[سلسلة] من تجربتي الذاتية: 10 خطوات فقط لتتقن فن التواصل مع الآخرين
التواصل هو أول مهارة يجب أن يتعلمها البشر ولا يجب أن نتركها للفطرة والارتجال
add تابِعني remove_red_eye 29,562
أسفي على عالم لا يهتم بتدريس فن التواصل للأطفال في الروضة ومراحل التعليم الأساسية، هذا العالم لم يعلمني فن التواصل حينما كنت في أمس الحاجة لتعلمه؛ فكما أخبرتكم في مقالة (كيف حطمت المستحيل لثلاث مراتٍ على التوالي؟!) أن طفولتي كانت ذا طبيعة خاصة، وبسبب كل رواسب الطفولة وحياتي المبعثرة أصبحت شخصيتي انطوائية لدرجة أني عزفت عن تكوين أي صداقات جديدة.
لكن كل هذا اختفي بمجرد دخولي قسم علوم الاتصال والإعلام، القدر ساعدني علي إحداث تغيير جذري في شخصيتي؛ ولأن أسوأ ما قد يصيب الإنسان هو أن يحيا في عزلة في حياة تتمحور حول التواصل ليس فقط علي الصعيد المحلي والإقليمي بل علي الصعيد العالمي؛ لذلك قررت أن أتحدث معكم اليوم عن فن التواصل، وبما أني لا أستطيع أن أتخيل أن هناك بشرًا يعيشون كما عشت في أول (19) عامًا من حياتي ،وهم غير قادرين علي التواصل مع المحيطين بهم، في حين أن غيرهم تعلموا أكثر من لغة للتواصل مع البشر عبر الحدود؛ لذا سأخبركم علي الفور بالخطوات العشر التي ساعدتني في التواصل بشكل فعال مع الآخرين.
1- الاهتمام بمراقبة شخصياتهم
أكبر خطأ ممكن أن يقع فيه المبتدئون هو أن يذهبوا مباشرة لأحدهم ويبدؤون في تعريف أنفسهم، تلك الطريقة لا تصلح سوي في سؤال شخص بشكل عشوائي عن العنوان إذا ضللت الطريق؛ لكن إذا أردت حقًّا أن تتعرف على الآخرين فيجب عليك أولًا تعلم أساسيات لغة الجسد، أضعف الإيمان أن تدقق في ملامح الوجه؛ فأغلبنا قد نمرّ بأوقات عصيبة تجعلنا غير قادرين على التواصل حتى مع والدينا؛ فإذا لم تنتبه وذهبت لأحدهم وهو بتلك الحالة فتأكد أن النتيجة ستكون كارثة.
وانتبه أن البشر يختلفون في شخصياتهم؛ فلا تتعامل مع الشخصية العصبية بنفس طريقة تعاملك مع الشخصية الاجتماعية المرحة؛ فكل شخصية لها طريقة وأسلوب مختلف في تعاملها مع الآخرين، وبالمثل تحتاج من الآخرين أن يعاملوها وفقًا لطبيعة شخصيتها.
2- لا تتحدث كثيرًا عن نفسك
إذا تحدثت عن نفسك كثيرًا سيشعر الآخرون أنك أخذت الجلسة لحسابك، وستجدهم يغادرون واحدًا تلو الآخر حتى تجد نفسك تتحدث عن نفسك بمفردك، لهذا حاول ألا تتحدث عن نفسك إلا إذا استدعى الموقف ذلك، وسألك الحاضرون أن تخبرهم بتجربتك الشخصية.
3- استمع لهم جيدًا
وهنا أنصحكم بأن تستمعوا كي تفهموا مشاعر الطرف الأخر وما وراء السطور، فأغلبنا-مع الأسف-يستمعون للآخرين من أجل التعقيب علي كلامهم فقط لا غير، تخيل أن أحدهم يستمع لكلامك باهتمام ويتركك تتحدث وتبوح بكل خواطرك، وشخص أخر يقاطعك دوماً ويعقب علي كلامك ويخبرك أنه تعرض لنفس الموقف ويبدأ في سرد قصصه، أيهما ستفضل التواصل معه مجددا؟؟
4- ابتسم دائمًا
الابتسامة هي أهم عنصر في عملية التواصل، في الجامعة درسنا العملية الاتصالية بأنها مرسل ومستقبل (متلقٍّ) ورسالة ورجع الصدى، تخيلوا أهمية إرسال الرسالة ومعها ابتسامة، من وجهة نظري الابتسامة هي الساحر الوحيد في العملية الاتصالية، وطبعًا سأذكركم بكلام نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال: “تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ”.
