كيف أكون شخصًا مبدعًا؟ إليك بعض القواعد التي عليك كَسْرها
لا يتعلق الإبداع باكتساب العادات، قدر تعلقه بكسر السيئ منها، فحتى أكثر الأشخاص إبداعًا قد يقتلون إبداعهم بالعادات السيئة
add تابِعني remove_red_eye 91,100
أؤمن أن عالمنا جاهز لنموذج جديد للعمل والإنتاجية، نموذج من شأنه أن يُثري قدراتنا الإبداعية غير المكتشفة. إذا قبلنا -كقادة أعمال- أن الجمود هو نقيض الإبداع والابتكار، فإن التعرف على نقاط الجمود في المفاهيم الحالية للعمل والإنتاجية سيساهم في تحريرنا. من المهم استكشاف بعض المعايير الاجتماعية والتنظيمية فيما يتعلق بالعمل والإنتاجية، وفهم كيف يمكن لهذه المعايير أن تقوِّض -بل وتطمس- عبقريتنا الإبداعية.
عادةً، يعمل معظمنا بين الثامنة صباحًا والثالثة عصرًا، متوقعين أن لمساتنا الإبداعية ستظهر خلال هذه الفترة. لكن هناك مشكلة؛ أن الإبداع لا يهتم بالساعة، ويفضل أن يظهر عندما نكون مرتاحين وهادئي البال (أسفل دُش الحمام على سبيل المثال).
التخلي عن المواعيد النهائية
نظرًا لأن العديد منا يعملون في بيئات فوضوية مليئة بالثرثرة المستمرة والاجتماعات والمشتتات الاجتماعية، يميل تدفقنا الإبداعي للظهور خارج تلك الساعات بمجرد انفصالنا عن المُلهيات.
عندما أتأمل أيام عملي ضمن مكتب، أتذكر كمّ المشرفين ممن أولوني مهمة إرضاء الكثير من العملاء داخل وخارج المنظمة، حينها كنت مُقيّدًا بالخطط والمواعيد النهائية التي تركت مساحة صغيرة لاستيعاب الطبيعة المتغيرة لاعتباراتي ووجهات نظري. في مسيرتي المهنية كمحلل بيانات لمشاريع ضخمة، كتبت العديد من الاقتراحات، وذاك بالطبع قبل وقت طويل من إطلاق تلك المشاريع، فقط لأدرك في يوم الإطلاق أن حماستي تحولت إلى تردد. “لقد وعدت أن أفعل ماذا؟”
تنطوي الطاقة الإبداعية الخام -إن صح التعبير- على الحيرة وعدم القابلية للتنبؤ بها. وقد تتطور ما تبدو كفكرة جيدة من كونها تمثيلًا لرؤيتنا للعالم إلى تمثيل لفكرة عالمية، فقط إذا منحناها الوقت والفرصة اللازمة للقيام بذلك. رغم كوننا نفضّل أن يؤتي عملنا ثماره في إطار زمني معين، لكن (التعلق الشديد بالمواعيد النهائية) لا يترك مجالًا كبيرًا لرؤيتنا الإبداعية لتزدهر وتتكشف بسرعة.
مقاومة المثالية
عملت في العديد من بيئات العمل التنافسية حيث كان المعيار الوحيد هو إنجاز أكبر قدْر في أقصر وقت، كان التركيز على الكفاءة والإنتاجية مفرطًا بشكل يدعو للعجب! يولّد الجلوس مع عمل غير مكتمل مع معرفة أنه (غير مكتمل بشكلٍ مثالي) طاقة كبيرة، وهو بالضبط ما يجب أن يكون عليه حالنا اليوم.
عندما نكبح رغبتنا المستمرة في إصلاح الأمور، ورأب جوانب النقص، يزدهر عملنا بأكثر الطرق جمالًا بشكل غير متوقع وعادة ما تكون التجربة أكثر متعة.
لحسن الحظ، نحن مخلوقون بقدرة فطرية على “الإحساس” بالتيار -إن صح القول- الذي يمرّ عبر حياتنا. ذاك التيار الذي يخبرنا متى نتوقف، نبطئ سعينا أو حتى نتوقف. نشعر به كصوت داخلي -يتحدث إلينا طوال الوقت- ويخبرنا عن كيفية الاستفادة من اللحظة الراهنة لإثراء عملنا، حتى لو عني ذلك الاستسلام لاستراحة محارب. جميعنا سمع عن المبتكرين الذين بَدَوْا وكأنهم يحددون توقيت إبداعاتهم بشكل مثالي، حيث ينتزعون حصة كبيرة من السوق على الفور تقريبًا.
يصف الخبراء في عالم الشركات الناشئة هذه الظاهرة من خلال رسم بياني لعصا الهوكي.
حيث تتوافق فيه قاعدة العصا مع فترة وجيزة من النمو المسطح، متبوعًا بسرعة بالمقبض الذي يمثل فترة نمو جذري وسريع.هذا بالطبع حلم كل رائد أعمال، حيث يبقى حدثًا نادرًا جدًّا.
أجد أنه من المثير للغاية النظر في كيفية تسارع هذا الاتجاه إذا درّبنا أنفسنا على الميل بوعي إلى ميولنا البديهية إلى “التدفق”.
لقد كُلِّفنا جميعًا بتجربة العمل بجد نحو هدف فقط لمواجهة عدد كبير من الأحداث غير المتوقعة. هذه اللحظات غنية بالمعلومات وتدعونا للتوقف والتأمل:
- هل حان الوقت للإبطاء والتقاط أنفاسنا؟
- هل نتجاذب في الاتجاه الخاطئ؟
- هل كنا نجر أقدامنا لفترة طويلة؟
في كثير من الأحيان، وفي ظل تجاهلنا التيار، نتغاضى عن فرصة أكبر وأفضل. إن التدفق مع التيار يدور حول الثقة بأنه بينما نستفيد من طاقاتنا النشطة والسلبية، سنشهد أفضل أعمالنا تنبثق من أعماقنا.
لقد أتاحت لنا جائحة كوفيد-19 فرصة غير مسبوقة لإدخال الانسيابية على علاقتنا بالوقت والعمل والإنتاجية. كقادة أعمال، يمكننا استخدام هذا الوقت لتصور معايير ثقافية جديدة من شأنها أن تنمي الإبداع في القوى العاملة لدينا.
كيف يمكننا تمكين وتجهيز القوى العاملة لدينا للعمل عن بعد، أو في بيئات تهدئ وفي غضون ساعات تتماشى مع طاقاتهم الإبداعية؟ كيف يمكننا المضي قدمًا في تحديد المواعيد النهائية المرنة لاستغلال التدفق الإبداعي؟ كم من الوقت يمكننا أن نسمح لكل موظف بالتأمل والراحة أثناء النظر إلى ذلك كاستثمار في إنتاجية القوى العاملة لدينا؟
قبل فوات الأوان
هزت الجائحة كل صناعة تقريبًا، مما أتاح لنا جميعًا فرصة الضغط على زرّ إعادة ضبط المصنع، وتجاوز الجمود في التقاليد القديمة، وإعادة كتابة القواعد المهمة من جديد. على الرغم من أن هذه قد لا تكون فرصتنا الأخيرة لتحقيق قفزة، يبدو أن “التيار داخلنا” يهمس أن الوقت مناسب حقًّا.
للمزيد حول الإبداع
add تابِعني remove_red_eye 91,100
مقال ملهم حول الإبداع وكيف نحافظ على تدفق إبداعنا
link https://ziid.net/?p=63634