لماذا أنت قائد حياتك وليس الأمتعة؟

كُلّنَا نَعْلَم أن الحياة رِحْلة، نركب في قطار طويلٍ ولكن في هذه المرة للقطار نهاية، نَنْزِل من المحطة الأخيرة ولكن لا أحد يعرف متى وكيف سَتَكُونُ محطته الأخيرة. يَرْكَب شخصًا ما القطار لأولِ مرة وَهُوَ لا يَعْرِف أي شيء ولكن بعد اَلْمُرُور على الكثير من اَلْمَحَطَّات يَتَعَلَّم، يُجَرِّب، يَعِيش ويلتقي بالعديد من الأشْخاص وَكُلّ مَحَطَّة سَتُوصِلُهُ إلى محطةٍ أُخْرَى وَيَبْدُو كُلّ شيء مُرْتَبِطا فما عاشه في المحطة الأولى قد لا يَعِيشهُ في المحطة الثانية ولكن قد يعيشه في اَلْمَحَطَّة الأخيرة ويتفاجَأ في نفْس الوقت بِحُدُوث أشياء غير مُتَوَقَّعَة وغير مُنْتَظَرَة وكٌلما يضع الكَثِيْر من التوقٌعاتْ والاحتمالات والتفكِير الزائد فإنه لن يحدٌث أي شيءٍ من ذلك.

لهذا كيف ستُحَضِّر نفسك لهذا الرحلة وتكون أنت قائد حياتك وليس الأمْتعة؟

1- لا تَضع الكثير من الأشياء داخل حقيبتك

من اَلْمُهِمّ أن تُحَضِّر نَفْسَك جيدًا لرحلة التي سَتَذْهَبُ إليها مهما كان المكان الذي ستكون فيه، سَتَكُونُ هذه الرحلة تَجْرِبَة ومغامرة جديدة ولكن ليس أن تضَعَ اَلْكَثِير من الأشياء بداخل الحقيبة لأنه بعدها ستجد أن الكثير من تلك الأشياء لست بحاجةٍ إليها وما أكثرٌها وَسَتُدْرِكُ بأنّك بحاجة لتخلص منها مثل: القلق، التفكير الزائد، الخَوْف، الضغط، المثالية وَالْكَمَالِيَّة فماذا لو تُحَضِّر نفسك لتلك الرحلة وأنت لست واضعًا معَك كُلّ تلك الأشياء! أن تسير مع اَلتَّدَفُّق وَتَتْرُك كُلّ شيءٍ يَحْدُث في وقْتِه اَلْمُنَاسِب كيفما كان لن تعرف عنه كُلّ شيء

2- اترك السحاب مفتوح بعض الشيء

عندما تُفَكِّر بتلك اَلرِّحْلَة ستبدأ تفكر بالأشياء التي يجب أن تضعها وَسَتُحْضِرُ قائمة بذلك وَالْهَدَف مِنْها وإليها، كيف سَتَخْرُجُ من هَذِه اَلرِّحْلَة وما الذي تُرِيْدُ أن تثبته أو تتَحَداه مع نفسك؟ اترك سحاب حقيبة السفر مَفْتُوح بعْضَ اَلشَّيْء لِتَدْخُل أشياء جديدة أثناء سيْرِكَ في الطريق سترى أشياء جديدة، أشياء تُثِير انتباهك، أفكار تتولد ومشاعر تَخْرُج من دَاخِلك ومثل هذه الأشياء عليك أن تضَعَها داخل حقيبتك وأخْرى تسمَحْ لها بِالْخُرُوجِ لتبقى تتذكرها وستحْتاج إليها عند نِهَايَة الرحلة.