5- ابتعد عن أجواء النميمة
أخبروني هل ستتواصلون مع شخص يتحدث عن الآخرين في غيابهم؟ بالطبع لا؛ لأنكم ستقولون طالما تحدث عن الآخرين فمن المؤكد أنه سيتحدث عنا حينما نتركه، وهذا هو ما يحدث بالفعل؛ لذلك نصيحتي لكم أن تتركوا هذا المكان على الفور كي لا تصيبكم لعنته.
6- لا تبالغ أو تصرّ على التواصل مع الآخرين
احذر من الخطأ الشائع أن تصرّ على التحدث مع شخص لا يريد التواصل معك، لأنه سينظر لك بدونية كلما تجاهلت تجاهله لك، وإذا حدث ذلك أمام أشخاص آخرdن ستكون النتيجة أسوأ لأنك ستخسر احترامهم أيضًا، تذكر أن هدفنا هنا ليس التواصل في حد ذاته؛ لكن لبّ الموضوع هو كيفية التواصل مع الآخرين بطريقة سلسلة وتلقائية؛ فلا داعي للتواصل مع الآخرين إذا كان هذا التواصل سيؤذي كبرياءنا.
7- طور شخصيتك جيدًا وهذّبها
لا أطلب هنا أن نتجمل من أجل إرضاء الآخرين؛ لكن أن تطور شخصيتك بحيث تصبح قادرًا على التواصل مع كافة أطياف المجتمع؛ فيجب أن تجدد شخصيتك دائماً لكي تتعامل بذكاء مع مختلف الفئات؛ فكل شخصية لها عقلية مختلفة؛ فتعاملك مع الأطفال يختلف عن تعاملك مع كبار السن، ونبرة كلامك مع أصدقائك أكيد ستختلف عن نبرة كلامك مع أستاذ الجامعة، وهكذا.
8- عالج نفسك من الانطواء
ولعلاج الانطواء يجب أولًا أن تنجح في الخروج من القوقعة، والبدء في إقامة حوار مع المحيطين بك سواء الأهل أو الجيران، تحدث مثلًا مع البائع في السوبر ماركت، أو تناقش مع سائق التاكسي عن أحوال البلد؛ لكن لا تلجأ للدردشة الإلكترونية فتلك الطريقة لن تقضي على الانطوائية بل ستزيد الأمر سوءًا.
9- تعلم فنّ التواصل
كما أخبرتكم في بداية المقالة أن دخولي الجامعة كانت هي نقطة الانطلاق، هي اللحظة الفارقة التي عالجتني من العزلة؛ لهذا أنصحكم أن تبدؤوا في تعلم فن التواصل أو على الأقل أن تقرؤوا الأساسيات، لا تكتفون بتلك المقالة فحسب، أنا عن نفسي لا زلت أقرأ كتبًا عن فنّ التواصل، ولا زلت أشترك في كورسات أونلاين عن فنّ التواصل، وعن المهارات التي أتقنتها بالفعل.
10- وسّع أفق معرفتك
لا يوجد تواصل ناجح بدون خلفية معرفية جيدة، الآن دعونا نتخيل أن مديري أجبرني على حضور مؤتمر لرجال الأعمال، وهؤلاء لا يتحدثون إلا عن الأسهم والبورصة والميزان التجاري، وفائض الناتج المحلي…إلخ، هل تعتقدون أن باستطاعتي إقامة حوار فعّال معهم إذا ما طلبوا مني المشاركة في الحديث؟ بالطبع سأنجح؛ لكن بشرط واحد، وهو أن أجد تلك المصطلحات في مخزوني المعرفي؛ فالشيء الوحيد الذي سينقذني من هذا المأزق هو معلوماتي عن الاقتصاد وأسواق المال.
في الختام، أود أن أعطيكم نصيحة حدثتكم عنها من قبل، وهي أن تتصرفوا على سجيتكم؛ فلا تتصنعوا الضحكة ولا تكتموا مشاعركم؛ لأن التواصل وإقامة العلاقات مع الآخرين ليس بالأمر الجلل، هو فقط يتطلب مرونة وتلقائية، مع تعلم بعض المهارات الاجتماعية الأساسية، وتذكروا دائمًا أن الابتسامة هي المفتاح السحري لأبواب قلوب البشر المؤصدة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,562
مقال هام حول التواصل مع الآخرين وإتقان هذه المهارة الهامة
link https://ziid.net/?p=68537