كيف اشترت “Yahoo” العالمية شركة “مكتوب” العربية؟ إليك خطوات نجاح الشركات الناشئة

في هذا المقال سنتناول الحديث عن دورة حياة الشركات، منذ نشأتها إلى ازدهارها، والخطوات التي تمر بها، منذ أن يقرر رائد الأعمال تنفيذ فكرته. وعلى هذا الأساس سنطبق ما نقوله على واحدة من أشهر الشركات في الوطن العربي، وهي شركة “مكتوب” التي ارتبطت في أذهاننا بـ “Yahoo Mail” وسنسلط الضوء على كواليس نموها وصولًا إلى خطوة الاندماج الأخيرة.

ما هي شركة مكتوب دوت كوم؟

zoom_out_map

تعتبر شركة مكتوب أول عربية تقدم أول بريد إلكتروني باللغة العربية عام (1998م)، وتم تأسيس هذه الشركة من قبل رائدي الأعمال الأردنيين “سميح طوقان”، و”حسام خوري”، بعد أن كان لهما باع طويل وتجربة مميزة في شركة متخصصة في الاستشارات.

لماذا أخذ كل من سميح طوقان وحسام خوري مبادرة تأسيس شركة مكتوب؟

وجد كل منهما الفرصة في أن جميع منصات البريد الإلكتروني على الإنترنت موجودة باللغة الإنجليزية فقط، ولا يوجد بريد إلكتروني عربي ولهذا قررا إنشاء شركة تقدم خدمة بريد إلكتروني (E-Mail) باللغة العربية لتكون أول شركة ناشئة توفر هذا النوع من الخدمات في المنطقة، ولهذا اجتذبت العديد من المستخدمين من كافة أنحاء الوطن العربي.

ما مراحل نمو شركة “مكتوب”؟

zoom_out_map

بدأت هذه الشركة بفكرة انتهاز فرصة اللغة، وضمان وجود عدد كبير من المستفيدين من هذه الخدمة، هم العرب.

عمل مؤسسي الشركة على تطوير الفكرة من خلال اختبار السوق بواسطة نموذج أولي تم إطلاقه قبل النسخة الأصلية ووضعوا خطة مسبقة لآلية تطوير الشركة، وما يطمحون لتحقيقه عن طريق “مكتوب دوت كوم”.

بعد ذلك أطلقوا شركتهما بعد تسجيلها بشكل قانوني، وإتمام كافة الإجراءات الخاصة بها ثم جاءت مرحلة الاستفادة من الكوادر البشرية ووظّفوا بعض الأشخاص ذوي الخبرة، وسوّقوا للخدمة، وبدؤوا في اكتساب عملاء. واستغرقت هذه المرحلة (10) سنوات من عُمر “مكتوب دوت كوم” لتصبح من بعدها هذه الشركة أكبر بوابة إلكترونية في الوطن العربي.

ومن أجل نجاح مكتوب بشكل قوي في المنطقة العربية، استعان سميح طوقان وحسام خوري بواحد من أكبر رواد الأعمال في الأردن، للحصول على المساعدة الإرشادية والمالية، وهو “فادي غندور” مدير “أرامكس” الذي وجد في هذه الشركة فرصة جيدة تستدعي تطويرها.

وبالاستعانة بخبرة فادي غندور، نجح كل من سميح وفادي في توسيع عملهما وتنمية شركتهما وعندما وصلت “مكتوب” إلى مرحلة متقدمة، فكر أصحابها في كيفية الحفاظ على الربحية والمستوى الذي وصلت إليه، خاصةً بعدما أصبحت كيانًا ضخمًا تتطلب إدارة متخصصة.

بعد أن ازدهرت الشركة بشكل غير مسبوق، عرضت شركة (Yahoo) على “مكتوب” عام (2009م) شراء الشركة مقابل أكثر من (16) مليون دولار. وذلك بهدف زيادة انتشار “ياهو” في الوطن العربي، ومما سبق نستنتج أن دورة حياة أي شركة تتكون من (9) خطوات، بدايةً من الفكرة ومرورًا ببقية الخطوات إلى النمو، والتفكير في الاستمرار أو بيعها.

مراحل نمو أي شركة ناشئة

• مرحلة الفكرة، وتتمثل في انتقاء فرصة عمل مناسب لرائد الأعمال.
• مرحلة التجربة، وتتمثل في إطلاق نموذج أولي للخدمة أو المنتج المقدم.
• تصميم نموذج وتخطيط المشروع، من خلال معرفة الهدف المطلوب تحقيقه من هذا المشروع.
• إطلاق المشروع، أي إطلاق النموذج الأصلي بعد التجريبي.
• بناء الشركة، وتعيين فريق العمل، أو حجز مقر الشركة، أو شراء الموقع الإلكتروني.
• التمويل، وذلك بتحديد الجهة التي تمول المشروع وتحديد تفاصيل هذه العملية بشكل دقيق.
• التوسع والنمو، تبدأ الشركة في الازدهار وتحقيق مزيد من الربح.
• النضج، وذلك عندما يكون لدى الشركة أعداد ضخمة من العملاء وتستلزم إدارة متخصصة وجهودًا إضافية للمحافظة على مستواها.
• التخارج أو البيع، حينها يقرر أصحابها ما إذا كانوا سيستمرون في إدارة الشركة بأنفسهم وتوريثها لأبنائهم، أم سيقبلون أحد العروض ببيعها لشركة كبرى.

