لماذا عليك الاحتفاظ بقائمة أهدافك لنفسك؟
تحقيق الأهداف أمر مرهون بك أنت بإرادتك وبما لديك من خطط واضحة تسير عليها، لا تترك أهدافك لتحركها الحياة بل حركها بنفسك
add تابِعني remove_red_eye 91,100
- لذا، دعني أسألك: هل يمكنك أن تخمن لماذا حقق الأخوان رايت هدفهما بالرحلة بينما فشل لانجلي؟
- يمنحك الثناء المبكر شعورًا بالفوز
- هل يميل العلماء أكثر لكتابة أبحاثهم إذا أخبروا زملاءهم بنواياهم أم إذا احتفظوا بها لأنفسهم؟
- لماذا؟ لأن شرب المزيد من الماء ليس شيئًا قريبًا من هويتك
- بدائل لمشاركة أهدافك
- انتهج تحديد المخاوف بديلًا عن مشاركة الهدف
- أحط نفسك بالمنافسة
- إليك أيضًا:
كان السباق على “تطّيير” أول طائرة في العالم على أشدّه بين الأخوين رايت ورجل أقل شهرة اسمه (صمويل بيربونت لانجلي – Samuel Pierpont Langley). سأخبرك بعد قليل عن سبب عدم سماعك بهذا الأخير إلى الآن.
كما يُفترض أنك قرأت في مكان ما داخل كتاب التاريخ المدرسي، عن كيف تمكن الأخوان رايت من بناء أول طائرة ناجحة. تتذكر كيف تسير القصة: “… كان يومًا باردًا وعاصفًا في 17/12/1903 في (كيل ديفل هيلز – Kill Devil Hills) في كارولاينا الشمالية، وقف أورفيل بعصبية يراقب بينما كان شقيقه ويلبر يعتلي الطائرة التي أمضيا سنوات في صنعها… طار بأعجوبة لمدة (59) ثانية لمسافة (852) قدمًا…”
بينما اليوم “الأخوان رايت” هو الاسم الأول الذي يتبادر إلى ذهن أي شخص عندما يسمعون كلمة طيران، كانا -في حد ذاتهما- مُهمشين آنذاك. في الواقع، أثناء “السباق إلى السماء” راهن معظم الأمريكيين على الرجل الذي ذكرته سابقًا، لانجلي.
كان (لانجلي) عالم فلك وفيزيائيًّا ورائدًا للغاية وذا صوت مسموع في مجال الطيران، وكان في طريقه لصنع التاريخ. إن مكانة لانجلي العالية كسكرتير لمعهد سميثسونيان منحته المصداقية والدعاية اللازمة التي يحتاجها لجعل أمريكا في صفه. ناهيك عن كونه مدعومًا لأقصى حدّ من وزارة الحرب التي ساهمت بمبلغ 50000$ لمساعدته على أن يكون أول إنسان يشقّ عنان السماء.
ملخص القصة، على الرغم من كل الدعاية، انتهى المطاف بآلة لانجلي الطائرة بالتحطم والاحتراق أرضًا بينما انتهى الأمر بطائرة الأخ رايت في السماء. كان لدى أحد الطرفين دعم العالم بأسره، والموارد الهائلة والكثير من المال في جيبه، بينما كان لدى الطرف الآخر متجر صغير للدراجات وشغف للطيران.
