نظرة مختلفة لصاحبة الجلالة: 8 أفكار لصحافة إيجابية متجددة
"حتى تعيش سعيدًا ابتعد عن نشرات الأخبار" نصيحة غير مستغربة ولكن كيف يتم التغيير والتحول للإيجابية
add تابِعني remove_red_eye 102,609
الصحافة مرآة للمجتمع كما هو معروف ولها وظائف مثل: تزويد القارئ بالأخبار وتفسير الخبر، والتسلية وكذلك التوجيه والإرشاد، والتثقيف إلا أن هذه المرآة ركزت على المشكلات وسلطت الضوء على العيوب لفترة طويلة فأصبحت صحافة سلبية لا ينصح بمتابعتها.
لكن ظهور علم النفس الإيجابي الذي يركز على نقاط القوة والجوانب الإيجابية والصحة النفسية التي بدورها تساعد الأشخاص على مواجهة الحياة، والتحديات مع الشعور بالسعادة والرضا وتحقيق التوازن أسهمت في ظهور أشكال من الصحافة الإيجابية مثل صحافة الحلول التي تركز على الحل بدلًا من عرض المشكلات فقط، وكذلك صحافة السلام.
8 أفكار لصناعة مواد صحفية إيجابية
1. تقديم نماذج ملهمة
من أجل أن تسود الروح العلمية على الصحفي أن يركز على تحفيز الناس لزيادة إنتاجهم الفكري، والمالي من خلال إبراز النماذج الراقية من شباب وشابات وحتى الكبار ممن قدموا ما يستحق الذكر فهنالك الكثير حولنا ممن برزوا في مجالات علمية من ابتكارات، ومن مبادرات اجتماعية ريادية وغيرها، إلا أن الضوء لم يسلط عليهم بالشكل الكافي بالرغم من أن ذكر الكيفية التي ساروا عليها، وجهودهم المبذولة في تحقيق ذلك يُسهم في معرفة الآخرين عن الاستعدادات والتحضيرات المطلوبة للإنجاز. خاصةً وأن اعتقادنا لرؤية الصعوبات أكثر من الاعتقاد الإيجابي لذلك عرض هذه النماذج ستكسر الاعتقاد السلبي، وتجعل العقل يتجه نحو البحث عن الفرص والممكن؛ ليتم التحول من الجلوس على الكنبة والاكتفاء بمشاهدة من يعمل ويخترع ويجرب إلى الحركة والفعل. كم أن اكتشاف المبدعين والموهوبين يسهم في دفعهم لمواصلة الابداع.
2. استبدل “يجب” بـ “كيف”
طرح الحلول، وهي الإجابة على سؤال” كيف؟” والتركيز على ذلك مثلما يُفعل في صحافة الحلول؛ لذلك على الصحفي أن يستبدل “يجب” بـ “كيف” للعمل على صياغة الحلول الفعالة للمشكلات التي يعاني منها الناس والمجتمع، ويبرمج عقله على هذه الطريقة في التفكير، وفي كتابة وصياغة المادة الصحفية.
3. الخطاب الإيجابي
الإيجابية لا يعني أن نتجاهل وننسى الأزمات والمشكلات الموجودة أو التي نعاني منها ولكن يحتاج الخطاب الصحفي إلى مرونة ذهنية لفهم أبعاد الواقع المعاش مع طاقة روحية ومشاعر عالية تساعدنا على التفاؤل والأمل، والاستبشار لمستقبل أفضل مع الاستجابة لتحديات العصر والتلاؤم مع متطلبات العيش فيه ضمن الثوابت والمبادئ وكذلك أن يكون هنالك ايمان بالتعددية والاعتدال بالإضافة الى المبادرات وليس البقاء على حالة العمل والنشاط بناء على مثيرات خارجية وردود الفعل.
4. اربط الفكر بالمشاعر الإيجابية
الطرح الفكري المجرد يعطي شعورًا بالعجز والإحباط لذلك مهم بث الأمل ومشاعر التفاؤل، وإشعال حماس الناس لكسب المعرفة والتعلم ولتجويد العمل والاهتمام بالإنجاز بحيث يتم دفع المجتمع للعمل والنشاط فهنالك دور في البناء يقوم على المبادرة وعلى أهمية أن يعرف الأفراد بأنه إذا غير عاداته وأصلح نفسه ورسم أهدافه وعمل على تثقيف نفسه سيكون هنالك تقدم له وللمجتمع وللبلاد والأمه.
