[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تصبح مستثمرًا ورائد أعمال ناجحًا؟  

في المرحلة الثانوية حصلت علي الدرجة النهائية في الاقتصاد والإحصاء وفي الجامعة تجاوزت امتحان الإحصاء بامتياز، الأغرب من كل هذا أن ليلة الامتحان كنت أشعر كما لو أني لا أفهم شيئًا وأن الأرقام ستخدعني، ربما لأني أعشق الحروف أكثر من الأرقام بسبب تخصصي؛ لكن مع الوقت أدركت أن الأرقام تُعبر عن لغة العقل والمنطق؛ لذا بدأت في اقتحام عالم المال ودراسة الاقتصاد الجزئي والكلي ومعرفة ماذا يعني الاقتصاد الوصفي والاقتصاد المعياري، وكنت علي وشك الإصابة بالصداع من مراجعة مصطلحات البورصة والأسهم والسندات، وأمسى اللون الأخضر في حياتي يُعبر عن المكسب والأمان فقط، بينما الأحمر فكنت ولا زلت أعتبره معبرًا عن أيام إفلاسي!

دعونا نتعرف سويًّا على عالم المستثمرين ورواد الأعمال.

1- نقطة البداية

هل تريد أن تقتحم عالم الاستثمار أو ريادة الأعمال؟ إذن عليك أن تحظى بخلفية معرفية أولًا، وهي دراسة المصطلحات الاقتصادية وفهم سوق المال، وقبل هذا وذاك يجب أن تأخذ كورس محترف إدارة المشاريع”PMP”، وهنا ستكون قطعت نصف المسافة نحو عالم الاستثمار.

2- الاستثمار يساوي المخاطرة

في كورس “PMP” ستدرس إدارة المخاطر، وأود أن أخبرك أن عالم الاستثمار يجب أن يبدأ ويستمر بمواجهة المخاطر؛ فالمستثمر الناجح يجب أن يجازف لتجربة أفكار جديدة واقتحام سوق جديد لم يدخله أحد من قبل.

3- دراسة الجدوى

وهنا ستعتقد أن تلك النقطة تتعارض مع المخاطرة التي تحدثنا عنها في النقطة السابقة؛ لكن إذا أمعنتم النظر قليلًا ستجدون أن كلا النقطتين وجهان لعملة واحدة؛ فالمخاطر تعني الإتيان بأفكار مجنونة ولولا دراسة الجدوى وفهم المنافسين واحتياجات السوق ستتحول المخاطرة إلي انتحار وكارثة؛ فاقتحام الأسواق والمخاطرة بفكرة جديدة لا يعني أبدًا ألا نحصن أنفسنا جيدًا.

4- لا تضع البيض في سلة واحدة

لاحظوا أن عالم الاستثمار عبارة عن حلقة متصلة معًا؛ فدراسة الجدوى تعطي اطمئنانًا نسبيًّا للمستثمر، والاستثمار في أكثر من جهة يحمي المستثمر من توابع المشاريع التي قد تفشل في المستقبل بسبب مخاطرة غير محسوبة جيدًا، فيجب أن يفهم المستثمر جيدًا أن استثماراته المتنوعة سواء في البورصة أو العقارات أو المشاريع الجديدة التي قرر المخاطرة فيها، كل هذا سيحقق له التوازن المالي إذا ما تأثرت إحدى مشاريعه أو عانت من تراجع في الأرباح.

5- فن التواصل

المستثمرون يجب أن يعرفوا كيف يتواصلون مع الآخرين بفاعليه؛ فطريقة تعاملهم مع موظفيهم لا تصلح للتعامل مع شركائهم، ولاحظوا أن المستثمر يحتاج لمهارات الاتصال المختلفة كالإقناع والتفاوض وحتى الخطابة لتيسير أعماله بسلاسة.

6- المعلومات قوة

من وجهة نظري لا يوجد شخص ناجح في أيّ مجال إلا وبحوزته معلومات أكثر من كافية عن مجاله وكل شيء يتعلق بعمله؛ دعونا نتخيل مستثمرًا لا يفقه شيئًا عن الحسابات أو الائتمان أو حتى قوانين الاستثمار في بلده والضرائب ورسوم الجمارك، هل تعتقدون أن هذا المستثمر ناجح؟ بالطبع لا؛ لأن لا يوجد مستثمر بتلك المواصفات أبدًا؛ فالنجاح في مجال الاستثمار لا يتوقف فقط علي قدرة المرء على المخاطرة بل يجب أن يحظى المستثمر بعقلية استثمارية فذة مدعومة بكل المعلومات التي تساعده على اتخاذ القرارات الصحيحة.