3- لا تتخلَّ عن أي شيء

قد تتطلب منك هذه الرحلة بأن تتخلى عن بعض الأشياء حتى تكون مُنَاسِبًا لها وتناسبك.   لهذه الرحلة معايير، طَريقها واضح وَخُطَّة اَلسِّير يعرفها جميع المسافرين لكنك لا تعْرِف كل هؤلاء اَلْمُسَافِرِينَ ولا تَرَاهُمْ كثيرا وحتى لا تعرف من ستلتقي بهم وجهًا لوجه أو لربما وجوهًا تَعْرِفهَا لكنك لا تتذكر عنها الكثير من الأشياء. لهذا حتى وعند ذَهَابِكَ إلى هذه اَلرِّحْلَة سَتَكُونُ بداخِلِكَ الكثير من الأشياء التي يجب أن تَتَمَسَّك بها فقد ترى بعض الأشياء والأشخاص التي تساعدك للوصول إلى هذا فَيَجِب أن تلاحظ كل شيء بشكل جيد وتراقب ما حولك حتى يتسنى لك تحقيق ذلك وألا تغير شيئًا من نفسك حتى تُرْضِي غيرك.

4- تخلَّ عن كل شيء

لا تَكُنْ المتحكم في كل شيء وأن تضع شكلا لكل شيء دون أن تخرج من تلك المنطقة وتلك اَلشَّكْلِيَّة التي تَضَعهَا لِكُلّ شيء. لا يجب أن تبقى بعض الأشياء كما هي ولهذا بعض اَلتَّعْرِيفَات والمفاهيم يجب أن تتغير ولا تسير بها، حضر نفسك لِكُلّ شيء وَضَعْ في بالك أنّ كُلّ شيء ممكن أن يتغير في لحظة واحدة فمثلا ليس لأنك تعرف أن كُلّ شخص تعرفه لن يبقى معك ستحرم نفسك من ألا تَعْرِف أي شخص فمِنَ الجميل أن تتعرف على أشخاص تتعلم مِنْهُمْ وَيَتَعَلَّمُونَ منك.

5- الهدف من وراء الهدف

ما اَلْهَدَف من وراء هذه الرحلة؟ أنت تَعْرِفْ أنك تريد أن تُحَقِّق شيئًا معينًا ولكن في نفس الوقت قد لا يتحقق ما وضعْته في بالك لهذه المرة بل يتحقق ما وضعْته لَرُبَّمَا من سنوات في عقْلِك ونسيته فقْد يَخْتَلِف ذلك وَيَتَحَقَّق هدف آخر يُوصِلك إلى الهَدف الذي وضعته من قبل ويبقى هذا خارجًا عن نطاقِ تَحَكُّمك.

6- الرحلة وليس الوجهة

في هذا القطار سَتَمُرُّ على الكثير من الأشياء قد تنتبه لها وقد لا تفْعَل ولكنْ إذا وقَعْتَ في حُفَر مختلفة واعترضت طريقك عقباتٍ سَتَتَعَلَّمُ من ذلك لَرُبَّمَا الوجهة لن تكون كما تُرِيد ولكن ما أنت بحاجةٍ إليه. معظم الأشياء في حياتك ليست كما ترِيد ولكن تَحْدُث وتبقى لأنك بحاجة إليها ثم فيما بعد سترضى بهذا وَتَرْغَب فيه لِأَنَّهُ هذا هُوَ اَلْفَرْق بين الحاجة وَالرَّغْبَة وَيَجِب أن تستمع بِالرِّحْلَةِ قبل اَلْوُجْهَة لِأَنَّك سَتَأْخُذُ مِنْهَا الكَثير مِنَ الأشياء.

في النهاية

كل ما يَحْدُث مَعَكَ في هَذِه الرحلة سَتَعِيشُهُ من المحطة الأولى وَتَتَجَاوَزهُ لتعيش في المحطات الأخرى بأحداثها، تفاصيلها، علاقاتها، أشخاصها وكيفما كانت أمور جيدة أم سيئة سَتَتَقَبَّلُهَا ولكن في النهاية سَتُدْرِكُ الكثير من الأشياء، ما الغَاية من حدوث هذه الأشياء ولماذا حدثت وكيف أصْبَحت هكذا وجميعها غيرت حياتَك نحْو الأفضل.

إليك أيضًا

• 8 نصائح لتطوير نفسك في الترجمة 
• التشويش والصخب.. تعلم كيف تتحدث إلى نفسك
• 5 أسئلة عليك طرحها على نفسك لإيجاد النظام الأمثل لإدارة مستودعات التخزين