تجربتي مع التعلم الذاتي عبر الإنترنت

في الصف الثالث الثانوي كنت أعاني من صعوبة في بعض المواد، لم أتمكن من المتابعة مع معلمين غير المعلمين في مدرستي، ولكنني عرفت شيئًا جديدًا مفيدًا ليساعدني في الفرنسية والإنجليزية: الإنترنت، منذ ست سنوات أنقذني من التخلف عن أصدقائي، منذ ست سنوات تعرفت إلى متعة التعلم الحر والذاتي عن طريق الإنترنت بضغطة زر. لم يتوقف الأمر عند المناهج المدرسية أو اللغات، بل أصبح في وسعي تعلم أيّ شيء أريده، أو التعرف على أيّ تخصص من خلال دراسة مدخله عن طريق الانترنت.

فالتعلم الذاتي متعة لا يضاهيها متعة، أنت من تختار تخصصك وأنت من تضع جدولك، وأنت من يتعلم ما يحبه وما يريده، فمن اللغات إلى البرمجة إلى الكتابة والتدوين وإدارة المواقع أو تصميمها، يمكن التعلم حتى تصل إلى درجة الإجادة والبدء في العمل بذلك التخصص والكسب منه.

كيف تستفيد من التعلم عبر الإنترنت بأقصى درجة؟

1- الالتزام

التعلم عبر الإنترنت لما فيه من الحرية يجعلك في بعض الأحيان تتكاسل عن التعلم بجد أو المضي قًدمًا، بل قد يضيع يومك وأنت تتصفح الإنترنت بلا جدوى بينما تخبر نفسك كذبًا أنك ستبدأ بعد قليل، لذلك يجب عليك أن تلتزم بوقت محدد لإنها دورتك التدريبية أو المنهج الذي تريد تعلمه، وأنت لا تضيع وقتك في تصفح الإنترنت بل جدوى من ذلك.

2- تحديد وقت

يجب أن تحدد وقتًا معينًا للدراسة، وهذا المعيار مرتبط بالالتزام، لأنك ستلتزم بالوقت الذي وضعته، حتى ولو كان على حساب وقت رفاهيتك، لأنك قد قررته مسبقًا وفق جدولك، أما إذا لم يكن وقتك مزدحمًا فيجب أيضًا أن لا تغرق كلية في التعلم عبر الإنترنت فتصاب بالملل والفتور بعد ذلك.

3- تحديد الهدف

لماذا تريد تعلم هذا التخصص بالضبط، هل لأنك تريد أن ترتقي في عملك، أم أن تريد أن تتعلم شيئًا جديدًا عنك، أم أنك تريد التعرف إليه فضول ليس أكثر، فتحديد الهدف سيصبح هو دافعك لاستكمال الدراسة والوفاء بمتطلباتها وإعطائها الوقت الذي تحتاجه بدون أي تقصير.

4- أن لا تجمع بين شيئين يتعارضان

هناك بعض الأشياء التي تعارض بعضها ولا يمكنك أن تتعلمها في وقت واحد، مثل اللغات مثلًا، أحيانًا يصعب تعلم لغتين مختلفتين في وقت واحد خاصة إذا كانت اللغات متقاربة، مثل الإنجليزية والفرنسية مثلًا، ولكن يمكن مثلًا تعلم الفارسية والإنجليزية سويًّا، لذلك لا يمكنك تعلم لغتين، أو مثلًا تعلم البرمجة وتعلم شيئًا آخر يحتاج وقتًا كبيرًا مماثلًا للوقت الذي تحتاجه البرمجة. يمكنك أيضًا أن تدرس الأشياء التي ترتبط ببعضها مثل تطوير المواقع وتصميمها مثلًا.

5- لا تشتت نفسك

لا تشتت نفسك، ولا تكن دائم القفز من تخصص لتخصص أو من معرفة لمعرفة، بل اقطع شوطًا في شيء ما، وحاول إتقانه وإذ لم تتمكن من استكماله غادره، يفضل أن تختار اختصاصًا واحدًا وتضع جُلّ تركيزك عليه، فالتشتيت سيضيع عليك الفرص بل قد يجعلك تشعر بالغضب والعزوف عن عملية التعلم برمتها، لأنك لن تجد إنجازًا ملموسًا يدفعك لتحقيق المزيد.

أهم المواقع التي ساعدتني في التعلم

منصة إدراك:

هي منصة مجانية تقدم لك العلم الذي تحتاجه باللغة العربية، فهناك ستجد الكثير من التقسيمات فمن مهارات النجاح في العمل، إلى مهارات التدريس، إلى مهارات الكتابة الصحفية والسرد الرقمي والكتابة بل وحتى كتابة قصص الأطفال، إلى البرمجة وتعلم اللغات، توفر المنصة لك الكثير من المهارات التي يمكنك تعلمها، كما أنها تتوفر كموقع إلكتروني وكذلك تتوفر في شكل تطبيق هاتفي يمكن أن تحمله معك دائمًا، فيمكنك التعلم في المكان الذي تريده والوقت الذي تريده وللتحفيز تعطيك شهادة حينما تتم الامتحانات التي تأتي عقب كل وحدة في المساق الذي تتعلمه.

