تلاعب بهذا المحتوى أن تصدق الـ (10%) التي لفّقها وأقحمها في الموضوع. هو هنا يستغل أن أغلب المجتمع العربي لا يبحث بشكل تفصيلي عن المعلومة وإذا بحث عنها سوف يجد أن أغلبها صحيح وبالتالي يصدقها. في رأيي الشخصي هذا أصعب نوع من أنواع المحتوى المضلل التي تستطيع الكشف عنها، هذا إذا كان المحتوى مقاليًّا لكن إذا كان صورة أو فيديو فيسهل الكشف عنهم.

كيف تتجنب المحتوى المضلل؟

من فضلك لا تقم بنشر شيء أنت غير متأكد من صحته. هذه أهم خطوة،  خطورة السوشيال ميديا في كمّ المعلومات المغلوطة التي ينشرها الكل (شير) فقط لأن عنوانها يجذبك أو لأن محتواها مؤيد لآرائك. إذا كان هناك مصدر للكلام اقرأه. ولا تقم بتصديق الكلام فقط؛ لأن صاحب المحتوى عرض مصدرًا أنت لم تدخل عليه من الأساس. في أوقات كثيره سوف تتفاجأ أن المصدر يقول كلامًا مختلفًا عن ما يعرضه الكاتب وهنا من الممكن أن يكون المحتوى مضللًا من نوعية سياق خاطئ. بشكل عام حاول أن تأخذ أخبارك من مصادر قليلة تثق فيها، تابع فقط الصفحات التي تهتم بالبحث عن الحقيقة والمصادر فهذا يوفر عليك الكثير.

إليك أيضًا

• 7 وسائل ترويجية لاحتراف تسويق المحتوى  
• 5 أنواع لكتابة المحتوى وكيفية تعلّمها
• 7 اتجاهات تقنية من شأنها أن تغيّر التسويق بالمحتوى