أهم خطوتين يجب أن يفكر فيهما رواد الأعمال

1- الفكرة

هناك نوعان من البشر، النوع الأول ليس لديه أفكار لكنه رجل أعمال ذكي قادر على التنبؤ بنجاح أيّ شركة ناشئة؛ فيشتريها ويطورها ويدخل تعديلات مبتكرة عليها، والنوع الآخر لديه أفكار كثيرة لكنه لا يعلم كيف ينفذها، وأنا من النوع الأخير؛ لذا سأخبركم كيف تجدون أفكارًا جديدة لمشروعاتكم.

أولًا: راقبوا احتياجات البشر، وتلك أهم نقطة؛ فمثلًا في الآونة الأخيرة أُصيب العالم بأزمة جعلت الجميع يجلسون في منازلهم تاركين أعمالهم؛ لذا سيعاني العالم بعد تلك الأزمة بكساد اقتصادي رهيب إذا لم يتدارك الأمر ويتعافى سريعًا من توابع الأزمة؛ لكن تخيلوا لو استبق أحدهم الأحداث واخترع وسيلة نقل مُبتكرة لتيسير الأعمال بخلاف العمل الإلكتروني؛ كأن يرسل الأوراق الهامة من خلال وسيلة نقل أشبه بالحمام الزاجل، تعمل بمفردها بالطاقة الكهربائية أو الديناميكية الحرارية، وقتها سيحصل البشر على ما يريدون من سلع وخدمات أو حتى أموال دون مغادرة منازلهم.

ثانيًا: ابتكر شيئًا لا غنى عنه، هل فكر أحدكم في جهاز سحري كاشف عن الأمراض؟ صدقوني إذا وُجد هذا الجهاز يومًا ما ستأخذ كليات الطب العباقرة فقط، وستخلو المستشفيات من المرضي، تخيلوا جهازًا يدخل فيه الإنسان ويخرج بعد (10) دقائق وبحوزته تقرير شامل عن حالته الصحية ونصائح لحماية صحته، وروشتة لعلاج مرضه -إن وجد- ولا أعتقد أن هذا الجهاز مستحيل صُنعه؛ لأني ببساطة أعلم أن صُنعه سيستغرق فقط إدخال البيانات عن حالة جسم الإنسان الطبيعية وأعراض كل الأمراض ومراقبة أي خلل يطرأ علي الجسم، وأعتقد أن مصر ستأخذ براءة هذا الاختراع في المستقبل إذا ما نفذ أحد العباقرة فكرتي.

2- التمويل

هل تعلمون أن أول معضلة سيواجهها رواد الأعمال هي التمويل؟ فمنذ أكثر من شهرين فكّر أخي الصغير في فكرة مشروع مُربحة جدًّا؛ لكنها تحتاج لرأس مال بسيط لا يتجاوز (150) ألف جنيه، في حين أن نسبة أرباح المشروع خيالية حتى بعد تسديد كل المصروفات؛ لكن نظرًا لعدم توفر المبلغ معه فمشروعه مع الأسف تأجّل لحين إشعار آخر؛ لكن من وجهة نظري تصرف أخي كان خطأ تمامًا؛ لأن إيجاد مستثمر يتبنى فكرته كان سيُحقق لكليهما منفعة متبادلة؛ فأنا ممن يؤمنون بمبدأ (WIN-WIN)؛ فلا داعي للانتظار طالما سيتحقق المشروع ببعض التنازلات في البداية بدلًا من وضعه علي الرف.

في الختام

أعلم أني لا أصلح للتحدث عن الاستثمار وريادة الأعمال بما أني لست مُدرجة بَعدُ في قائمة المستثمرين ورواد الأعمال؛ لكن بالنسبة لي الاستثمار وريادة الأعمال لا يعنون دخولك وسط المعمعة بنفسك لكن يكفي أن تمتلك صفات المستثمرين وروح رواد الأعمال كي تقتحم عالمهم في أيّ وقت، فالفرصة متاحة لك دائمًا طالما بحوزتك المعلومات الكافية، وقادر على خوض أي مخاطرة في أي وقت، ولا تنسي أن أيّ عمل يحتاج للمرونة فلا تقف أمام الرياح بل اصنع طواحين هواء لتستغل الرياح لصالحك.

إليك أيضًا:

• كيف تحدد مجال الاستثمار الأفضل لك؟
• [سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تعرف قيمة نفسك؟
• 10 مزايا للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي
• [سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تتجاوز مرحلة الجامعة بكل تحدياتها
• ماذا لو رددتَ على إيميلات المحتالين؟ طريقة ذكية لتحويل الإزعاج إلى نجاح