لذا، دعني أسألك: هل يمكنك أن تخمن لماذا حقق الأخوان رايت هدفهما بالرحلة بينما فشل لانجلي؟
يمنحك الثناء المبكر شعورًا بالفوز
بينما كان لانغلي يشارك طموحاته مع العالم ويُشاد به بشدة على المآثر التي لم يحققها بعد، لم يحظ الأخوان رايت إلا بأقل القليل من الاهتمام. يرى بعض الخبراء أنه يمكن للثناء المبكر أن يُشعر الشخص وكأنه وصل بالفعل، مما يجعله أقل احتمالية لمتابعة أهدافه. على سبيل المثال، في مقال (بيتر غولويتزر-Peter Gollwitzer) البحثي، عندما تصبح النوايا عامة- When Intentions Go Public، طرح هذا السؤال بالذات:
هل يميل العلماء أكثر لكتابة أبحاثهم إذا أخبروا زملاءهم بنواياهم أم إذا احتفظوا بها لأنفسهم؟
أجرى جولويتزر وفريقه من الباحثين عددًا قليلًا من الدراسات، وفيما يلي مقتطف موجز لما توصلوا إليها: “الأخذ بملاحظات الأشخاص الآخرين للنوايا المتعلقة بالهوية -على ما يبدو- يولد إحساسًا مبكرًا بالاكتمال فيما يتعلق بهدف الهوية”. بعبارة أبسط، ما وجده جولويتزر هو أنه عندما يضع الأفراد هدفًا وثيق الصلة بهويتهم ثم يشاركون نواياهم مع الآخرين، فمن غير المرجح أن يحققوا ذاك الهدف.
على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو البدء في شرب المزيد من الماء وأخبرت أصدقاءك وعائلتك أنك ستبدأ ذلك، فمن المحتمل أن يكون لهذا تأثير ضئيل/معدوم على ما إذا كنت تشرب المزيد من الماء أو لا.
لماذا؟ لأن شرب المزيد من الماء ليس شيئًا قريبًا من هويتك
من ناحية أخرى، إذا كان هدفك هو خسارة (20) كجم من وزنك وتصغير مقاس خصرك بمقاس أو اثنين، فمن غير المحبذ أن تنشر (نيّتك) على الفيسبوك. لأن مظهرك مرتبط جدًا بهويتك. لذلك، إذا أخبرت الأشخاص أنك تخطط لفقدان الوزن وأخبروك بمدى روعتك وكيف ستكون رائعًا حينئذٍ، فستقّل احتمالية فقدانك ذاك الوزن.
يبدو ما توصل إليه (جولويتزر وفريقه) غير منطقي نوعًا ما، إذا أخذنا بالاعتبار أن الجميع أخبرونا عن وضع أهدافنا وكيف أن مشاركتها يحمّلنا مسؤولية تحقيقها. لكن، النظرية تحمل بعض الأهمية بالتأكيد، وهي نظرية تبناها رواد الأعمال الناجحين للغاية مثل ديريك سيفرز – Derek Sivers، مؤسس CD Baby.
تحدث سيفرز في محاضرة تيد حول هذا الموضوع بالذات منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
لإثبات وجهة نظره، طلب من الجمهور تخيل شعورهم عندما شاركوا أهدافهم مع الآخرين: “تخيل تبريكاتهم وإعلاءهم من شأنك. أليس من الرائع أن تُعلن عن هدفك؟ ألا تشعر أنك اقتربت منه خطوة بالفعل؟ كما لو أنه أصبح جزءًا من هويتك؟
حسنًا، أخبار سيئة. هذا الشعور الجيد يُقلل احتمالية تحركك نحو هدفك، لذا كان يجب أن تصمت. يشرح، سيفرز أن هذه “المشاعر الدافئة” هي ما يمنعنا من القتال لتحقيق أهدافنا بالفعل. عندما نشارك أهدافنا علانية، نشعر بنشوة النجاح التي يُفترض أن نشعر بها بعد تحقيق الهدف. النتيجة؟ نحن لا نسعى لتحقيق هذا الهدف أبدًا.
