كثيرٌ منَّا يفكّر في إنجاز المهام المتراكِمة عليه على أكمل وجه، لكن هناك ما قد يشغله ويأخّره عن تنفيذها، لطالما شعرت أنّه يجب عليَّ أن أبدأ بقراءة سلسلة كتب شيّقة، أو حضور دورةٍ تعليميةٍ تهمّني في عملي، وربّما القيامُ ببعض الأعمالِ المنزليّةِ المتراكمةِ كتنظيفِ الحديقةِ أو تقليمِ الأشجار، وكثيرًا ما طلبت منّي والدتي طلاءَ سياجَ المنزلِ، لكن كلّما حاولتُ البدءَ بأحدِ المهمّاتِ لتنفيذها أجدُ نفسي أقوم بعملٍ آخر، وغالبًا ما يكون دون أهميةٍ ومضيعًا للوقتِ ويبعدني عن أداء مهمّاتي الأساسيّة كمشاهدة فيلم للمرّة الثّانية أو القيامِ بقيلولة أو التّسكّع في الأسواق.
هذا ما يسمّونه علميًّا بالمماطلة أو التّسويف، وكي تستطيع التخلص من المماطلة والتأجيل ما عليك سوى التعرّف عليه وتطبيق الطّرق البسيطة الواردة في هذا المقال للتّخلص منه.
ماذا نعني بالمماطلة ؟
المماطلة بكلِّ بساطة هي أن نقوم بتأجيل القيام بالأعمال المهمّة لوقتٍ لاحق و الاستعاضة عنها بالقيام بأمور ترفيهيّة لا فائدة منها، إنّما على العكس ستساهمُ في إضاعة وقتنا الثّمين بأمورٍ لا طائل منها، ولا تعدُّ المماطلة مشكلة كبيرة إلَّا إذا توافرت فيها عدّة صفات:
- أن ينتج عنها نتائج سلبيّة وضارّة.
- أن تكون متزامنة مع اضطرابات نفسيّة كالتّوتر وتأنيب الضّمير.
- أن تكون بلا سبب ولا هدف.
- أن تحدث بشكل مستمر .
كيف تعرف أنّك مصاب بداء المماطلة و التأجيل؟
هناك بعض العبارات التي نقولها في بعض المواقف في حياتنا اليوميّة، لكن لو لاحظت أنّك تستخدمها بكثرة وبشكل دائم فيجب عليك الحذر لأنّك مصاب بداء المماطلة والتأجيل:
- أنا متعبٌ الآن ،سأكون غدًا أفضل وسأنجز أعمالي غدًا بإذن الله.
- سأقوم بالمهمّة في نهاية اليوم، فأنا سيد اللّحظات الأخيرة.
- سأحضّر شيئًا لأتناوله قبل البدء في تنفيذ هذا العمل.
- لا أزال جديدًا في العمل، يجب أن أخد وقتي للتّعود على نظام العمل.
- ليس لديّ مزاج لفعل هذا الأمر الآن.
- يوجد لديّ وقت طويل لفعل هذا العمل، لم العجلة!
كيف يمكننا التخلص من المماطلة و التأجيل بطرق عمليّة؟
1- نظّم استخدامك لمواقع التّواصل الاجتماعيِّ.
تعدُّ مواقع التّواصل الاجتماعيّ كالفيس بوك والانستغرام والتيكتوك السبب الرئيسيّ للمماطلة و التأجيل؛ لذا علينا تنظيم أوقات استخدامها وعدم جعلها متاحة لنا في كلِّ الأوقاتِ لأنَّه حالما نبدأُ بتصفّحها لن نشعر بأنفسنا لساعاتٍ طويلةٍ ونحن نتنقّل من موقع لآخر دون تحقيق أيّ فائدة، وهنا أنصحك بتحديد وقت معين بشكل يوميّ أو أسبوعيّ لتصفّح مواقع التواصل الاجتماعيّ ،وهناك بعض التطبيقات التي تساعدنا على ذلك و منها تطبيق Appblock حيث يقوم بقفل التّطبيقات وعدم تمكّننا من الوصول إليها إلّا في أوقاتٍ محددةٍ نقوم نحن بتحديدها.
2- تخلص من المماطلة والتأجيل بوضع خطّة مسبقة لمهامّك لإنجازها.
من اليوم و قبل خلودك للنّوم اكتب قائمةً بجميعِ المهام التي تودُّ القيام بها غداً ونظّمها حسب أهمّيتها وأوقات القيام بها، يمكنك الاستعانة بدفترٍ خاصٍ لذلك أو استخدم أحد تطبيقات إدارة المهام وكتابة الملاحظات، قم دائمًا بمراجعة قائمة مهامك والتعديل عليها، ويمكنك عند الانتهاء من المهمّة وضع إشارة بجانبها تدلُّ على أنّك قمت بإنجازها، وهذا يحفّزك للقيام بمهامك وعدم المماطلة والتأجيل بتنفيذها كما أنّه يمكنك وضع خطّة مهامٍّ أسبوعيّة أو شهريّة أو سنويّة.
