كليوباترا: قصة ملكة تربعت على عرش السلطة وانتهت حياتها بمأساة
وجدت كليوباترا أنه لا مفر من شره، وكان أمامها خياران، إما أن تموت ملكة عزيزة، أو تتعرض للإذلال من قبل أوكتافيوس. واختارت الأول
add تابِعني remove_red_eye 13,690
كليوباترا السابعة، واحدة من أكثر النساء تأثيرًا على حكم مصر، فقد كانت وصية على العرش مع والدها، ثم مع شقيقها الأصغر، بعد ذلك مع ابنها، لفترة تقارب الثلاثة عقود. وترجع أصول كليوباترا إلى سلالة المقدونيين في مصر، وقد أسسها بطليموس الذي كان يشغل منصب الجنرال في عهد الإسكندر الأكبر، أثناء غزوه لمصر في عام 332 قبل الميلاد.
اتسمت كليوباترا بالثقافة العالية، فقد كانت تتحدث بلغاتٍ كثيرة مختلفة، كما كانت امرأة ذكية للغاية، فضلًا عن جمالها الجذاب الذي أعطاها قوة ساحرة، تُسكنها قلوب الشعب والحُكّام. اشتُهرت بعلاقتها الرومانسية مع مارك أنتوني، حتى يُضرب بهما المثل في علاقات الحب اليوم. لنتعرف على قصتها سويًّا.
حياتها المبكرة وصعودها على العرش
ترجع سيرة كليوباترا لما يزيد عن ألفي عام، لذلك يصعب الحصول على معلومات مؤكدة حول تاريخ ولادتها، لكن يتفق معظم المؤرخين على أنها وُلدت في عام 70 أو 69 قبل الميلاد. وهي ابنة حاكم مصر وقتها بطليموس الثاني عشر، من سلالة بطليموس الأول، جنرال الإسكندر، وهو مؤسس دولة البطالمة في مصر. وهناك بعض الاعتقادات تُفيد بأنّ والدتها هي كليوباترا السادسة، زوجة بطليموس الثاني عشر، ويُقال إنها أخته غير الشقيقة. وفي عام 51، تُوفي والدها وتولت هي وأخوها بطليموس الثالث عشر حكم مصر. كانت كليوباترا تبلغ من العمر وقتها (18) عامًا، بينما كان يبلغ أخوها (10) أعوام فقط.
بعد مرور فترة وجيزة من تولي كليوباترا وأخيها الحكم، عمل مستشارو بطليموس على تحريضه ضد كليوباترا، مما اضطرها للهرب إلى سوريا عام (49) قبل الميلاد. وشكلت جيشًا من الجنود المرتزقة (وهم الجنود الذين يتقاضون مالًا مقابل خدمتهم في الجيش)، ثم عادت إلى أرض مصر في العام التالي لمواجهة قوات جيش بطليموس عند مدينة بيلوزيوم (وهي مدينة أثرية مصرية، تقع عند الحدود الشرقية لمصر).
كليوباترا ويوليوس قيصر
في تلك الأوقات، جاء جنرال روماني جديد إلى أرض مصر، وهو يوليوس قيصر، لمساعدة كليوباترا التي طلبت منه الدعم. بعد مرور (4) أشهر من الحرب بين جيش بطليموس ويوليوس قيصر، وصل الدعم من روما، وهرب بطليموس من مدينة الإسكندرية، وتشير الكثير من المصادر إلى أنه غرق في نهر النيل. وأُلحق ببطليموس هزيمة ساحقة، واستطاع قيصر الانتصار وأعاد مقاليد الحكم لأيدي كليوباترا من جديد، وتزوج كليوباترا وأنجب منها ولدًا في عام (47) قبل الميلاد، وكان يسمى بطليموس قيصر، وأعطاه المصريون اسم قيصرون.
كان لكليوباترا أخ أصغر يُدعى بطليموس الرابع عشر، وبعدما مات أخوه، تولى الحكم مع أخته، لكن الحكم الفعلي كان بأيدي كليوباترا. ما بين عام (45) و(46) قبل الميلاد، سافرت كليوباترا مع أخيها بطليموس الرابع عشر وابنها قيصرون لزيارة يوليوس قيصر في روما، وبعد مقتل قيصر في مارس عام (44) قبل الميلاد، عادت من جديد إلى أرض مصر، وبعد فترة بسيطة قتل بطليموس الرابع عشر ويُعتقد أنه قتل على أيدي عملاء كليوباترا، وأصبح ابنها قيصرون مشاركًا العرش مع والدته، باسم بطليموس الخامس عشر.
كانت كليوباترا امرأة ذكية، وتعلم تقديس المصريين للآلهة، وأنّ ربط الملوك بالآلهة يُعزز مكانتهم عند الشعب، فادعت أنها مرتبطة بإيزيس. كانت كليوباترا تتحدث حوالي (12) لغة، واشتهرت بسحرها الذي لا يُقاوم.
