كيف يحدث التغيير؟ عاداتك هي السر
للعادة قوة لن تتصورها إلا عندما تكررها مرارًا وترى التغيير الذي أحدثَتهُ في نفسك وحياتك، تذكر كل شئ يتحقق بالصبر والاستمرار
add تابِعني remove_red_eye 17,486
لا يخفى عن الجميع بأن التغيير صعب ويحتاج وقتًا وجهدًا، لكن كم هي مشاعر السعادة والثقة بالنفس ستشعر بها عند انتصارك على نفسك حين تتغير وتصبح أفضل ببناء عاداتٍ جديدة أو التخلص من أخرى سيئة.
ويبقى السؤال الآن:
كيف نتغير بتغيير عاداتنا؟
تبرز هويتنا من عاداتنا، فعندما ترتب سريرك كل يوم فإنك تجسد هوية شخص منظم، كلما كرَّرت سلوكًا أكثر كلما عزَّزت الهوية المرتبطة بهذا السلوك، مهما كانت هويتك الآن فأنت تصدقها فقط لأن لديك إثباتًا لها. كما يقول الفيلسوف ويل ديورانت Will Durant:
“إنما نحن ما نقوم به مرارًا وتكرارًا، إذًا فالتفوق ليس عملًا نقوم به، بل هو عبارة عن عادة”.
بالطبع، عاداتك ليست هي الإجراءات الوحيدة التي تؤثر على هويتك ولكن بحكم تكرارها فعادة ما تكون أكثر أهمية، كل تجربة في الحياة تعدل صورتك الذاتية، ولكن من غير المحتمل أن تعتبر نفسك لاعب كرة قدم لأنك ركلت كرة القدم مرة واحدة؛ لأن تأثير التجارب لمرة واحدة يتلاشى، بينما يتم تعزيز العادات مع مرور الوقت، فإن عملية بناء العادات هي عملية أن تصبح نفسك، نحن نتغير شيئًا فشيئًا، يومًا بعد يوم، عادة تلو الأخرى.
كل إجراء تقوم به هو دفعة لنوع الشخص الذي ترغب أن تَكُونَه، إذا أنهيت كتابًا فربما أنت من النوع الذي يحب القراءة، إذا ذهبت إلى صالة الرياضة فأنت من النوع الذي يحب ممارسة الرياضة، إذا كنت تمارس العزف على الجيتار فربما تكون ممن يحب الموسيقى، كل عادة تشبه الاعتراف “مرحبًا، ربما هذا أنا“.
مفتاح بناء عادات دائمة هي خَلْق هوية جديدة أولًا. ما تفعله الآن هو صورة معكوسة لنوع الشخص الذي تعتقده عن نفسك سواء بوعي أو بغير وعي. فالطريقة الأكثر عملية لتغيير هويتك هي تغيير ما تفعله: في كل مرة تكتب صفحة تصبح كاتبًا – في كل مرة تتمرن فيها على آلة الكمان فأنت موسيقي.
- العادات الصغيرة… كيف تساعدنا على التغيير؟
- سيكولوجية تطوير العادات الجيدة
- ماهي العادات اليومية التي تستنزف طاقتنا؟
تغيير السلوك كالبَصل
له ثلاث مستويات يمكنك تخيلها مثل طبقات البصل:
- الطبقة الخارجية: يهتم بتغيير نتائجك كفقدان الوزن أو تأليف كتاب.
- الطبقة الثانية: يهتم بتغيير نظام عاداتك كتطبيق روتين جديد للرياضة، تغيير مكتبك لعملٍ أفضل.
- الطبقة الثالثة والأعمق: يهتم بتغيير هويتك ومعتقداتك كصورتك الذاتية ورأيك عن نفسك والآخرين.
لكن أن نبدأ من الطبقة الأعمق إلى الطبقة الخارجية ليس سهلًا، والبحث عن الذات يستغرق وقتًا وجهدًا، لذلك فلنبدأ من الطبقة الخارجية (من النتائج التي نريدها): التخلص من القلق، انخفاض الوزن، أن تصبح كاتبًا.
اسأل نفسك: ما نوع الشخص الذي يمكنه أن يحصل على النتيجة التي أريدها؟
وعلى ذلك فإن تغيير العادة بناءً على الهوية، له خطوتين:
- قرر نوع الشخص الذي تريد أن تكون مثله.
- أثبت ذلك لنفسك من خلال انتصارات صغيرة.
فيما يلي ثلاث أمثلة:
تريد إنقاص الوزن؟
الهوية (نوع الشخص): كن من الأشخاص الذين يتحركون أكثر كل يوم.
انتصارات صغيرة: شراء عداد الخطى ثم مارس المشي في طريق العودة من العمل للمنزل خمسين خطوة وفي اليوم التالي سر (100) خطوة ثم (150) خطوة في اليوم الذي يليه.
تريد أن تصبح كاتبا؟
الهوية (نوع الشخص): كن من الأشخاص الذين يقومون بكتابة (500) كلمة يوميًّا.
الانتصارات الصغيرة: اكتب فقرة واحدة كل يوم من الأسبوع.
تريد أن تصبح أقوى؟
الهوية (نوع الشخص): كن من الأشخاص الذين لا يفوتون التمارين الرياضية.
الانتصارات الصغيرة: قُمْ بعمل جدول للتمارين الرياضية، كأن تقوم بتمارين الضغط كل اثنين وأربعاء وجمعة.
في الختام،
إذا كنت تسعى للتغيير فعليك التوقف عن الاهتمام بالنتائج وابدأ الاهتمام ببناء هوية جديدة، اصنع العادة الآن وستأتيك النتائج لاحقًا.
add تابِعني remove_red_eye 17,486
مقال هام وملهم حول إستراتيجية تغيير العادات واكتساب عادات جديدة
link https://ziid.net/?p=59280