3- قم بالاستعداد جيدًا قبل أداء المهام.
إن كنت تعمل في مكتب فمن المؤكّد أنّك تحبّ أن يكون مكتبك نظيفاً ومرتبًا وفيه شيء من الإيجابيّة يحفزّك على القيام بمهامّك، لذلك رتّب مكتبك و لا تجعل الفوضى تؤثِّر على كفاءةِ عملك، وأبعد كل ما قد يسبب لك التّشتت أثناء أداءك لمهامك.
4- انظر جيدًا إلى قائمة مهامك ثم قسّمها إلى مهامٍ أصغر.
عندما تفكّر أنّه يجب عليك أن تنجز مهمّة كبيرة ربّما ستشعر أنك ستأجّل القيام بها لوقتٍ لاحقٍ لعدم توفّر وقتٍ كافٍ لإتمامها، لذا ما عليك سوى تقسيمها إلى مهمّات أصغر وتنظيمها في قائمة والقيام بإنجاز كلِّ مهمّة على حدة وهذا سيحفّزك لإنهائها على أكمل وجه وبكلِّ إتقانٍ خلال وقت قياسيّ.
5- نظّم وقتك جيدًا و أحسن تقسيمه و تخلص من المماطلة والتأجيل .
يجب أن تفكّر بكلِّ دقيقةٍ من وقتك لأنّها تعتبر كنزًا ضائعًا بالنّسبة لك، نظّم وقتك بشكل مختلف، وقم بدمج كل وقتك الضّائع واعمل فيه على إنجاز مهامك المهمّة بكلّ تركيز، و هذا سيعطيك أفضل النّتائج على المدى البعيد، كما أنّه يمكنك الاستفادة من تطبيقات تنظيم الوقت كتطبيق Google Calender لتوفّر عليك الجهد والوقت. وتعدّ هذه الطّريقة من أفضلِ الطّرقِ التي تساعدك على التّخلص من المماطلة و التّأجيل؛ لذا لا تتردّد باتباعها.
6- كافئ نفسك فورًا
تروق المماطلة والتّأجيل لكلِّ شخص منّا لما يترتّب عليها من مكافأةٍ فوريّةٍ له، إذ إنّه عندما تقوم بتأجيل القيام بمهمّة صعبة وشاقّة بالنسبة لك سيجعلك تتجنب المشاعر السلبيّة التي قد تترتب على ذلك؛ لذا عليك الاستعاضة عن ذلك بمكافآتٍ بديلةٍ تحفّزك للقيام بالعمل وعدم المماطلة والتأجيل، ربّما ستحب أن تكافئ نفسك بقطعة شوكولا لذيذة بعد إنجاز مهمّة صغيرة أو أثناء قيامك بها، و يمكنك أن تحدّد المكافآت حسب ما يتوافق مع المهمّات الموكلة لك.
وهذا ما أظهرته دراسة حديثة أُجريت في جامعة كورنيل الأمريكيّة أن نيل مكافأة فورية يحفّزك على بذلِ جهدٍ يفوق ما يمكن أن تبذله إذا كان عليك أن تنتظر لكي تحظى بهذه المكافأة عند انتهائك من المهمّة. وهذا يعني أنّك بحاجةٍ لإيجاد مكافأة فوريّة، تجعل أداءك لمهامّك أقلَّ صعوبة من وجهة نظرك.
خلاصة
تعدُّ مشكلة المماطلة والتأجيل من المشاكل الأساسيّة التي تواجه أغلبيّة الناس في هذا العصر ، فكثرةُ المعلومات والمشتّتات والأشياء الجديدة التّي تظهر يومًا بعد يوم أبعدتنا عن التّركيز على كل ما هو مهم وجعلتنا نحيد عن أهدافنا والسّعي وراء تحقيقها.
عزيزي القارئ تذكّر دائمًا أهدافك في الحياة، وركّز على تحقيقها دون أيِّ تأجيلٍ بتطبيقك للطّرق المذكورة في هذا المقال؛ لذا من الأفضل أن تبدأ بتنفيذها من الآن لتتخلّص من المماطلة و التّأجيل وتضع حدًّا لهذه المشكلة.
إليك أيضًا
هل تريد التخلص من المماطلة والتسويف .. حسنًا؛ إليك هذا المقال
link https://ziid.net/?p=98545