كليوباترا ومارك
وصلت كليوباترا إلى نقطة الأمان بعد التخلص من إخوتها وأصبحت مقاليد الحكم الفعلية في يدها. على الصعيد الآخر، بعدما قُتل يوليوس قيصر، أصبحت روما في حالة صراع، وانقسمت إلى فريقين أحدهما من حلفاء قيصر وهم: مارك أنتوني وأوكتافيوس وليبيدوس، والفريق الثاني من قاتلي يوليوس وهم: بروتس وكاسيوس. طلب كلا الفريقين الدعم من مصر، لكن كليوباترا ماطلت في البداية، ثم قررت إرسال الدعم إلى فريق حلفاء القيصر، وكان النصر حليف فريق الحلفاء في عام (42) قبل الميلاد. وتقاسم أنتوني وأوكتافيوس حكم روما وقتها.
استدعى أنتوني كليوباترا إلى مدينة طرسوس الصقلية، وهي تقع جنوب تركيا حاليًا، ولما رآها سُحر بها ووقع في حبها. وافق أنتوني على حماية كليوباترا وإزالة شقيقتها الصغرى أرسينوي الرابعة ونفيها، فقد كانت أرسينوي منافسة كليوباترا.
بعد الاتفاق مع أنطوني، عادت كليوباترا إلى مصر وهي مطمئنة إلى أنّ السلطة لها هي فقط بلا منازع. بعد عودتها بوقتٍ قصيرٍ لحقها أنطوني تاركًا زوجته وراءه، وأمضى معها شتاء (40-41) قبل الميلاد. ثم اضطر للعودة إلى روما، وأنجبت منه كليوباترا توأمًا.
بعد فترة مرضت زوجة أنطوني وتوفيت. كانت هناك حالة من التوتر بين أنطونيِ وأوكتَافيوس، وقرر أنطوني إثبات ولاءه من خلال زواج دبلوماسي من أخت أوكتافيوس. وفي عام (37) قبل الميلاد، قابل أنطوني كليوباترا من جديد لطلب بعض الأموال التي ستساعده في حملته العسكرية ضد مملكة فارثيا، مقابل إعادة جزء من مملكة مصر الشرقية وكان هذا الجزء يضم: قبرص وليبيا وكريت وبعض الأجزاء من سوريا ولبنان، وبذلك اتسعت المملكة المصرية، وشهدت ازدهارًا رائعًا في عهد كليوباترا، وتجدد الحب بينهما، وأنجبت منه ابنًا يدعى بطليموس في عام (36) قبل الميلاد.
بعدما هُزم أنطوني في فارثيا، تخلى عن زوجته –أخت أوكتافيوس– وعاد إلى مصر وكليوباترا. في عام (34) قبل الميلاد، كان هناك احتفال “تبرعات الإسكندرية”، وفيه أعلن أنطوني أن بطليموس الخامس عشر أو قيصرون الابن الشرعي لقيصر، هو الوريث الشرعي للحكم، بدلا من أوكتافيوس، الذي كان ابنه بالتبني. وتنازل لكليوباترا وأبنائه عن الأرض. عندما علم أوكتافيوس بهذا الإعلان غضب كثيرًا، وفي عام (32) قبل الميلاد، جُرّد أنطوني من جميع ألقابه وأعلن أوكتافيوس الحرب على كليوباترا.
نهاية كليوباترا المأساوية
في (2) سبتمبر عام (31) قبل الميلاد، هزمت قوات أوكتافيوس قوات كل من كليوباترا وأنطوني، في معركة أكتيوم. وهربت سفن كليوباترا إلى مصر. أثناء هجوم أوكتافيوس على الإسكندرية، وصلت إشاعة إلى أنطوني مفادها أن كليوباترا قد انتحرت. صُدم أنطوني بهذا الخبر ووقع على سيفه ومات.
في (12) أغسطس عام (30) قبل الميلاد، بعد دفن أنطوني وسيطر أوكتافيوس، وجدت كليوباترا أنه لا مفر من شره، وكان أمامها خياران، إما أن تموت ملكة عزيزة، أو تتعرض للإذلال من قبل أوكتافيوس. واختارت الأول، ودخلت غرفتها وكان معها اثنان من الخدم، وأغلب الظن أنها انتحرت بسُم الأفعى، ودُفنت بجوار أنطوني. وبعد وفاتها بفترة قصيرة، قُبض على ابنها وأعدم.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 13,690
كانت واحدة من القلة اللواتي حكمن مصر بحكمة بالغة، وفضلت الموت بعزة.. كليوباترا
link https://ziid.net/?p=76668