5. عين على الإيجابية وعين على السلبية
الإكثار من الصور الإيجابية في الحياة بلا بمبالغة مثال: التماسك الأسري والتعاطف والتراحم، ولدينا كثير من نماذج التضحية ومساعدة الغير الكتابة عن هذه النماذج ستشكل حافزًا لمن يقرأ عن العمل وبذل الجهد والمبادرة، فحين يكتب الصحفي ويعمل على تقييم نشاط أو جهة هنالك السلبيات والإيجابيات ولكن ربما التذكير بأنه هنالك إمكانية للتحسين وزرع الأمل حتى لا تكون صحافة سلبية تنشر الإحباط.
فعلى سبيل المثال: إذا كانت هنالك مادة صحفية عن عادات سلبية أو ظاهرة اجتماعية غير محبذة ترفق المادة بالحلول العملية بدلًا من التركيز فقط على شرح الأسباب بالرغم من أن معرفة السبب تحمي من عقلية ضربة الحظ والصدفة ولكن حتى نحصل على صحافة إيجابية وعملية لا بد من طرح الحول والعلاج أيضًا فيكون التوازن.
6. التأثير والإقناع
حتى تكون هنالك صحافة مؤثرة تتسم بالجاذبية لا بد من توفر الوضوح والإكثار من الأمثلة، والإجابة على تساؤلات الناس في موضوع المادة المقدمة والاستدلال المنطقي مع الابتعاد عن الغموض، والمبالغة في الألفاظ.
وفي الوقت المعاصر الإنترنت والشبكات الاجتماعية جعلت الناس ترى نماذج مختلفة من الطرح الإعلامي منها ما يعتمد على الإحصاءات ومنها ما يعتمد على القيم الإنسانية بالإضافة المعلومات المتاحة فأصبح هنالك تحسن في الإدراك وفي نفس الوقت لدى الناس شك في أهداف ما يوجه لهم لهذا لا بد من مراعاة الصدق والأمانة حتى يحدث التأثير المطلوب.
7. ابتكر ملاءمة بين الحداثة والأصالة
نجد صحافة تتحمس للتراث وترى أن الحداثة تمرد وتحلل ومن كان مع الحداثة ينظر للتراث على أنه من بقايا الماضي فليس هنالك أرضية مشتركة. أيضًا هنالك مشكلة التعامل مع الثقافة الغربية للميل إلى الإفراط والتفريط والحماسة الزائدة لذلك من المهم فهم الانفعال والتفاعل حتى تكون الصحافة واعية. فهنالك فرق بين الانفعال والتفاعل فالانفعال يتصل بردة الفعل في حين أن التفاعل امتلاك القابلية للاستفادة والإصلاح والتغيير ويقوم على الاعتقاد بعدم الكمال وأن الآخر لديه ما نتعلمه. على سبيل المثال التجربة اليابانية وكيفية علاقتهم مع الغرب فاليابان في الانفعال والتفاعل تفاعلوا مع الحفاظ على الأصالة وفهم ما الذي ممكن تركه وما الذي يجب تعلمه، فالمجتمع بحاجة الى حلول إبداعية لهذا الصراع لجمع متطلبات المعاصرة مع الأصالة.
8. لا تنشغل بالرد
الانشغال بتقديم وطرح الإنجازات، ومواضيع تدعم مسيرة التقدم في مختلف المجالات أهم من الرد فصرف الاهتمام إلى ما يمكن القيام به وأداؤه بشكل أفضل وأما الردود وما إلى ذلك يكون على الهامش وليس الأساس.
وأخيرًا بناء صحافة إيجابية تعتمد على صحفي ذي شخصية إيجابية أو يسعى لذلك أو إدارة إعلامية تسعى لهذه لتحقيق هذا التغيير فتصبح العملية أكبر من مجهود فردي إلى مجهود مؤسسي منظم.
المصادر: الصحافة والمجتمع -عبداللطيف حمزة، الصحافة مفهومها وأنواعها –علي كنعان, تجديد الخطاب الإسلامي- عبدالكريم بكار ، مقال صحافة الحلول شبكة الصحفيين، مقال أبرز ما عليكم معرفته عن “صحافة الحلول” على شبكة الصحفيين الدوليين.
اقترب من الحقيقة:
add تابِعني remove_red_eye 102,609
link https://ziid.net/?p=69969