موقع coursera:

هذا الموقع يعد كنزًا رائعًا بحق، فالدورات التدريبية متاحة لك باعتماد من جامعات عالمية، كل ما تريد معرفته أو التعلم عنه ستجده هناك، يمكنك الاكتفاء بدراسة الدورة التدريبية عقب التسجيل فيها كما يمكنك طلب الامتحان من أجل أن تحصل على شهادة الدورة، ولكن إذا كنت لا تمتلك المال فلا توجد أي مشكلة يمكنك حينها أن تطلب دعمًا ماديًّا، وحينها تتمكن من الامتحان والحصول على الشهادة، المشكلة الوحيدة التي قد تقابلك إذ لم تكن متقنًا للغة الإنجليزية، ستجد حينها أنه من الصعب أداء الامتحانات، لكن الدورات التدريبية تتاح بترجمات عدة من بينها اللغة العربية. كما أنه ليس موقعًا فحسب بل تطبيق تتمكن من حمله على هاتفك.

منصة رواق:

تتعدد المواد على تلك المنصة فتتنوع التخصصات بين الطب، والبرمجة، والتربية والتعليم، والعلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال، وكما تختلف التخصصات فإنها تختلف فهناك الدورات المدفوعة، والدورات المجانية، من أهم المميزات أن الدورات متنوعة كما أنها تتوفر باللغة العربية، ويسهل التعامل معها، وهي أيضًا تعطيك شهادة اجتياز حينما تجتاز الاختبارات المقررة للمساقات، الموجودة هناك. تتوفر المنصة أيضًا في شكل التطبيق الذي يناسب الهاتف.

مساقات ساعدتني

السرد القصصي الرقمي

هي دورة مجانية مقدمة من موقع إدراك، تهدف إلى تعريف الشخص بمفهوم السرد القصصي الرقمي، وعناصر السرد القصصي الرقمي والتعريف بالقصة الرقمية، وأساليب وأنماط السرد الرقمي أيضًا، والمعايير التي تحتاجها قصتك الرقمية لكي تصبح احترافية، لم تكن القصة الرقمية هي القصة المكتوبة فقط بل هي أيضًا القصة التي تكتب لفيديو وهو الإسكريبت. أفادتني تلك الدورة في معرفة كيف أكتب قصة رقمية ليس ذلك فحسب بل أفدتني في كتابة المقالات، المميز أنها مفتوحة دائمًا في انتظار من يريد أن يرجعها أو يعود إليها في أي وقت.

دورة كتابة القصة المصورة للأطفال

يتوفر أيضًا على منصة إدراك، تتعلم من خلاله مفهوم القصة المصورة وكم عدد الكلمات التي تحتويه القصة، وكيف تبدأ وما هو الشكل المحبوب لها، وكيف تتمكن من إخراج قصتك في أبهى صورة وأجملها، تعرف كيف تخاطب العمر الصغير وأي أسلوب كتابة يحبونه ويفضلونه، تقدمها الكاتبة المتميزة ماريا دعدوش كما أنه لم يفدني في كتابة القصة المصورة فحسب بل أفادني في كتابة القصص بشكل عام.

Writing for Young Readers

يتوفر عبر موقع ( coursera) وهو مقدم من مؤسسة كومنولث التعليمية بإنجلترا، يتناول خصائص الكتابة للأطفال، كيف تبني حبكتك، وكيف تصنع حكاية تشد الأطفال ويحبونها،وكيف تستخدم الأساطير التراثية الخاصة بشعبك وببلدك في القصة، كيف تضع روحك فيها، كما أنه يتناول أيضًا من الناحية الفنية أنواع الراوي في القصة، يقدمه لنا أكثر من كاتب لامع للأطفال، كما أنه خير بداية لمن يريد أن يكتب قصصًا موجهة للأطفال، كما أن يتوفر باللغة العربية.

الدورات التدريبية عبر الإنترنت متاحة وكثيرة، ولم يعد هناك أي عذر لتفوت عليك الدراسة، فلا توجد أي أعذار أصبحنا نمتلك الهواتف، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والكثير من الوقت، فإذا كنت تريد أن تطور من مهاراتك، لا تحتاج أكثر من إنترنت، وجهاز كمبيوتر أو هاتف، وساعة يومية، وبعد شهر ستندهش من المهارات التي اكتسبتها، وستشعر بالفخر والإنجاز والسعادة.

إليك أيضًا

• التعلم الذاتي طريق عصامي لتطور مبهر 
• علّم نفسك بنفسك كيف تحول التعلم الذاتي إلى ضرورة؟
• الانضباط الذاتي: المهارة التي بدونها لن تجيد أي مهارة!