بدائل لمشاركة أهدافك
لقد شاركت مؤخرًا 3 أساليب عمل واقعية لتحقيق “أهدافك الكبيرة”. ولكن الآن، لنتحدث عما يمكن أن يُفلح بالفعل عندما يتعلق الأمر بالنجاح في تحقيق أهدافك
انتهج تحديد المخاوف بديلًا عن مشاركة الهدف
قدّم رائد الأعمال والمستثمر والكاتب، تيم فيريس – Tim Ferriss، محاضرة لا توصف في تيد حيث ناقش كيف أن تحديد المخاوف مفيد في تحقيق أهداف المرء. ويوصي بأنه بدلًا من مشاركة أهدافك بقلق شديد، يجب أن تتصالح مع كل المخاوف التي تمنعك من تحقيقها. على سبيل المثال، لنفترض أن هدفك هو بدء مشروعك التجاري الخاص. يوصي فيريس بتدوين كل مخاوفك المرتبطة ببدء عمل تجاري. والتي قد تشمل هذه: “خسارة كل أموالي -الطرد من وظيفتي اليومية- السخرية أو تلقي الملامة إذا فشلت”.
بمجرد كتابة هذه المخاوف، يجب عليك بعد ذلك كتابة كيف ستعمل على منع وقوع هذه المخاوف (أو التخفيف من احتمالية ذلك). على سبيل المثال، بالنسبة للخوف الأول “خسارة المال” قد تكون وسيلتك هي: “سأستثمر 2500$ فقط، بهذه الطريقة لن أخسر كل شيء”.
أخيرًا، بعد أن قمت بتدوين وسائل حدّك من احتمالية وقوع الأسوأ، عليك كتابة كيف ستصلح ما تخشى حدوثه… إذا حدث بالفعل. لذلك، لتجاوز خسارة (2500$) يمكنك كتابة “سأحصل على وظيفة بدوام جزئي (كنادل مثلًا) بالإضافة إلى وظيفتي اليومية حتى أستعيد 2500$.” من خلال التركيز على تحديد المخاوف عوضًا عن مشاركة الهدف، فسيزول الخوف الذي يمنعك من تحقيق أهدافك بالفعل.
أحط نفسك بالمنافسة
بالإضافة إلى تحديد المخاوف، قد يكون من الجيد أيضًا أن تحيط نفسك بالمنافسة، قد تكون جرعة صحية من المنافسة مفيدة لعملك أيضًا. ألقت دراسة نُشرت قبل عامين في مجلة (Preventive Medicine Reports) الضوء على تأثير المنافسة على أهدافنا. وضعت الدراسة (800) طالب جامعي وطلاب دراسات عليا في جامعة بنسلفانيا ضمن برنامج تدريبات بدنية مدته (11) أسبوعًا حيث كُلّف كل شخص بممارسة التمارين بمفرده أو في فريق. بالإضافة إلى ذلك، صُممت الفرق لتكون إما داعمة أو تنافسية.
بحلول نهاية الدراسة، وجد الباحثون أن الطلاب المشاركين في برامج الفريق التنافسي كانوا أكثر التزامًا بحضور جلسات التمرين المقررة بنسبة (90%) مقارنة بأي مجموعة أخرى. ليس هذا الرقم مذهلاً فحسب، بل إنه يثبت أيضًا أن المنافسة يمكن أن تخلق مستوى أعلى من الالتزام بين الأشخاص الذين يطاردون الأهداف.
عندما تحيط نفسك بالمنافسة، فهذا لا يعني أنه عليك مشاركة أهدافك مع المنافسين. لست مضطرًا لإخبار الأشخاص الآخرين في حصة التدريبات الرياضية أو بطولات كرة السلة الصغيرة أن هدفك هو خسارة (20) كجم. ولكن بمجرد الظهور ووضع نفسك في بيئة تنافسية، من المرجح أن تبذل جهدًا أكبر في أغلب الأحيان وهو عامل يمكن أن يساعد في تحقيق أهدافك.
لطالما كان (علم تحقيق الأهداف) موضوعًا مثيرًا للاهتمام، سواء قررت مشاركة أهدافك أو لا، فإن ما اكتشفته عبر (12) عامًا من ريادة الأعمال هو أنه يجب عليك صياغة طريقك الخاص. ما يصلح للآخرين لن يكون مفيدًا لك دائمًا. وما يصلح لك اليوم لن ينجح -بالضرورة- غدًا.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 91,100
مقال ملهم حول الأهداف والطريق إلى تحقيقها
link https://ziid.net/?p=67553