4 أمور تُعيد العرب إلى حلبة السباق .. قراء في كتاب المعرفة قوة والحرية أيضاً
حتى نشارك في الحضارة الجديدة قبل كل شيء علينا إحسان العمل مع إخلاص النية والثقة بالنفس فمن حق العرب أن يحلموا بالريادة
add تابِعني remove_red_eye 102,609
يذكر د. فهد العرابي الحارثي بأن العرب اليوم يدخلون إلى القرن الجديد وهم أضعف مما كانوا عليه، فهم لم ينتبهوا إلى الوقت الذي يفر من بين أيديهم وهم يواصلون غرقهم واندثارهم وخروجهم من حلبات السباق. فاليوم العربي كما قال هشام شرابي : إذا وجد فراغاً فتش عن أي سبيل إلى التسلية وضياع الوقت، فيدعوا صديقاً إلى زيارته، أو يذهب هو إلى زيارة أحد معارفه، وإن لم يجد أحدا يتوجه إلى المقهى، أو إلى مكان عام يفتش فيه عن أحد يتساير معه!
ويشير العرابي إلى أن الرفاه الذي يدخل من باب ثقافة الإنتاج شيء مختلف تماماً عن الرفاه الذي يداهمنا من أبواب الاستهلاك والكسل أو من باب الفهم الخاطئ للمستقبل وشروطه وظروفه وتحدياته. بالإضافة إلى وهم التحضر فأي تحضر إن لم يكونوا هم الذين صنعوه بأنفسهم, أي بقواهم البشرية وبسواعد شبابهم أما إذا هم ” يشترونه” بالسخي من أموالهم كما هو حاصل الآن فهذا ليس سوى تحضر مزيف!
نحن اليوم آخر جيل من حضارة قديمة وأول جيل من حضارة جديدة بالرغم من أن ما تحقق للعرب المعاصرين لا يتناسب مع جذورهم البعيدة في الحضارة والعلم. وحتى التنميات العربية فهي تنميات ملفقة فالعرب بحاجة إلى هيكلة جديدة تضع نصب عينها تنمية الإنسان والارتقاء به وتفجير طاقاته وإمكاناته.
مواطن الضعف في المشروع العربي التنموي
- القعود عن اللحاق بعلوم العصر وتقنياته غير واضعين خططا وبرامج لإعداد أجيال تخوض هذا التحدي.
- الفقر وهو أسوأ انواع الفقر “فقر القادرين على الثراء” هو ما تعاني منه أكثر المجتمعات.
- تقزيم الحرية وجعلها ذات مخالب وأنياب سامة. وفهمها على أنها تفسخ وانحلال. و تعليم الناس الحرية يقصد به تربيتهم على أفضل الأسس الإنسانية.
- تخريج عدد كبير من حملة الشهادات الذين يعتبرون قطاعا استهلاكيا يضاعف ويعقد المشكلات المطروحة.
ويذكر العرابي بانه لا تستقيم التنمية إلا بوجود الأجيال الواعية بمسؤولياتها، المدركة لموقعها في الحراك الذي ينتاب مجتمعاتها، فالعالم الجديد عالم لا يشبه نفسه فهو في حالة تغير دائم وهو عالم يشبه دائما الآتي المتوهم أو الذي ما ينفك يحلم به كُتاب الخيال العلمي.
كيف يعود العرب إلى حلبة السباق
هنالك أربعة أمور تسهم في تحقيق التغيير ونكون جزءًا من الحضارة الجديدة وهي:
1- مجاراة هذا العالم الجديد قبل أن يبتلعنا أو يدهسنا وذلك بالأخذ بوسائله، فنكون شركاء له نعرض بضاعتنا إلى جانب بضاعته و لا نتركه يستحوذ على السوق وحده. مع تعليم الجيل رفض التبعية دون عداء لهذا العالم فالمقصود رفض الاستمرار كعالة والعمل على مشروع أن نكون متساويين معه أو منافسين فيما يتحقق من إنجازات بتحرير مفهومات المنافسة مما علق بها من شوائب البطش و الاستبداد.
2- التحول من مجتمعات مستهلكة إلى مجتمعات منتجة أي مجتمعات لا تشتري التكنولوجيا وإنما تخلقها من أصلها. فهذا أول الطريق إلى الاستقلال، وبداية المشوار إلى التفوق في الإنجاز الذي بدونه لا يمكن للأمة أن تفسح لها مجالاً في الصفوف الأولى بين الأمم المتقدمة. والطريق إلى هذا الهدف واضحة أمامنا: نهضة علمية مواكبة للتطورات الهائلة التي تجتاح كوكبنا الأرضي اليوم. نعني تلك التطورات التي بدونها لن نستطيع ان نرى أبعد من أنوفنا وهي حتما تعتمد على ما لم نملك بعد لا بأموالنا ولا غيرها!
3- إعادة النظر في نظم التعليم ومناهجه، وإعداد الأجيال الجديدة لقرن جديد مختلف، فسباق اليوم هو سباق التكنولوجيا واقتصادات المعرفة. لهذا يتطلب تحقيق نظرية العلم بأن يكون للعلم غايات تجتمع كلها في غرض أن يكون ذلك مسخر بالدرجة الأولى للإنتاج والعمل وتحقيق مجتمع الرفاه والتفوق. كذلك تحويل المؤسسات التعليمية إلى مراكز للبحث العلمي المنتج أي البحث الذي يوظف في خدمة احتياجات المجتمع الراهنة والمستقبلة. بالإضافة إلى الخروج من مأزق التعليم النظري الذي يستأثر بالنصيب الأوفر من الأجيال دون حاجة حقيقية إلى ذلك. ليس تقليلاً من أهمية التخصصات النظرية ولكن دعوة إلى الترشيد وإعادة الأولويات لبناء حضارة جديدة.
4- أن نكون جزءًا من مجتمع المعرفة نأخذ منه ونعطيه من خلال العقول المبدعة، المثابرة الطموحة. علماً بان الدورة الحضارية لن تأتي وحدها بل تتطلب الأجيال القادرة على استيعاب ما يجري من توظيف ما تستوعبه للتجاوز نحو ما هو أفضل.
وأخيراً هذه الأفكار هي التي يدور حولها كتاب كتاب ”المعرفة قوة ..والحرية أيضاً! “ للعرابي محاولاً أن يلامس تحديات عصره ومشكلات العرب مع تلك التحديات و كلها تتلخص كما يرى في أن هناك تغيرات مذهلة في هذا العالم يقابلها عند العرب سكون مطبق و جمود أو أنهم يقابلونها بمعالجات سطحية غير مدركة للسباق المحموم الذي يحتاج العقل والعلم وهما وحدهما ما يحدد ملامح المستقبل. عرض العرابي كل هذا في 13 فصل مؤمناً بعبارة اعتنقها وهي:” المستقبل ليس هدية.. المستقبل إنجاز”.
add تابِعني remove_red_eye 102,609
إليك 4 أمور يجب أن تقوم بها الأمة العربية لتعود في صدارة دول العالم من جديد
link https://ziid.net/?p=40367