ما أنواع الشركات الناشئة؟

zoom_out_map

هناك (3) أنواع من الشركات الناشئة، وهي:

الشركات العائلية

من اسمها يمكن أن نُدرك أن تلك النوعية من الشركات هي الشركات التي تورث إلى الأبناء وتنتقل من جيل إلى جيل، ويتولى إدارتها أفراد العائلة وينتشر هذا النوع كثيرًا في المنطقة العربية ومن أمثلتها، شركة الفطيم، وشركة السويدي، وشركة العربي، وشركة حلويات زلاطيمو.

الشركات التقنية

يمكن وصف شركات التقنية بأنها شركات قائمة على التكنولوجيا وليس بالضرورة أن يكون لها مكتب عمل، ولكنها قائمة بشكل أساسي على التطبيقات الذكية والمواقع الإلكترونية والتقنيات الأخرى المختلفة مثل: الذكاء الاصطناعي والمتاجر الإلكترونية والسيارات بدون سائق وغيرها ومن أمثلتها، شركة بيقولك، وشركة سوق دوت كوم، وشركة إيزي تاكسي، وشركة كارم سولار وغيرهم.

شركات الريادة المجتمعية

شركات الريادة المجتمعية تعتبر مزيجًا بين المهمة المجتمعية والربح المالي، من أمثلتها “شركة سيكم” التي طورت الزراعة الحيوية في مصر من دون مبيدات، على يد الدكتور إبراهيم أبو العيش، منذ عشرات السنين.

كيف تنمي شركتك الناشئة لتضمن وصولها إلى مرحلة النضج والازدهار؟

• ركز على بناء قاعدتك

وهذا يعني تحديد جمهورك المستهدف ثم اكتشاف أفضل طريقة للتسويق لهم. فمن المهم بناء أكبر عدد ممكن من قاعدة المشتركين أو أكبر عدد ممكن من متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، لأن جمهورك هو العنصر الرئيسي للنمو على المدى القصير والطويل. وبمجرد بناء قاعدتك إلى مستوى معين، ستتاح لك الفرصة لزيادة أرباحك.

• اعرف كيف تحقق الدخل

تتمثل الطريقة الأساسية في تحقيق الدخل من جمهورك في معرفة ما يعمل وما لا ينجح. وذلك بعد أن يكون لديك بالفعل عدد جيد من المشتركين في خدمتك، أو من مستخدمي منتجك، ولذلك يجب عليك حينها البدء في تحليل البيانات الكمية والنوعية وإجراء التعديلات عند الحاجة، ومعرفة أين توجد الفرص لبدء تحويل جمهورك إلى عملاء يدفعون مقابل الاستفادة مما تقدمه.

• لا تتوقف عن الاختبار واطلب المشورة

عليك الاستمرار في التطوير والاختبار ثم التطوير مجددًا. وكلما تجد نتيجة فعالة قُمْ بتطبيقها فورًا لمضاعفة إنتاجك أو مكسبك. كما ينصح أيضًا بالاستعانة بالأخصائيين في هذا الأمر لدفع شركتك نحو الأمام. سواء فيما يخص التمويل كما حدث في شركة مكتوب، أو في الاستشارة بشأن الإدارة وما إلى ذلك، لتحقق أفضل النتائج.

أخيرًا، يمكننا أن نقول إن البداية دائما صعبة، فهناك الكثير من الجهد والعمل من أجل إنجاح الشركات الناشئة، كما أن تلك النوعية من الشركات التي لا تعتمد على رأس المال الكبير دائما ما يواجهها عقبات ومصاعب شاقة قد تمنعها من إكمال طريقها، ولكن من يتخطى تلك العثرات يستطيع بعدها أن يحصد النجاح، لذا نصيحتي لأي شخص يفكر في إنشاء شركته الخاصة أن يظل متفائلًا ويمضي في طريقه بكل ثقة وشجاعة إلى أن يتحقق حلمه وتنمو شركته كما حصل مع شركة مكتوب دوت كوم.

إليك أيضًا

• 15 تطبيق من أكثر تطبيقات قوقل فائدة لا تعلم عنها
• هل سيسحب “جوجل ميت” البساط من تحت أقدام “زوم”  
• الرجل الآلي و الذكاء الاصطناعي